بين التطور والحداثة، مازالت العديد من المهن تقاوم من أجل البقاء، المكواة الرجل واحدة من المهن التى أوشكت على الانقراض، ورغم ذلك مازال لها محبين وعاشقين لها، يعملون بها، ورثوا تلك المهنة عن الآباء والأجداد، عندما كان ثمن مكوة الجلباب قرشين فقط، حتى أصبح ثمن الجلباب 15 جنيها.
وقال أحمد إسماعيل محمد، أحد العاملين بالمهنة: ورثت تلك الصنعة عن والدى، وعملت بها وكنت صغيرا، فأنا الآن أصبحت خبراتى فى المهنة حوالى 28 سنة، علمنى والدى أصول الصنعة، خاصة أننا كنا نتعامل مع شخصيات لها دورها فى البلاد لم تكن المهنة للجميع كانت لها هواتها أما الآن ومع المنافسة الشرسة، فالمهنة فى طريقها للإنقراض خاصة أنها لا تجد من يرغب فى تعلمها.
واضاف أحمد: فى الماضى كان الكثير يتسابق من أجل تعلم المهنة أما الآن رفضت أن يتعلمها أبنائى لانها صعبة جدا وتتطلب مهارات خاصة وقوة تحمل وصبر كبير، كما أنها لم تعد كسابق عهدها من حيث الإقبال عليها، ورغم أن المبالغ كانت زهيدة إلا أن اصحاب المهنة كانوا يعملون بها وهم يستمتعون وراضون بشكل كبير.
أما حسين محمد إسماعيل صاحب الـ 68 عاما، و أحد أصحاب المهنة قال: أعمل فى المهنة من 50 سنة، كنت أعمل مع شقيقى، وكان ثمن المكواة للجلباب البلدى أو العباءة لايزيد عن قرشين فقط، لكن كان الشغل كثير والإقبال كبير، من عشاق هذه الصنعة، لأن تلك الصنعة تتميز عن المكواة الحديثة فهى قادرة على جعل الجلباب أكثر تميزا وتظهر فيه المكواة عكس المكواة الحديثة.
وأضاف: اليوم أصبح ثمن القميص والبنطلون 15 جنيها، فى الماضى كان العمد ومشايخ القرى هم الحريصون على التواجد بالمحل وطلب المكواة وأشهر ما كنا نكويه الطاقية المقرنة والعبأه والجلباب الصوف، لكن اليوم نكوى القميص والبنطلون، ورغم ذلك فإن المهنة مهددة بالإنقراض لرفض الشباب تعلم المهنة.
واوضح أن المكواة الرجل عبارة عن قطعة حديد لها يد خشبية، يتم وضعها على النار لفترة محددة، ثم استخدامها فى الكوى، حتى تبرد وهكذا، والصنايعى يكون لديه اكثر من مكواه حتى يستطيع الانجاز، فالصنايعى الواحد يكوى من 10إلى 15 قطعة فى اليوم، ورغم ذلك فمازال لها روادها وعشاقها.
المكواة الرجل (1)
المكواة الرجل (2)
المكواة الرجل (3)
المكواة الرجل (4)
المكواة الرجل (5)