يشهد سعر أونصة الذهب العالمي تداولات مستقرة في نطاق ضيق حول نفس مستويات اغلاق الأسبوع الماضي، وذلك بعد انخفاض حاد في أسعار الذهب يوم الجمعة بسبب اعلان المركزي الصيني عن وقف مشتريات الذهب، إلى جانب تقرير الوظائف الأمريكي الأفضل من المتوقع.
يتداول سعر الذهب الفوري خلال تداولات اليوم حول المستوى 2293 دولار للأونصة وقد سجل أعلى مستوى عند 2301 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2287 دولار للأونصة، وفق تحليل جولد بيليون وذلك بعد أن انخفض سعر الذهب بنسبة 3.5% وهو أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر 2020، لتتقلص مكاسب الذهب خلال هذا العام إلى 11.2%.
وأغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي تحت المستوى 2300 دولار للأونصة وهو ما يزيد من الضغط السلبي على مستويات الأسعار.
تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر مايو أظهر ارتفاع في أعداد الوظائف الجديدة بأعلى من التوقعات بالإضافة إلى ارتفاع متوسط الأجر في الساعة، الأمر الذي قلل من توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي وساعد هذا على ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي ليختتم تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع، ويبدأ جلسة اليوم ليستكمل المكاسب ويسجل مؤشر الدولار ارتفاع بنسبة 0.3% ليسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع.
وساعد هذا على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربطه مع الدولار، هذا بالإضافة إلى ارتفاع في العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات والتي ترتبط بعلاقة عكسية أيضاً مع أسعار الذهب.
من جهة أخرى أعلن البنك المركزي الصيني عن توقفه عن شراء الذهب وزيادة الاحتياطي خلال شهر مايو ليوقف سلسلة من مشتريات الذهب استمرت 18 شهر، وتشير العديد من التوقعات أن البنك الصيني يهدف من هذا إلى دفع أسعار الذهب إلى التراجع على أن يعود ليستكمل المشتريات من جديد خلال الأشهر القادمة.
بالإضافة أن البنوك المركزية الأخرى ستستمر في شراء المعدن النفيس وزيادة احتياطاتهم من الذهب بهدف تنويع ممتلكات البنوك بعيداً عن الدولار الأمريكي.
هذا وينتظر الذهب هذا الأسبوع العديد من الأحداث الهامة التي من شأنها أن تؤثر على تحركاته بشكل كبير، حيث تصدر يوم الأربعاء بيانات التضخم الأمريكية عن شهر مايو، بالإضافة إلى اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيعلن خلاله عن توقعات أعضاء البنك بشأن مستقبل أسعار الفائدة والتضخم.
من غير المتوقع أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي بإجراء أي تغيير في أسعار الفائدة خلال اجتماعه، ولكن التركيز سيكون على تعليقات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في محاولة لمعرفة توجه البنك بالنسبة لأسعار الفائدة ومعدلات التضخم.
من جهة أخرى أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 4 يونيو، انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 2171 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما انخفضت عقود البيع بمقدار 2888 عقد.
وفي نفس الوقت انخفضت عقود الشراء من قبل الشركات الكبيرة بمقدار 8287 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، في حين انخفضت عقود البيع بمقدار 20782 عقد.
التقرير يوضح أن الشركات الكبرى والمتداولين اتجهت إلى الابتعاد عن المضاربة في الذهب خلال الفترة الأخيرة سوء في عقود الشراء أو عقود البيع، وذلك بعد أن تزايد الاعتقاد بأن البنك الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة ثابتة هذا العام، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن استثمارات أخرى تدر عائد عكس الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه