حذر الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، من عودة ما وصفه بـ «شبح» خروج الأموال الساخنة من السوق المصري، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار وظهور السوق السوداء مجددًا، على حد قوله.
وقال خلال لقاء لبرنامج «صناع القرار» المذاع عبر شاشة «صدى البلد» مساء الخميس: «خروج الأموال الساخنة يعني أنك ستتحول إلى شبح زيادة سعر الدولار أمام الجنيه، وتعود مرة ثانية السوق الموازية أو السوداء للدولار»، مضيفا أن مصر تواجه إشكالية منذ سنوات فيما يطلق عليه الأموال الساخنة.
وأشار إلى أنها تأثرت في فبراير ومارس 2022 بخروج أكثر من 22 مليار دولار دفعة واحدة من السوق المصري؛ نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية، مضيفا أنه مع حدوث الاستقرار الاقتصادي وتعويم الجنيه والقضاء على السوق الموازية في مارس 2024؛ بدأت الأموال الساخنة تعود مرة ثانية لمصر، واستقبلت مصر ما بين 35 إلى 40 مليارًا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأضاف أن التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي الفائدة في سبتمبر المقبل في ظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة من شأنه أن يدفع المستثمر إلى العودة إلى سوق الولايات المتحدة، متابعا:« خروج الأجانب سيعني أنهم سيقومون بعملية بيع في البورصة، ونحن شاهدناه خلال الأيام القليلة الماضية، هناك توجه كبير جدًا من الأجانب ببيع الأسهم المصرية وتحويل أموالهم إلى دولارات وأخذها للخارج».
ولفت إلى خروج أكثر من 1.2 مليار دولار من السوق المصري خلال يومي الأحد والاثنين الماضيين، بالإضافة إلى 4 مليارات دولار خلال الفترة الماضية، قائلا إن «هذا النزيف معناه الضغط على طلب الدولار وبالتالي قيمة الجنيه سوف تنخفض أمام الدولار».
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات للحد من خروج الأموال الساخنة، مقترحًا تطبيق آلية تشبه ما فعلته تركيا، بحيث لا يسمح للمستثمرين الأجانب بسحب أموالهم قبل 90 إلى 120 يومًا، بالإضافة إلى رفع سعر الفائدة أو إلغاء الضرائب على الأسهم لتقليل نسبة خروج الأموال الساخنة.
