منوعات

محمد علاء يكتب : كاريكاتير الماضى!

كاريكاتير زمان كان حاجات بتطلع من القلب كده .. الشعب كان بيعبر عن اللي جواه برسمة واحدة ، جرة قلم واحظة كانت تنتج لك كل ما في الخاطر ، ومفيش أجمل من دي رسمة تشرح مشاعر النصر عليهم وعلى قائدهم الأعور “موشي ديان” وإزاي تم إذلالهم ودهسهم على وشهم بأقذر جزمة في تاريخ البشرية وهيفضل القلم ده معلم على وشهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها

جدي رحمة الله عليه لما سألته عن حرب أكتوبر في مرة كان دايما يقولي ان دي أكتر فترة حسينا فيها بحبنا للبلد ومدى ارتباطنا بيها وإزاي كل فرد في البلد أنكر ذاته وساب احتياجاته ورفاهياته عشانها ، أكتر فترة اجتمعنا على قضية واحدة وفكرة واحدة وكانت مشاعرنا موحدة

كنا زي المجانين لو واحد فينا دخل راس لراس مع واحد منهم كان هيموته لأشلاء بمنتهى الغل من كتر مشاعر الغضب والسخط والرغبة في استعادة الكرامة والأرض .. أرضنا كانت غالية علينا أوي وأجيال جدودنا نزفوا عشانها فكان صعب نتعامل مع الوضع كأنه عادي أرض وراحت ولا يكلف الله نفساً الا وسعها .. لأ مقدرناش !

أصل تخيل فعلاً انت بتواجه جيش مدعوم بأكثر الأنواع المتطورة من الأسلحة وقتها ومعمول عشانه أكبر جسر جوي في التاريخ من أكبر داعم ليهم في الغرب ، وبرضو مفيش فايدة ، جيش مصر مكنش جيش عادي .. احنا كنا نخوف ونرعب من كتر ما كان مفيش في إيدينا حاجة نخسرها .

أحد جنود الحرب في احدى البرامج قال احنا كنا بنصرخ مع كل خطوة ومع كل طلقة نضربها وكل طلقة تضرب علينا ، كانوا بيجروا مننا الرعب مقذوف في قلوبهم بسبب صوتنا

المرتبات في مصر مكنتش تزيد عن 10 جنيه والعيشة مكانتش احلى عيشة ، بس كان صاحب الراتب ده ممكن يشيل على ضهره مدفع مضاد للدروع وزنه اكتر من 120 كجم غير معداته ويطلع بيه على ساتر ترابي بزاوية 45° لمجرد ان عنده قضية عايزها تنتصر ، احنا كنا داخلين معركة دبابات حرفياً بدبابات عتيقة امام دباباتهم المتطورة .. حتى كان في فارق شاسع على مستوى المعدات في سلاح الجو.

الطيارين المصريين لحد اللحظة دي بيتم تدريس مناورتهم الاستثنائية والخرافية بطيارات ميج 21 في مراكز تدريب سلاح الجو الأمريكي ، مين ينسى الطيار المصري الأسطوري اللي عمل مناورة خيالية على ارتفاع 3000 قدم مينفعش تتعمل الا على ارتفاع 6500 قدم ضارب بيها كل قوانين التسارع الفيزيائية! وقتها كل علماء الفيزياء والمحللين الاستراتيجين وصفوا الأمر بالاعجاز وضرب قوانين الفيزياء عرض الحائط.

احنا كنا مجانين .. عشان نكسب وننتصر عملنا أشياء استثنائية كتير لدرجة انك ممكن تسمع عشرات الاف الحكاوي بدون ما تمل ، ده بمجرد ما العالم اختبر صبرنا بس.

النصر ده عظيم وأسطوري بكل المقاييس ولحد انهاردة احنا مش بنديله ربع حقه رغم انه على مقاييس المنطق هو غير ممكن ابدا .. بس احنا تحدينا كل حاجة .. وإنتصرنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى