يُهدد الطقس الحار في إندونيسيا، المحاصيل في المناطق الزراعية الرئيسية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأرز بما يصل إلى الخُمس، مع قيام الدول بقيادة الهند – أكبر مصدر للأرز – بالحد من الشُحنات للخارج لكبح التضخم وضمان الأمن الغذائي لشعوبها.
وكشفت مصادر في السوق، أنه إلى جانب تراجع الواردات وانخفاض المخزونات في إندونيسيا بنحو الثلث عن العام الماضي، فإن الحرارة الناجمة عن ظاهرة “النينيو” المناخية، والتي من المتوقع أن تبلغ ذروتها في أكتوبر تقريبًا، تُثير المخاوف من أن الأسعار قد تصل إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات.
ويعتبر الأرز غذاءً أساسيًا لأغلب سكان إندونيسيا البالغ عددهم 270 مليون نسمة، كما أن تحركات الأسعار حساسة سياسيًا، خاصة قبل الانتخابات المقررة في فبراير 2024، ويُهدد ارتفاع الأسعار أيضًا النجاح الذي حققته الحكومة مؤخرًا في السيطرة على التضخم.
مخاوف سائدة
وقال ذو الكفل رشيد، رئيس تعاونية تجار الأرز بالجملة في “سيبينانج”، أكبر سوق في إندونيسيا، إنه إذا لم يتحسن الوضع، فقد تصل أسعار الأرز إلى أعلى مستوى لها منذ عدة سنوات عند 15 ألف روبية (98 سنتا أمريكيا) للكيلو جرام، وفقًا لما ذكرت رويترز.
وأوضحت شركة “Bulog” المشترية الحكومية، إن 1.5 مليون طن متري فقط من واردات الأرز، وصلت من إجمالي 2.3 مليون إندونيسيا تمت الموافقة عليها هذا العام لتخفيف تأثير ظاهرة النينيو، ولا يزال هناك 400 ألف طن في الطريق، و400 ألف طن لم يتم التعاقد عليها بعد.
وتتجه شركة “بولوج”، التي تستورد عادة من كبار البائعين مثل الهند وتايلاند وفيتنام، إلى نطاق أوسع لتشمل كمبوديا وميانمار، لكن رئيسها التنفيذي، بودي واسيسو، قال إن السعر الذي تطلبه كمبوديا مرتفع للغاية، ويأمل في إيجاد بدائل.
توقعات مُخيفة للإنتاج
وتُقدر الوكالة الوطنية للأغذية، أن ظاهرة النينيو قد تؤدي إلى تقلص إنتاج الأرز بنسبة تتراوح بين 5 -7% هذا العام، وذلك من 31.54 مليون طن العام الماضي، لكن النقص يجب أن يتم تغطيته من خلال حصة الاستيراد الحالية.
وأدت ظاهرة النينيو الأخيرة في إندونيسيا، في عام 2019، إلى انخفاض إنتاج الأرز بنحو 7%، لكن الأسعار المحلية ظلت ثابتة، حيث كان لدى “Bulog” إمدادات كافية للتدخل في السوق بعد الواردات الكبيرة في العام السابق.
للمزيد : تابعنا موقع التعمير ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك التعمير
