“النور مكانه فى القلوب” يمكننا وضع هذه الجملة عنوانا لرحلته، طالب أزهرى يسكن فى إحدى القرى التابعة لمحافظة دمياط، فقد بصره فى سن صغيرة لكن ذاع سيطه مبكرا كأحد الأصوات العذبة فى تلاوة القرآن الكريم، حرص أهالى القرية على الاستماع إليه فى كل المناسبات الدينية ليحتل الشيخ “محمد فرحات” مكانة العلماء بين أقرانه فى سن صغيرة.
أجرى “اليوم السابع” لقاء مع الطالب “محمد فرحات” ابن محافظة دمياط الذى بدأ حديثه قائلا: “لم أشعر أننى فقدت بصرى قط عوضنى الله بالبصيرة وهبت حياتى للعلم وطلب العلم.. بدأت حفظ القرآن الكريم فى سن صغيرة، تعلق قلبى به حتى استطعت حفظ القرآن الكريم كاملا فى سن السابعة”.
وأضاف طالب الأزهر فى دمياط قائلا: “تعلمت على يد أساتذة الأزهر قبل التحاقى به، ساعدنى هذا على الحصول على إجازات القراءات العشر مبكرا”.
تبدلت ملامحه قليلا يبدو أنه تذكر شيئا ما، ليعد إلى الحديث مجددا قائلا: “تذكرت عندما قمت بزيارة أراضي الحجاز، وقتها الجميع نصحني بتناول مياه زمزم بنية الشفاء غير أننى كنت أرغب فى طلب العلم وحسب، أيضا عندما قمت بإجراء آخر عمليات الجراحة لإعادة البصر كانت رغبتى أن أستمر هكذا لا أريد سوى العلم وما أنا عليه الآن سيكون رصيدا لى فى الآخرة”.
تجاذبت والدته أطراف الحديث والتي بدأت حديثها قائلة: “تعرض نجلى إلى فقدان البصر بسبب إصابته بحالة مرضية منذ سن صغيرة، أجرينا له عدة تدخلات جراحية، لكن الأمر لم ينجح، وجدته سعيدا بفقدان بصره ليؤكد أن غايته طلب العلم فقط.. حرصت على إعداده ليكون عالما أزهريا، كانت استجابته للعلم سريعة بشكل مطمئن، أيضا دعم أهالى القرية له كان مؤثرا، كل هذه الأمور ساهمت فى تشكيل ملامح رحلته فى طلب العلم”.
وأنهت الحديث قائلة: “أحلم برؤية نجلى صاحب شأن بين العلماء، أعددته لهذا الأمر وأسعى إلى تحقيق هذا الحلم بكل قوتى”.
عاد الشيخ محمد فرحات إلى الحديث مجددا قائلا: “لم تكن لى أمنية سوى مقابلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، مؤلفاته كانت سببا فى تنمية مهارات التعلم لدى، كانت علامة فارقة معى، أعمل بجد طوال العام الدراسى من أجل تحقيق مركزا متقدما على مستوى الجمهورية لتلقى الاتصال من شيخ الأزهر”.
واختتم الحديث قائلا: “العلم أهم شىء فى بناء الأمم، أسعى إلى طلبه بكل همتى ورسالتى للشباب احرصوا على طلب العلم مهما كانت الظروف المحيطة بكم”.