شهد عام 2022 أرقاماً قياسيةً غير مسبوقة في قطاع السفر العالمي، غير أن العام الحالي سيمثل حقبة جديدة متغيرة للمسافرين بسبب التحديات الاقتصادية.
ومع عودة السفر إلى طبيعته وسط تعافي العالم من تداعيات جائحة كورونا، تظهر أنماط سفر معينة رغم التحديات الجديدة وأبرزها ارتفاع التضخم، وبينما تركز السفر بعد جائحة كورونا بالدرجة الأولى على رؤية الأصدقاء والعائلة، من المتوقع أن يكون عام 2023 هو العام الذي يسافر فيه كثيرون بهدف المتعة الشخصية أو تطوير الذات، وبالتالي هناك فرصة أمام المنتجات السياحية القائمة على مثل هذه التجارب، مثل المنتجعات الصحية بمختلف أنواعها كتلك التي تركز على الصحة أو اليوغا أو تحسين الذات وغيرها.
وفي ضوء الاهتمام المتزايد من قبل المسافرين في تخفيف البصمة الكربونية، هناك توجه نحو السفر الهجين حتى لو أدى ذلك إلى السفر بشكل أبطأ طالما أنه أكثر مواءمة للبيئة.
ويمكن مثلا تخفيف البصمة الكربونية 90% من خلال استخدام القطار مقابل الطائرة، وهو ما يتوجه إليه كثيرون هذه الأيام، كما تتوجه شركات تأجير السيارات إلى توفير أسطول من السيارات الكهربائية للرحلات البرية خاصة في أوروبا.
وقد يعتبر البعض أن الحصول على باقة متكاملة تشمل كل ما يمكنك أكله وشربه في منتجع واحد، كتجربة لطالما اتسمت بقلة الجودة، ومن المتوقع أن يشهد هذا النوع من الباقات، إقبالا هذا العام لأنها تجعل من تكلفة العطلة أكثر شفافية ووضوحا من دون مفاجآت، وهو ما يتصدر أولوية العديد من المسافرين هذا العام.
وهناك نمط آخر ترصده بيانات “Expedia” هي أن الأفلام والمسلسلات باتت أكثر تأثيرًا من وسائل التواصل الاجتماعي، عندما يتعلق الأمر بحجز الرحلات.
وسيتوجه كثيرون إلى مواقع تصوير برامجهم المفضلة ومن بينها باريس بفضل مسلسل “emily in paris”، والريف الإنجليزي بسبب “Bridgerton”، فيما ساهم “Lord of the Rings” بزيادة الإقبال على نيوزلندا، و”Jurassic Park” على تنشيط السياحة في هاواي.
وغيرت جائحة كورونا إلى حد كبير أنماط العمل وبالتالي أنماط الإجازات لمن يعملون، حيث كان التركيز في السابق على أخذ إجازة قصيرة لأيام قليلة بعد إنهاء رحلة عمل، إلا أن النهج المتزايد الآن هو رحلة طويلة مع فترات متقطعة وقصيرة من العمل إن كان خلالها أو قبلها أو بعدها.
وبعد عدم القدرة للتخطيط المسبق للرحلات بسبب عدم اليقين حيال تداعيات الجائحة والتغيرات المستمرة في قواعد السفر، يظهر نهجا جديدا يتمثل بالتخطيط طويل الأمد للإجازات بما في ذلك لعام 2024 وما بعده.