منوعات

حجاج أدول يكتب : هوليود وقوى السينما الناعمة (3)

خطأ قبائل الهنود الحمر في شمال القارة إنهم قبائل متفرقة تحارب بعضها بعضًا أمام شعب جديد أتاهم بجيش منظم له قيادة مركزية.

خطأ تلك القبائل أن سلاحها كان السهم والخنجر والبلطة وغريمها مسلح بالبارود!.

خطأ تلك القبائل أنها حاربت الجيش الأمريكي وجحافل الأمريكان بأسلوب يعتبر متخلفًا ولم تبتكر أسلوب حرب يناسبها ويناسب تضاريس أراضيها فانهزمت رغم شجاعتها وتواجد حكماء لديها، ففي أوقات الخطورة على الشعوب، الحكماء المتناثرون لا يصنعون فكرًا جديدًا، إنهم مجرد حكماء قبائل، إنهم ليسوا عقولًا مجمعة تدرس وتفكر وتقرر..

لم يكن لديهم ما يقال عنه الآن (مراكز التفكير) وكان عند الغازي مركز قيادي به ما يقارب مركز تفكير. أما في جنوب القارة حيث ممالك الهنود الحمر مثل المايا والإزتيك، فكانت تلك الممالك متجمدة ولم تتقدم، كانت راكدة تحت حكم متخلف، هذا رغم غناها. كانت ممالك دموية فيما بينها سفاكة للدماء، وقد أنتج وأخرج النجم ميل جيبسون فيلم (Apocalypto 2006) عن حضارة المايا وبين دموية تلك القبائل،ولما أتاها الغرب الدموي بسلاحه البارودي.

حدث ما حدث حين أتت الحملة الفرنسية وغزت مصر، جيش حديث عصري يغزو شعب راكد وجيشه مماليك متخلفين مازلوا في عصر الفروسية بالسيف، ونابليون أتاهم بعلوم الحرب الحديثة فكان لا بد أن ينتصر، وكان لا بد للشعب الراكد أن ينهزم! المصيبة أننا لم نعي الدرس حتى الآن! مازلنا شعوب راكدة تتوالى علينا الهزائم، ترى ما نوع الصدمة المفجعة التي ننتظرها؟ أو كما قال نزار قباني في قصيدته (هوامش على دفتر النكسة: خلاصة القضية توجزُ في عبارة.. لقد لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية)، ياااه!! تداخلت قضية الهنود الحمر مع قضية العرب السمر، والعدو واحد.. أمريكا هناك، وإسراميركا هنا!

وأرصد أن أمريكا أنتجت أفلاما تبين حضارة الهنود الحمر ومدى الظلم الذي وقع عليهم، مثل فيلم (الراقص مع الذئاب Dances with Wolves)، بطولة وإخراج النجم (كيفين كوستنر)، وهو فيلم أنتج عام 1990، فيلم يبين وجهة نظر الهنود الحمر في الحرب التي دارت بينهم وبين الغزو الأوربي الأبيض.

وأنتجت هوليود فيلمًا عن البطل الهندي الأحمر (جيرينيمو) الذي قاوم البيض مقاومة شرسة قبل أن يستسلم.

واستخدمت مصانع الأسلحة اسم قبيلة هندية شهيرة وهي آباتشي، وألصقته بنوع من أنواع طائراتها الهيلكوبتر! ثم مصانع السيارات أخذت اسم شيروكي وبونتياك وهما اسمان هنديان! لا مانع لديهم من إشهار تلك الأسماء فلم يعد أحد يخشى عودة الهنود الحمر، فقد تم أسر بقايا الهنود الحمر وتجميعهم وحشرهم في معازل بعد أن أصدر الكونجرس الأمريكي “قانون الإبعاد الهندي” عام 1830ليتسنى للبيض الاستيلاء على أراضي الهنود سكان أميركا الأصليين.

بعد أن اطمأنت أمريكا وتأكدت أن أصحاب الأرض صاروا في خبر كان، بنت لهم متحفًا في عاصمتها واشنطون، وأنتجت الأفلام التي تبين أن لهم حضارة، فلم تعد للهنود الحمر قوى تخشاها أمريكا، حينها أمريكا الطيبة قررت على استحياء إظهار الحق الهندي وبناء متحف هو عبارة عن شاهد قبر على حضارة هندية كانت واندثرت بطلقات رصاص الكاوبوي الأمريكي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى