*جولد بيليون: أسعار الذهب العالمية ترتفع 12.8% منذ بداية 2024
افتتح الذهب العالمي تداولات شهر يوليو بارتفاع طفيف ليبقى التذبذب وعدم وضوح الاتجاه هو السائد، ولكن قد يتغير هذا خلال تداولات هذا الأسبوع الذي يحمل العديد من البيانات الاقتصادية الهامة والأحداث التي من شأنها أن تؤثر على تحركات الذهب.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.1% لتسجل أعلى مستوى عند 2329 دولار للأونصة وكانت قد افتتحت جلسة اليوم عند المستوى 2323 دولار للأونصة لتتداول حالياً عند المستوى 2328 دولار للأونصة، بحسب تحليل جولد بيليون.
خلال شهر يونيو شهد الذهب تذبذب خلال معظم فترات التداول ليفشل الذهب في تحديد اتجاه حدد خلال الشهر الماضي، ليغلق الذهب تداولات يونيو عند 2326 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات هذا الشهر عند المستوى 2327 دولار للأونصة ليعد ليمثل هذا الشهر انخفاض في أسعار الذهب بعد 4 أشهر متتالية من المكاسب.
من جهة أخرى استطاع الذهب العالمي الارتفاع خلال الربع الثاني من العام بنسبة 4.2% وهو الربع السنوي الثالث على التوالي الذي يسجل فيه ارتفاع، ومنذ بداية العام سجل الذهب ارتفاع بنسبة 12.8%، وفق حسابات جولد بيليون.
وجاء أداء الذهب في شهر يونيو 2024 بمثابة استراحة بعد موجة ارتفاع قوية بدأت من شهر مارس الماضي، ولكن بالرغم من هذا استمر الذهب في التماسك فوق المستوى 2300 دولار للأونصة، وذلك بسبب استمرار العوامل التي تدعم الذهب حتى الآن متمثلة في توقعات باستمرار الطلب من قبل البنوك المركزية العالمية لشراء الذهب وزيادة احتياطيها بالرغم من توقف الصين عن شراء الذهب في شهر مايو لتنهي سلسلة من 18 شهر متتالية من شراء الذهب.
فقد أظهرت نتائج إحصائية يقوم بها مجلس الذهب العالمي بشكل سنوي استطلع خلالها آراء 70 من محافظي البنوك المركزية، أن 29% منهم يخططون لزيادة احتياطاتهم من الذهب خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، وهو أعلى مستوى منذ بدء الاحصائية السنوية في عام 2018.
وقال مجلس الذهب العالمي إن عمليات الشراء المخطط لها بين البنوك المركزية ترجع إلى المخاوف بشأن عدم الاستقرار الجيوسياسي والتضخم المستمر. كما وجد أحدث تقرير لمجلس الذهب العالمي أن ما يقرب من ثلثي (67٪) محافظي البنوك المركزية الذين شملهم الاستطلاع يتوقعون انخفاض حصة الدولار الأمريكي من احتياطيات الذهب على مدى السنوات الخمس المقبلة.
من جهة أخرى تستمر التوترات الجيوسياسية في بقاء الطلب على الذهب متواجد خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في العديد من الدول، وبالتالي يبقى الذهب حاضر في المشهد العالمي بشكل كبير.
خلال شهر يونيو صدر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي ليظهر تماسك أعضاء البنك ببقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول حتى يتكون لدى البنك الثقة الكافية لتراجع التضخم بشكل مستدام حتى يصل إلى مستهدف البنك للتضخم عند 2%، وأن البنك في حاجة إلى المزيد من البيانات الاقتصادية قبل أن يتخذ قرار بتغيير السياسة النقدية وخفض الفائدة.
أيضاً أعلن أعضاء البنك الفيدرالي عن توقعاتهم بشأن مستقبل أسعار الفائدة ليشير إلى خفض الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام، بعد أن كانت توقعاتهم في مارس الماضي تشير إلى خفض الفائدة 3 مرات هذا العام.
بالرغم من هذا تشير توقعات الأسواق أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام بداية من شهر سبتمبر، وذلك بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي الذي تأثر سلباً ببقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، ليتسبب هذا التضارب بين توقعات الأسواق وتوقعات أعضاء البنك الفيدرالي في تذبذب أداء الذهب بشكل عام خلال شهر يونيو.
وبالنظر إلى مستويات الدولار الأمريكي خلال شهر يونيو فقد ارتفع بنسبة 1.2% وفقاً لمؤشر الدولار ليسجل ارتفاع خلال الربع الثاني بنسبة 1.3% وهو ارتفاع للربع السنوي الثاني على التوالي، ليرتفع منذ بداية عام 2024 بنسبة 4.5%.
أما عن عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.4% ولكن خلال شهر يونيو انخفضت العوائد بنسبة 2.3% لينخفض العائد للشهر الثاني على التوالي، ولكن خلال الربع الثاني ارتفعت العوائد بنسبة 4.6% وهو ارتفاع للربع السنوي الثاني على التوالي.
التغيرات في عوائد السندات ناتجة عن تغير نتائج البيانات الأمريكية وتغير توقعات الأسواق معها فيها يتعلق بمستقبل السياسة النقدية الأمريكية.
