أسواق وأعمال

عبدالناصر محمد يكتب: حكاية أول استثمار عربي للملابس في مصر .. عن فؤاد حدرج أتحدث 

شعاره صنع في مصر و كانت المصداقية وجودة إنتاجه وراء إقبال السوق الأوروبي والأمريكي على منتجاته ، أصبحت بيلادونا براند عالمي , افتتح شركة أون لاين ويسعى لشريك بالمملكة .. إنه فؤاد حدرج أول مستثمر عربي في صناعة الملابس في مصر 

اختار مصر لتكون وجهته الاستثمارية عام 1977 بعدما تم تشريع أول قانون للاستثمار في مصر فقرر الخروج من لبنان بعدما اشتدت أوزار الحرب الأهلية هناك وكان أمامه فرص التوجه إلى أسواق عربية أخرى وفيها حوافز أعلى إلا أنه غلبه حبه إلى مصر وأهلها بجانب علاقاته الجيدة مع شخصيات مصرية كثيرة شجعته إلى إقامة استثماراته في مصر .

هو امتداد لعائلة كبيرة تعمل في بزنس صناعة الملابس أنشأت أول مصنع لها عام 1950 في لبنان

 بدأ في مصر بمصنع صغير ومع مرور الأيام بدأت حياة الاستثمار في مصر تتحسن كثيراً فقام بشراء أرض وأقام مصنع بيلادونا واستطاع تغطية احتياجات السوق المحلي بنسبة 100% ثم قام بشراء مكن حديث وبدأ التصدير للخارج واشتدت المنافسة في السوق المحلي لكثرة المصانع التي عملت في صناعة الملابس فيما بعد    

قرر حدرج في بداية التسعينات عمل براند بيلادونا لتشجيع المستهلك فاتخذ صنع في مصر شعاراً لمنتجاته ليكون علامة بارزة في كل الأسواق العربية والعالمية فكان يواجه مشكلة في البداية وهي أن المستورد الأجنبي غير مقتنع بهذا الشعار إلا أن مصداقيته وجودة منتجاته كانت سبيله في تحقيق الإنتشار الواسع في الأسواق محلياً ودولياً 

ورغم كثرة وقوة المنافسة إلا أنه بالاستمرار والمثابرة إضافة إلى التعامل الجيد مع العملاء استطاع فؤاد حدرج أن يستمر في السوق ويكون منافساً قوياً وكان رصيده وسمعته الطيبة وعائلته من قبله في مجال الملابس دافع ألمانيا إلى إعطائه مكن لمصنعه بالتقسيط رغم أن ألمانيا كانت قد اتخذت قراراً بعدم التقسيط في بيع منتجاتها إلا أن حدرج هو المستثمر الوحيد الذي تم استثناؤه من هذا القرار لما يمتاز به من سلوك جيد وسمعته الطيبة في التعامل مع حقوق الناس

 لاحظ حدرج أن المنافسة في السوق المصري بلغت الذروة فقرر في التسعينات فتح محلات باسم بيلادونا ليكون براند لمنتجاته وهو كان من أوائل من توجه لعمل البراند في مصر والشرق الأوسط فواجه صعوبات في البداية لكنه مع الاستفادة من الأخطاء والاستمرارية والإصرار على تحقيق النجاح أصبح براند بيلادونا اسم له تاريخ 

وها هو اليوم يفتتح أول فرع لشركته في المملكة العربية السعودية أون لاين كما أنه يسعى إلى عمل شراكة مع مستثمر سعودي وتأسيس شركة بالمملكة 

حقق حدرج انتشاراً واسعاً لمنتجاته في مصر والتصدير إلى ايطاليا و الدنمارك وامريكا والسعودية والكويت .. 

نجاحه في السوق الأوروبي والأمريكي مبني على عوامل كثيرة أهمها الجودة والمصداقية هذا ويقوم العميل بتصميم الموديلات التي يرغب في تصنيعها ويقوم بيلادونا بتصنيعها كما أن كثيراً من البرندات المصرية هي في حقيقة الأمر صناعة بيلادونا

استطاع حدرج أن يوفر كل منتجات مصنعه دون إحداث أي خلل خاصة بعدما تم إتخاذ قرار وقف الاستيراد فزاد الضغط على شركته وطلبات العملاء فكان على قدر المسؤولية فوفر كل احتياجات السوق المحلي دون تأخير 

 من أهم المشاكل التي واجهت حدرج ولازالت هي الروتين والبيروقراطية إلى جانب السلبية في القطاع العام خاصة في التنفيذيين رغم توجيهات المسؤولين بإزالة العوائق أمام المستثمرين إلا أن المديرين التنفيذيين مازالوا يعرقلون سير العمل وظهور ما يسمى بالبيروقراطية المستجدة وهي سيئة للغاية تتسبب في تعطيل العمل مدة تزيد عن ستة أشهر لكي يحصل المستثمر على الإقامة مما يدفع مستثمر يعمل في مصر منذ 47 عاماً يسافر إلى بلاده للحصول على فيزا بسبب ما يواجهه من مشاكل الإقامة

يرى حدرج أن صناعة الملابس غير مكتملة فيوجد لدينا في مصر صناعة أقمشة وصباغة أقمشة ومصانع تريكو لكن ينقصها مصانع اكسسوار وزراير فلا يوجد في مصر غير مصنع واحد كما يوجد مصنع واحد للسوستة ومرتفع السعر والاستيراد من الخارج يوفر 30% من السعر المحلي 

ويطالب حدرج بقفل حلقات الصناعة بعمل مصانع لمكونات هذه الصناعة من اكسسوارات وسوست وزراير متسائلاً لماذا لا نعتبر هذه فرص استثمارية نجذب إليها مستثمرين جدد للسوق المحلي المصري يساهم في تحقيق طفرة كبيرة في هذه الصناعة 

واتفق مع حدرج فيما ذهب إليه بأن مصر تمتلك فرصة ذهبية ففي ظل الإضطرابات التي تشهدها المنطقة فالبلد الوحيد الآمن هي مصر في ظل وجود قيادة سياسية حكيمة ورشيدة لم تنخرط في أي مشاكل فأنت اليوم بالاستقرار السياسي والاجتماعي الموجود تستطيع تحقيق طفرة كبيرة في الصناعة وكل قطاعات الاستثمار والاقتصاد وجذب كل المستثمرين العرب لضخ استثمارات جديدة في مصر لكن مطلوب تحريك الأجهزة التنفيذية وفك رموز الروتين وأعرب حدرج عن استنكاره من تأخر رخصة حفر مدة 4 شهور ليحصل المستثمر عليها فمطلوب تسهيل هذه الإجراءات أمام المستثمرين

ومن نصائح حدرج للشباب أن يبتعد عن التعليم الأكاديمي والتوجه إلى التعليم المهني فالبلد تحتاج إلى مهنيين بكميات رهيبة خاصة وأن 80% من المتعلمين في مصر أكاديميين مقابل 20% مهنيين في مقابل أن ألمانيا صاحبة ثالث اقتصاد على مستوى العالم نسبة المتعلمين المهنيين تصل إلى 80% مقابل 20% أكاديميين فمطلوب ضرورة التوسع في إقامة مدارس مهنية محترفة لتوفير أيدي عاملة لكل القطاعات الحياتية التي بها نقص كبير في المهنيين المدربين 

ومن أجمل ما قاله حدرج إن المغتربين اللبنانيين يمثلون رئة اقتصادية مهمة للبنان وفي تحويلات النقد الأجنبي وعليه يجب أن يمثلون بالمجلس النيابي لنستفيد من خبراتهم ونجاحاتهم في بلاد الاغتراب التي يمكن أن تحقق المعادلة والطريق لعودة لبنان الحقيقي فهم نقاط قوة لبنان في الفترة المقبلة ويقول إن مصر ما زالت أرض الفرص ويكفي أنها لم تفرق بين اللبناني والمصري، كما أن نجاحات الاستثمار اللبناني بها في العديد من المجالات شاهد وخير دليل.

 


فؤاد حدرج

 

للمزيد: موقع التعمير للتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيس بوك التعمير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى