عادت أسعار الذهب العالمي إلى الارتفاع خلال تداولات اليوم الخميس وذلك بعد التراجع الذي شهدته يوم أمس بسبب صدور بيانات التضخم الأمريكية لتظهر ارتفاع طفيف في التضخم الأساسي الأمر الذي قلل من فرص خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة بشكل حاد.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2522 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2512 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن تراجع سعر الذهب يوم أمس بنسبة 0.2%.
يستمر التذبذب بشكل عام في السيطرة على تحركات الذهب خلال الفترة الأخيرة، ليتحرك ضمن نطاق سعري كبير بين 2470 – 2530 دولار للأونصة، وحتى الآن لم يجد الذهب التأثير الخارجي الكافي ليدفع السعر خارج هذا النطاق لتكون النتيجة هي المزيد من التحركات العرضية للمعدن النفيس، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
أظهرت البيانات يوم الأربعاء أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل طفيف في أغسطس، لكن التضخم الأساسي أظهر بعض الثبات، وهو ما قد يؤدي إلى قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أصغر للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع القادم.
مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لم يظهر ارتفاعات كبيرة في التضخم، وهو ما يدعم أسعار الذهب لتظل فوق 2500 دولار ويشير إلى عدم وجود تغييرات فورية في سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي.
من المرجح بشكل كبير في الأسواق أن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل في سعيه إلى تقليل احتمالات الركود الاقتصادي حتى مع إحجامه عن اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية بسبب ضغوط الأسعار الأساسية التي لا تزال متواجدة.
أسعار الذهب تم تسعيرها على خفض 25 نقطة أساس وبالتالي يتفاعل الذهب مع أية بيانات تصدر قد تغير من توقعات الأسواق بشأن زيادة وتيرة خفض الفائدة إلى 50 نقطة أساس. حيث تعد بيئة خفض أسعار الفائدة أمر إيجابي لأسعار الذهب لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
تنتظر الأسواق اليوم أيضاً صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي تقيس أداء التضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين، بالإضافة إلى بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية، وسيكون لهذه البيانات تأثير على تحركات أسعار الذهب اليوم، ولكن بشكل عام يبقى التذبذب هو المسيطر حالياً مع عدم وجود داعم كبير في الأسواق لخروج الذهب من هذه المنطقة العرضية.