أسواق وأعمال

مركز الملاذ الآمن: الفضة تهوي بعد مكاسب تاريخية والمخزونات العالمية عند أدنى مستوى منذ 45 عامًا

شهدت أسعار الفضة المحلية والعالمية تراجعًا حادًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بعد أسابيع من المكاسب القياسية التي دفعت المعدن الأبيض إلى أعلى مستوى في تاريخه الحديث.
وأفاد تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن للأبحاث» بأن الهبوط جاء وسط ضبابية اقتصادية عالمية وتزايد الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل.

أسعار الفضة في السوق المحلية

قال التقرير إن أسعار الفضة في السوق المصرية انخفضت بنحو 4 جنيهات خلال تعاملات اليوم، ليسجل:

عيار 800: نحو 72 جنيهًا للجرام

عيار 925: حوالي 83 جنيهًا

عيار 999: نحو 90 جنيهًا

جنيه الفضة عيار 925: 664 جنيهًا

السوق العالمية تتراجع بـ4 دولارات للأوقية

على الصعيد العالمي، تراجعت أسعار الفضة بنحو 4 دولارات لتسجل 48 دولارًا للأوقية، بعدما لامست مستوى 55 دولارًا للأوقية في 16 أكتوبر الجاري — وهو الأعلى في تاريخ الفضة الحديث.
ويعزو التقرير هذا التراجع إلى موجة تصحيح حادة بلغت 7% تأثرت بارتفاع الدولار وتحسن المعنويات التجارية بين واشنطن وبكين، مما قلل الطلب على الملاذات الآمنة.

تصريحات ترامب تدعم شهية المخاطرة

أشار التقرير إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال التوصل إلى اتفاق تجاري “عادل” مع الصين خلال قمة APEC المقبلة في كوريا الجنوبية، عززت التفاؤل في الأسواق العالمية، ودفعت المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر على حساب الذهب والفضة.

الدولار يضغط على المعادن الثمينة

استقر مؤشر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوى له في أسبوع، مستفيدًا من عمليات تغطية المراكز القصيرة بعد موجة بيع قوية للمعادن الثمينة.
ويُعد ارتفاع الدولار أحد أبرز العوامل التي تضغط على الفضة، إذ يزيد من تكلفتها على المستثمرين غير الأمريكيين.

توقعات الفائدة الأمريكية تعيد الأمل

رغم الهبوط، ما زالت النظرة طويلة الأجل للفضة إيجابية؛ إذ تتوقع الأسواق خفضًا شبه مؤكد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي القادم، وفق أداة CME FedWatch.
ويُعد خفض الفائدة عامل دعم مباشر للذهب والفضة من خلال تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازتهما.

نقص المعروض العالمي يشعل الأزمة

شهد شهر أكتوبر اضطرابات غير مسبوقة في أسواق الفضة العالمية منذ أربعة عقود، بدأت من الهند وامتدت إلى لندن، مركز تجارة الفضة العالمي.

وكشف فيبين راينا، رئيس التداول في شركة MMTC-Pamp India Pvt، عن نفاد مخزون شركته للمرة الأولى، قائلًا: “لم أشهد سوقًا بهذا الجنون طوال مسيرتي الممتدة لـ27 عامًا.”

وأوضح أن الطلب الهندي القياسي خلال موسم ديوالي، مع توقف الإمدادات الصينية خلال عطلتها الوطنية، تسبب في قفز العلاوات السعرية من سنتات إلى أكثر من 5 دولارات للأونصة — مستوى لم يُسجل من قبل.

لندن تواجه “اختناقًا هيكليًا” في الإمدادات

في لندن، أدى النقص الحاد في المعروض إلى تجمّد عروض الأسعار بين البنوك الكبرى، واضطر بعض المتعاملين إلى تنفيذ صفقات سريعة بفوارق سعرية غير مسبوقة.
ووفق بيانات معهد الفضة العالمي، تجاوز الطلب العالمي المعروض بنحو 678 مليون أوقية منذ عام 2021، مدفوعًا بتوسع صناعة الطاقة الشمسية التي تعتمد على الفضة في الخلايا الكهروضوئية.
كما تراجعت المخزونات في مستودعات لندن إلى أقل من 150 مليون أوقية مقارنة بأكثر من مليار أوقية في 2021، ما وضع السوق في حالة “اختناق هيكلي” حقيقي.

تصحيح مؤقت وفرصة استثمارية

يرى محللو مركز «الملاذ الآمن» أن الهبوط الحالي تصحيح طبيعي بعد صعود تجاوز 45% خلال تسعة أسابيع، مؤكدين أن العوامل الداعمة للفضة لا تزال قائمة، وفي مقدمتها نقص المعروض العالمي، وارتفاع الطلب الصناعي على الطاقة النظيفة، وتوقعات التيسير النقدي.
ويُرجّح التقرير أن يمثل تصحيح أكتوبر فرصة لإعادة التمركز الاستثماري قبل انطلاق دورة ارتفاع جديدة تمتد حتى عام 2026.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى