هل العقل يحتكمُ إلى الأخلاقِ لتكونَ القاسمَ المشتركَ بين البشر ؟
إنَّ المعرفة في عصرنا الراهن ذاتَ مفاهيمٍ متعددةٍ ،فالمجتمعُ أصبح هو محورُ الاهتمامِ ،والأغلب يتجهونَ إلى ما يعينٌ مجتمعاتهم من مشكلاتٍ، ولكن مايميّزُ الأفضل هو الاتجاه إلى القيم الأخلاقية ،وربّما يسألُ سائلٍ
هل في الموضوعاتِ الجديدةِ؟
أقولُ: نعم لأنَّ الناس ماذا ينتظرون غيرَ الفائدةِ لوضعِ معاييرٍ أخلاقيّةٍ تُصلُحُ كلَّ تشوهٍ عندَ الإنسانِ؟
أليسَ العقلُ العربيُّ هو ملزمٌ بمعالجةِ القضايا المتعلقةِ بكلِّ ماهو سائدٌ في هذا العصرِ من قيمٍ وأفكار ؟
إنَّ فائدةَ العقلانيّةِ في مجتمعنا العربيّ كأساسٍ للتفكيرِ يجبُ أن تسايرها القواعد الأخلاقية،
ألم تكن اليوم عيوبُ العالمِ بأسرهِ ناتجةً عن سوءِ النواحي الأخلاقيّة؟
إنّ محنةَ العقلِ العربيّ اليومَ هي في عدمِ تطبيقِ قوانين أخلاقيّةصارمّة،
وعلى العقلِ أن يوظفَ مهامهِ للقيمِ الأخلاقيّةِ، والفائدةُ منها للمجتمعات البشرية.
أنا أُشبهُ الأخلاق بالأمِّ، والأمّة التي فقدت أخلاقها هي أمّة فقدت التربية أثناءَ الطفولة.
إنَّ الإبداع الفكري والوجداني يجبُ أن يرتبط بأخلاقياتٍ تتصلُ بغاياتِ الوجودِ الإنساني، وخاصة انّ كلَّ أزمّةِ القيمِ التي يعيشها عالمنا العربي.
ولا خروجَ منها إلاّ بنظمٍ فلسفيّةٍ لترشيدِ العلاقاتِ الإنسانيّة وتوطينِ جملةِ القيّمِ من عدالةٍ وحريّةٍ ومساواةٍ وسلام وأخُوّة صادقة بين الناس.
فلنعمل شيءٍ يخففُ من آلامِ الناسِ،
إذ كانَ لايمكنُ أن ننهيه بالعقل.