
شاركت المملكة العربية السعودية في اجتماع مجموعة المانحين لفلسطين (AHLC) الذي عُقد في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، برئاسة مشتركة بين الاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين، حيث مثّل المملكة في الاجتماع معالي نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي.
وفي كلمته أمام المشاركين، أكد معالي نائب وزير الخارجية التزام المملكة بمواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لدعم الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
دعم مسار السلام وإعادة الإعمار
وأكد الخريجي أن الاجتماع يأتي في مرحلة محورية أعقبت وقف إطلاق النار في غزة واعتماد خطة السلام الشاملة التي طرحتها الولايات المتحدة الأمريكية وصدر بشأنها قرار مجلس الأمن رقم (2803)، مشيرًا إلى أنّ هذا التطور يمثل خطوة أساسية لبدء تخفيف المعاناة الإنسانية والانتقال نحو مسار سياسي عادل قائم على حل الدولتين.
وشدد معاليه على دعم المملكة الكامل للخطة الشاملة لإعمار غزة، والتي أطلقتها مصر بالتعاون مع دولة فلسطين وبالتنسيق مع البنك الدولي، وتم اعتمادها من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وحظيت بتأييد الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول.
تحالف دولي لدعم الاستقرار المالي للسلطة الفلسطينية
وكشف الخريجي أن المملكة بادرت إلى إطلاق التحالف الطارئ لدعم الاستقرار المالي للسلطة الفلسطينية بالتعاون مع إسبانيا والنرويج وفرنسا وشركاء آخرين، بهدف تمكين السلطة الفلسطينية من الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني وضمان استمرار عمل مؤسساتها الحيوية.
كما جدّد معاليه مطالبة المملكة برفع الحجز فورًا عن أموال المقاصة الفلسطينية، ووقف جميع الإجراءات القسرية التي تتخذها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية.
تعزيز مؤسسات الدولة الفلسطينية
ودعا نائب وزير الخارجية إلى تعزيز قدرة القطاع الخاص الفلسطيني ودعم جهود ربط المؤسسات الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة بقيادة السلطة الفلسطينية لتوحيد العمل المؤسسي والاقتصادي.
وأكد استمرار الدعم السعودي لأعمال لجنة الاتصال الخاصة AHLC، مشددًا على ضرورة الحفاظ على مركزيتها وعدم إنشاء مسارات بديلة قد تشتت الجهود الدولية أو تُضعفها.
وقف العنف وضمان الحماية
وأوضح الخريجي أن جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار تتطلب بيئة مستقرة ووقفًا شاملًا ودائمًا للعنف، إضافة إلى توفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني.
كما أدان معاليه بشدة الاعتداءات المتزايدة التي يمارسها المستوطنون في الضفة الغربية، محذرًا من مخاطر انتشار التطرف والإرهاب الذي يهدد جهود التهدئة والسلام.
انسحاب كامل من غزة وتمكين القوة الدولية
وفي ختام كلمته، جدّد نائب وزير الخارجية مطالبة المملكة بالانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة لفتح الطريق أمام بدء عملية إعادة الإعمار، وتمكين قوة دولية لضمان الاستقرار.
وأكد أن تمكين وتدريب قوات الشرطة الفلسطينية عنصرٌ أساسي في أي تصور أمني ناجح، مشيدًا بجهود الاتحاد الأوروبي، والدور المحوري لكل من مصر والأردن في تطوير قدرات الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وحضر الاجتماع من جانب المملكة الوزير المفوض بوزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.





