منوعات

أشرف عبدالشافى يكتب : سعيد اللاوندى الذى مازال حيًا بيننا!

وحين تتأمل مسيرته تكتشف أن الأستاذ سعيد اللاوندى رحمه الله كان نموذجا لطيفا لهؤلاء الكتاب الذين يصدقون الحلم ويقاتلون من أجله!.

وقد ظنّ يوماً أنه يستطيع الوقوف فى وجه أحد أقرباء كمال الشاذلى فصدرت الأوامر للأستاذ عبد الله كمال ـ رحمه الله ـ بمنعه من الكتابة فى روزا اليوسف!.

وكان اللاوندى قد تطوع للعمل ضمن مجلس إدارة إحدى المدارس الكبرى ،وحدث أن امتنع أحد أولياء الأمور عن دفع المصاريف باعتباره من عائلة الشاذلى،فكتب اللاوندى مندداً ومستنكراً ولم يكتب بعدها!.

وفى مؤسسة الأهرام لم تكن حظوظه أفضل وتعرض للكثير من المضايقات خاصة بعد أن فتح صندوق مكتب الأهرام فى باريس وكتب عن هدايا الذهب والماس التى كانت تتنقل بين القاهرة وباريس، وتحكى الدكتورة فاطمة الحصى فى كتابها (أيام فى حياة سعيد اللاوندى ـ سيرة مثقف مصرى ـ الصادر منذ أيام منذ أيام عن دار ريشة) الكثير من المواقف المؤلمة التى عاشها كاتب ومثقف مصرى ظن أن الموهبة وحدها تكفى فدفع الثمن غاليا وصدرت إليه الأوامر بالعودة إلى القاهرة ومغادرة مكتب الأهرام فى باريس ليجد نفسه بعد كل هذا العمر غير قادر على نشر مقالاته فى المؤسسة التى كان سفيرها سنوات طويلة يستقبل الوزراء والأدباء والمفكرين ويحاورهم، لدرجة أن الكاتب نصر القفاص يحكى كيف هاج وماج بعض الصحفيين عندما استكتب سعيد اللاوندى مقالاً!.

ويروى الشاعر أحمد الشهاوى كيف كاد سعيد اللاوندى أن يصاب بالجنون وهو يجد الصحافة التى عاش لخدمتها تتنكر له وتمتنع عن نشر مقالاته فى حين تفرد صفحاتها للأنصاف وسماسرة المهنة! ، وكان الشهاوى دافعا معنويا كبير جعل اللاوندى يترك لنا 13 كتابا وسيرة حسنة دفعت زوجته ورفيقة مشواره إلى الفخر بها وتسجيلها فى كتاب كوثيقة على ما كان وما جرى وما يمكن للسيرة أن تتركه بعد رحيل الإنسان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى