“الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة”.. للخير أشكال كثيرة ويمكن لأى شخص المشاركة بالخير حتى ولو بالبسيط مما يملكه، فلا يقتصر الخير على الغنى أما مالك الأموال فقط بل يمكن لكل شخص يملك فى قلبه الخير تقديمه للأخرين، وهذا ما يفعله “رضا” أحد أبناء محافظة القليوبية، والذى يقوم بتوزيع الماء البارد على ركاب قطار أبو زعبل شبين القناطر بمحافظة القليوبية، رفاعا شعار الرضا والخير والذى بمكن تقديمه للبشرية.
“صلى على النبي.. حد عاوز مايه ساقعة ثواب للى عاوز يشرب”.. هكذا ينادى رضا العفيفى أحد أبناء مدينة شبين القناطر بالقليوبية، الذى يتوجه يوميا بعد الرابعة عصرا على قطار أبو زعبل شبين القناطر، ليقوم بسقيا الماء لركاب القطار العائدين من أعمالهم، فقد اختار هذا التوقيت كون الجو يكون حارا ويكون هو أيضا قد انتهى من عمله، فعلى مدار 10 سنوات متواصلة يقوم رضا بسقيا الماء لركاب القطار.
فى البداية قال رضا العفيفي، أحد أبناء مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، والذى يعمل موظفا، إنه ينتهى من عمله الوظيفى فى الساعة الرابعة والثلث يوميا، ويصطحب “الكولمان” معه بالعمل وأيضا يزوده بالثلج، ثم يملأ الـ”كولمان” بالماء المفلتر، وينتظر بمحطة أبو زعبل فى قدوم القطار ويستقل القطار ثم يقوم بتوزيع الماء البارد على ركاب القطار المتوجهين لمدينة شبين القناطر.
“من سقا مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم”.. هذا هو الشعار الذى يرفعه رضا العفيفي، والمأخوذ من حديث “سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله”.. موضحا أن الخير موجود وباقى إلى يوم الدين كما قال سيد البشرية ورسول الإنسانية: “الخير فى وفى أمتى إلى يوم القيامة”، مشيرا إلى أنه يريد أن يوصل رسالة للبشرية كلها أن كل فرد بداخله الخير ولابد له من أن يخرجه ويعمل به.
وأضاف “رضا”، أنه يكفيه الدعوات التى يتلقاها من ركاب القطار سواء رجال أو سيدات أطفال أو كبار، مشيرا إلى أنه اختار القطار بالتحديد لأنه يعمل بالقرب منه وكذلك أن الغالبية العظمى من ركاب القطار عبارة عن موظفين وعمال عائدون من عملهم على مدار اليوم، وأنه يعمل بسقيا الماء بالمجان للركاب على مدار ما يقرب من 10 سنوات.
“لا تستصغر عمل الخير.. أو تستسهل عدم عمله”.. هكذا عبر رضا العفيفى عن حبه لعمل الخير، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذى عندما شاهوه يبدأ فى فعل ما يفعله من خير بدأوا فى دعمه من خلال توفير الماء والثلج وأيضا شراء “كولمن” جديد وكذلك توفير الأكواب للتوزيع بشكل أكبر على عدد أكبر من الركاب بالقطار، وبذلك يحوز على عدد أكبر من الحسنات من سقيا الماء لهم.
فيما عبر عدد كبير من ركاب القطار عن شكرهم لرضا العفيفي، الذى يقوم بسقياهم على مدار سنوات طويلة مضت، كما أنه فى بعض الأحيان لا يقتصر دوره على توزيع الماء البارد لهم للشرب فقط، بل فى بعض الأحيان يقوم بشراء الفاكهة لتوزيعها على الأطفال فى المقام الأول ومن بعدهم الكبار من ركاب القطار، وهو ما يرسم البهجة والراحة على وجوه ركاب القطار.
واستطرد “رضا”، أنه يشعر براحة كبيرة ولا يتسبب سقيا الماء لركاب القطار لتعب جسدى له، بل على العكس أنه عندما يتخلف يوما عن سقيا الماء لركاب القطار يشعر فى اليوم التالى بتعب كبير فى جسده، وأنه أيضا فى يوم الجمعة الإجازة الرسمية من عمله يتوجه إلى بعض الأراضى الزراعية القريبة من حقله ويقوم بسقيا الماء للعاملين لتك الأراضى ويفرح كثيرا بدعوة من القلب من هؤلاء العمال الظمئ بعد ارتواء ظمأهم.
