منوعات

محمد منصور يكتب : نيويورك .. مدينة الحكايات

واحدة من المدن المفضلة بالنسبة لي مدينة نيويورك.. مدينة مذهلة بكل المقاييس. في كل زاوية فيها حكاية جميلة تستحق أن تقال.

الحكاية النهاردة عن ال high line أو خط السكة الحديد العلوي داخل نيويورك.

في أربعينيات القرن التاسع عشر؛ غرب مانهاتن كانت مركز صناعي مهم جدا، فالسلطات قررت تعمل خط سكة حديد يمتد من شرق الولاية لغربها. ده كان بهدف تسهيل نقل السلع بين ميناء نهر هدسون والمناطق الأخرى في الولاية مترامية الأطراف.

بعد ما عملوا الخط -ونتيجة أخطاء هندسية واجتماعية ولأنهم معملوش حساب الناس- تحول الطريق في غرب مانهاتن لطريق موت.. كل يوم ضحايا بيدوسهم القطار.

فقرروا يجيبوا فرسان على خيول؛ يمشوا أمام القطار ويحذروا الناس من عبور السكة الحديد إلا من أماكن محددة.. الأماكن دي اسمها دلوقتي مزلقان.

وكان كل مزلقان عليه خيالة عشان يمنعوا عبور الناس إلا في أوقات محددة.. طبعا دي مشكلة عملت تكدس من عربيات الكارو رهيب.

بعد حوالي 70 سنة من الموضوع ده؛ اتوقفت خلالهم السكة الحديد دي عدد من المرات، الحكومة قررت تعمل قطار علوي زي المونوريل بتاعنا كده. فعملوا السكة الحديد العلوية في غرب مانهاتن برضه. بس تكاليف الصيانة والتشغيل مكنش مخطط لها لأن دراسات الجدوى كانت بعافية في الوقت ده؛ فقرروا يوفقوا الخط العلوي كمان.
وفضل التصميم الفولاذي الحقير ده موجود في واحد من أفضل أماكن الولاية بيطل على مشهد بديع لنهر هدسون.

لحد تسعينيات القرن العشرين؛ لما فكر اثنين من سكان المنطقة في عمل جمعية اسمها “أصدقاء الخط العلوي”.

الجمعية دي جمعت ملايين الدولارات في صورة تبرعات؛ وتمكنت من تحويل قبح السكة الحديد العلوية لجمال لا يُمكن وصفه. حديقة غناء بها مسطحات خضراء بديعة مزروعة بنباتات نادرة.

مقاعد منتشرة على طول مسار القطار اللي نجحوا في زراعة نباتات على جانبيه. أماكن للفنانين؛ رسم وعزف وغناء. ساحة للعب؛ وساحات للتنزه؛ ومسار طويل للمشي.

رئة خضراء في غرب المدينة؛ يرعاها سكان المدينة؛ ويتبرع من أجلها سكان المدينة أيضا.
السكان خاضوا صراع مع الحكومة الغبية للحصول على ذلك المكان.. الحكومة اللي مكنتش بتعمل دراسات جدوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى