
في خطوة تعكس متانة القطاع المصرفي المصري وثقة الشركات العالمية في قدرته على تمويل المشروعات الكبرى، قاد البنك التجاري الدولي – مصر (CIB) تحالفًا مصرفيًا يضم ثمانية بنوك لتوقيع قرض مشترك بقيمة 8 مليارات جنيه مصري، وبأجل يصل إلى 6 سنوات، لصالح شركة أورانج مصر للاتصالات، إحدى كبرى شركات الاتصالات العاملة في السوق المصري.
وشارك في التحالف المصرفي كل من البنك التجاري الدولي – مصر (CIB)، وبنك مصر، وبنك الإسكندرية – التابع لقطاع البنوك الدولية بمجموعة “إنتيسا سان باولو”، والبنك الأهلي المصري، والتجاري وفا بنك إيجيبت، وبنك كريدي أجريكول مصر، وبنك الإمارات دبي الوطني – مصر، وبنك إتش إس بي سي مصر.
وتأتي هذه الصفقة تأكيدًا على ثقة الشركات متعددة الجنسيات في السوق المصرفي المصري وقدرته على تقديم حلول تمويلية متطورة تدعم خطط التوسع والاستثمار، خاصة في القطاعات الحيوية وعلى رأسها قطاع الاتصالات والبنية التحتية الرقمية.
ويضم هيكل التمويل قيام البنك التجاري الدولي – مصر (CIB) بدور المرتب الرئيسي الأولي، ووكيل التمويل، ومسوق التمويل، بينما يتولى كل من بنك مصر وبنك الإسكندرية والبنك الأهلي المصري دور المرتب الرئيسي الأولي ومسوق التمويل، في حين يشارك كل من التجاري وفا بنك إيجيبت، وبنك كريدي أجريكول مصر، وبنك الإمارات دبي الوطني – مصر، وبنك إتش إس بي سي مصر بصفة المرتب الرئيسي.
وقد تم تعيين مكتب “أدسيرو – راجي سليمان وشركاه” كمستشار قانوني للمقرضين لإتمام عملية التمويل.
ويتمثل الغرض الأساسي من هذا التمويل المشترك في دعم خطط أورانج مصر لتطوير وتحديث البنية التحتية للاتصالات وتعزيز التحول الرقمي في السوق المصري، حيث سيتم توجيه التسهيل الائتماني لتمويل النفقات الرأسمالية، بما يمكّن الشركة من الحفاظ على مكانتها الريادية في تقديم خدمات الاتصالات المتطورة لملايين العملاء في مختلف أنحاء الجمهورية.
كما يسهم التمويل في دعم استثمارات أورانج مصر المستمرة في مشروعات البنية التحتية الرقمية، وتسريع وتيرة التحول الرقمي، وإطلاق خدمات الجيل التالي، بما يواكب التطور التكنولوجي المتسارع ويعزز جودة الخدمات المقدمة للمستخدمين. وتؤكد الصفقة في مجملها اهتمام الشركات العالمية بالسوق المحلي وثقتها في العمل مع البنوك المصرية ضمن تحالفات تمويلية كبرى، كما تعكس حرص القطاع المصرفي على دعم قطاع الاتصالات والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة في السوق المصري.
وجرى توقيع عقد التمويل بحضور قيادات البنوك المشاركة، إلى جانب العضو المنتدب لشركة أورانج مصر، وممثلي فرق العمل من جميع الأطراف المعنية.
وفي هذا السياق، صرّح عمرو الجنايني، نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة التنفيذي بالبنك التجاري الدولي – مصر (CIB)، أن هذه الصفقة تمثل نموذجًا متكاملًا للتمويل الهيكلي، وتعكس الخبرات العميقة للبنك وقدرته على تصميم وتنفيذ حلول تمويلية مبتكرة تتوافق مع احتياجات كبرى الشركات المحلية والعالمية العاملة في السوق المصري، مؤكدًا الدور القيادي الذي يضطلع به CIB في تنظيم وإدارة الصفقات التمويلية الكبرى، لا سيما في القطاعات الحيوية ذات الأثر الاستراتيجي، وعلى رأسها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، باعتباره أحد المحركات الرئيسية للتحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة.
وأضاف الجنايني أن هذا التحالف المصرفي يؤكد قوة ومتانة القطاع المصرفي المصري وقدرته على توفير تمويلات طويلة الأجل لدعم خطط التوسع والاستثمار للشركات الكبرى، رغم التحديات الاقتصادية العالمية، بما يعكس بيئة مصرفية مستقرة وجاذبة للاستثمارات متعددة الجنسيات. وأوضح أن دور CIB لا يقتصر على توفير التمويل فحسب، بل يمتد إلى تقديم الاستشارات المالية وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأجل قائمة على فهم عميق لاحتياجات العملاء ورؤية واضحة لمستقبل أعمالهم.
وأشار إلى أن البنك يولي اهتمامًا خاصًا بدعم الاستثمارات الموجهة لتطوير البنية التحتية الرقمية، لما لها من دور محوري في تحسين جودة الخدمات، وتعزيز الشمول المالي، ودعم جهود الدولة لتحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة والتحول الرقمي، مؤكدًا ثقته في أن هذا التمويل سيسهم بفاعلية في تعزيز القدرات التشغيلية والتنافسية لشركة أورانج مصر وتحقيق قيمة مضافة مستدامة لكافة الأطراف.
من جانبه، أكد هشام عكاشة، الرئيس التنفيذي لبنك مصر، أن مشاركة البنك في هذا التمويل المشترك تأتي في إطار الاستراتيجية الشاملة التي يتبناها بنك مصر لتقديم حلول تمويلية مبتكرة ومستدامة تلبي احتياجات العملاء وتدعم القطاعات الاقتصادية الحيوية، بما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة.
وأشاد عكاشة بالتعاون المثمر بين البنوك المشاركة، مؤكدًا الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع المصرفي المصري في دعم الاقتصاد القومي، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية وعلى رأسها قطاع الاتصالات، موضحًا أن التمويل سيمكن أورانج مصر من تحقيق نمو مستدام وتعزيز قدرتها التنافسية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة، بما يواكب التطور التكنولوجي ويخدم خطط الدولة التنموية.
بدوره، صرّح محمد الأتربي، الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، أن هذا التمويل المشترك متوسط الأجل يؤكد الدور المحوري للبنك الأهلي المصري كأحد أعمدة القطاع المصرفي، ويعكس التزامه بدعم شركات القطاع الخاص، خاصة الشركات متعددة الجنسيات العاملة في الصناعات الرئيسية. وأوضح أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يمثل محورًا استراتيجيًا لتحقيق التحول الرقمي الشامل وأهداف الشمول المالي في مصر، مؤكدًا أن التمويل سيسهم في دعم التوسعات الرأسمالية وتطوير الخدمات المتقدمة التي تقدمها أورانج مصر.
كما أكد باولو فيفونا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك الإسكندرية، أن مشاركة البنك في هذا القرض المشترك بصفته مرتبًا رئيسيًا ومسوقًا للتمويل تعكس التزامه بدعم القطاعات الحيوية وتمكين التحول الرقمي، مشيرًا إلى ثقته في قطاع الاتصالات وشركة أورانج مصر باعتبارها من الشركات الرائدة في السوق.
وفي السياق ذاته، أعرب معاوية الصقلي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للتجاري وفا بنك إيجيبت، عن فخره بمشاركة البنك في هذا التمويل، مؤكدًا التزامه بدعم مشروعات البنية التحتية والقطاعات الحيوية داخل السوق المصري، واعتزازه بالعلاقة الممتدة مع شركة أورانج.
كما أكد عمرو الشافعي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لبنك الإمارات دبي الوطني – مصر، أن مشاركة البنك كمرتب رئيسي ومقرض تعكس التزامه بدعم القطاعات الحيوية، مشيرًا إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد من أسرع القطاعات نموًا، وأن هذا التمويل سيسهم في تعزيز البنية التحتية التكنولوجية ودعم الاقتصاد الوطني.
ومن جانبه، صرّح أحمد عصام، رئيس قطاع الشركات والقروض المشتركة ببنك كريدي أجريكول مصر، بأن مشاركة البنك في هذا التمويل تعكس قوة الشراكة الاستراتيجية مع أورانج مصر، والتزام البنك بدعم التنمية الاقتصادية والنمو المستدام.
كما أوضح إيهاب عيسى، رئيس قطاع تمويل الشركات العالمية ببنك إتش إس بي سي مصر، أن HSBC يدعم مجموعة أورانج في أكثر من 15 دولة، وأن دوره في هذا التمويل يؤكد إيمانه بالدور الحيوي الذي تلعبه أورانج وقطاع الاتصالات في دعم التحول الرقمي في مصر.
وفي ختام التصريحات، أكد محمد السيد عبد المعطي، نائب رئيس الشركة للقطاع المالي بشركة أورانج مصر، أن نجاح ترتيب هذا التسهيل الائتماني المشترك يمثل خطوة استراتيجية مهمة لتوفير منصة تمويل قوية وطويلة الأجل تدعم أولويات الشركة وخططها المستقبلية، مشيرًا إلى أن التمويل يعزز المرونة المالية للشركة ويدعم التوسع وتحديث الشبكات، والارتقاء بجودة الخدمات، وتسريع نشر حلول الجيل التالي، بما يحقق قيمة مضافة مستدامة لكافة الأطراف.







