رأت صحيفة جابان تايمز اليابانية، اليوم الجمعة، أنه في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة إبعاد الصين عن ساحة تطوير أشباه موصلات متقدمة، وجدت شركات تصنيع الرقائق الكورية الجنوبية الرائدة التي تمتلك قواعد إنتاج كبيرة في الصين نفسها عالقة في حلقة النيران.
وقالت الصحيفة، إنه نظرا لأن مصير أعمال الشركات الكورية في الصين- أكبر أسواقهم- أصبح أكثر خطورة، فمن المتوقع أن يعزز المصنعون الكوريون الجنوبيون مثل سامسونج وغيرها التعاون مع اليابان للحفاظ على ميزة تنافسية ولتجاوز الأوقات الصعبة المقبلة.
وذكرت الصحيفة، أنه خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الشهر الماضي، شارك كيونغ كي هيون، رئيس قسم حلول الأجهزة في سامسونج، نية الشركة لبناء منشأة بحث وتطوير لأشباه الموصلات في اليابان، حيث ورد أن الشركة تخطط لاستثمار بقيمة ما يقرب من 215.9 مليون دولار.
وحظي الاجتماع باهتمام كبير، حيث حضره أيضا كبار المسؤولين الآخرين من شركات أشباه الموصلات الكبرى، بما في ذلك شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وإنتل وميكرون والذين أبلغت كيشيدا أيضا عن خطتهم لتعزيز التعاون مع اليابان.
وعلى المستوى السياسي، اتفقت اليابان وكوريا الجنوبية- اللتان تعملان على إصلاح العلاقات التي توترت بسبب قضية العمالة في زمن الحرب- على تعزيز التعاون في سلاسل توريد الرقائق خلال اجتماع بين كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول في مايو.
وقال وزير الصناعة الياباني ياسوتوشي نيشيمورا خلال مؤتمر صحفي الشهر الماضي “المهم هو أن يستفيد كلا الجانبين لذا يجب أن تتم الاستثمارات في اتجاهين”.
وعلى الرغم من تحسن العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية واليابان، إلا أن تحرك سامسونج لإنشاء مركز لأبحاث وتطوير الرقائق في اليابان مدفوع بشكل أساسي ببيئة الأعمال المتغيرة وليس السياسة كما قال بعض مراقبي الصناعة.
وقال هيديهايكو موكوياما ، محاضر في جامعة تشو، على دراية جيدة بالاقتصاد الكوري الجنوبي: “بالنسبة لشركات صناعة الرقائق في كوريا الجنوبية، فإن آفاق أعمالهم في الصين أصبحت غامضة بشكل متزايد”.
وتمتلك سامسونج مرافق تصنيع أشباه الموصلات في شنشى الصينية، والتي تمثل حوالي 40 ٪ من إجمالي إنتاج ذاكرة فلاش NAND. لكن قانون الرقائق الأمريكي يعقد خطط أعمال سامسونج حيث ينص القانون على أنه يجب على متلقي الدعم لبناء قواعد إنتاج الرقائق في الولايات المتحدة تقييد الاستثمارات في الصين.
وتخطط سامسونج لإطلاق قاعدة إنتاج جديدة في تكساس بمساعدة المنح المقدمة من الحكومة الأمريكية.
ومع ذلك، سيؤدي ذلك إلى تقييد سامسونج من الاستثمار في الصين مما يجعل من الصعب على الشركة مواصلة أعمالها هناك حيث يستلزم تصنيع الرقائق استثمارات ضخمة.