وقد استطاع الذهب أن يتماسك خلال الشهر الماضي بعد تعرضه لتذبذب كبير بسبب تغيرات توقعات الأسواق بشكل مستقبل، ولكن في النهاية ترى الأسواق أن الفائدة الأمريكية ستنخفض عاجلاً أم آجلاً وهو ما يدعم أسعار الذهب، هذا بالإضافة إلى توقعات المؤسسات المالية العالمية بأن الذهب سيسجل مستويات تاريخية جديدة خلال هذا العام مع أدنى توقع عند 2500 دولار للأونصة.
أسعار الذهب في مصر
ارتفع سعر الذهب في مصر مطلع تداولات اليوم بشكل محدود، وذلك في ظل الأداء الضعيف للذهب العالمي، إلى جانب تحركات معتدلة لسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، بينما تترقب الأسواق هذا الأسبوع بيانات أمريكية هامة قد تؤثر على السعر العالمي.
افتتح الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند المستوى 3160 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3165 دولار للأونصة، بينما استقرت تداولات الذهب يوم أمس دون تغيير عند المستوى 3155 جنيه للجرام.
اختتم الذهب المحلي تداولات شهر يونيو يوم أمس والذي سجل خلاله ارتفاع بنسبة 1.4% بمقدار 45 جنيه، حيث أغلق تداولات الشهر عند 3155 جنيه للجرام وكان قد افتتح تداولات الشهر عند 3110 جنيه للجرام مسجلاً أعلى مستوى خلال يونيو عند 3175 جنيه للجرام وأدنى مستوى عند 3090 جنيه للجرام.
سيطر التذبذب على أداء الذهب خلال شهر يونيو ليستمر في التحرك العرضي بسبب عدم وضوح اتجاه سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى التذبذب في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية إلى جانب ضعف الطلب المحلي على الذهب الذي يستمر منذ عدة أشهر.
اتخذت الحكومة قرارات تهدف إلى تخفيف احمال الكهرباء يتم تطبيقها بداية من اليوم أهمها هو غلق المحال التجارية الساعة 10 مساءً، وقد أشار رئيس شعبة الذهب أن هذا القرار سيكون له تبعات سلبية على مبيعات الذهب خلال الفترة القادمة.
خلال شهر يونيو أظهر تقرير للرقابة المالية عرض على رئيس الوزراء أن عدد العملاء في صناديق الاستثمار في الذهب وصل إلى 108.8 ألف مستثمر بنهاية شهر ابريل الماضي، وهو الأمر الذي يدل على نجاح هذه التجربة في مصر وجذبها عدد مناسب وسط رغبة من نشر التجربة والترويج لها بما يوفر فرصا استثمارية غير تقليدية للمواطنين تمكنهم من الحفاظ على مدخراتهم.
من جهة أخرى أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى أعلى مستوى له على الاطلاق نهاية شهر مايو الماضي مسجلاً 46.1 مليار دولار بعد أن كان بقيمة 41 مليار دولار نهاية ابريل الماضي.
هذا وقد أشار البنك المركزي المصري إلى ارتفاع رصيد الذهب في الاحتياطي النقدي لديه إلى 456 مليار جنيه نهاية شهر مايو الماضي، وذلك مقارنة مع 448 مليار جنيه نهاية ابريل بزيادة قيمتها 8 مليار جنيه.
بيانات التضخم عن شهر مايو أظهرت تباطؤ التضخم في مدن مصر إلى 28.1% وهو أقل مستوى منذ يناير 2023 عند كان التضخم عند 25.8% وذلك وفقاً للبيانات التي صدرت عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وكان قراءة التضخم في شهر ابريل الماضي عند 32.5%.
بينما على مستوى الجمهورية فقد تراجع التضخم في مايو إلى 27.4% مقارنة مع قراءة شهر ابريل بنسبة 31.8%.
أيضاً توقع البنك الدولي أن ينمو الاقتصاد المصري بنسبة 4.2% خلال العام المالي الجاري 2024 / 2025. من جهة أخرى قدم البنك الدولي تمويل جديد لمصر بقيمة 700 مليون دولار للمساعدة في مشاركة القطاع الخاص، ويأتي هذا التمويل ضمن حزمة قدرها 6 مليار دولار أعلن عنها البنك الدولي في مارس الماضي.
في حين تراجعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر خلال عام 2023 لتصل إلى 9.841 مليار دولار مقارنة مع عام 2022 عندما كانت بقيمة 11.4 مليار دولار، ولكن على الرغم من هذا التراجع خلال العام الماضي بنسبة 13.6%، من المتوقع أن ترتفع الاستثمارات خلال العام الجاري 2024 بدعم نت صفقة رأس الحكمة وبرنامج بيع الأصول الذي تقوم به الحكومة المصرية.
هذا وقد أعلن عدد من البنوك المصرية عن رفع حدود الاستخدام للبطاقات الائتمانية خارج مصر بنسبة 50% هذا بالإضافة إلى خفض رسوم تدبير العملة خارج مصر لتصبح 5% بعد ان كانت بنسبة 10% لجميع بطاقات الائتمان.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
افتتح الذهب العالمي تداولات اليوم الاثنين على ارتفاع طفيف ليظل السعر يتحرك بشكل عرضي دون سيطرة من قوى البيع أو الشراء على حركة السعر، بينما تنتظر الأسواق العالمية صدور بيانات هامة خلال هذا الأسبوع على رأسها تقرير الوظائف الأمريكي.
ارتفع سعر الذهب المحلي بشكل طفيف اليوم الاثنين ولكن بشكل عام تستمر التداولات في نطاق عرضي وذلك بسبب تذبذب حركة سعر صرف الدولار في البنوك، إلى جانب عدم وضوح تحركات سعر أونصة الذهب العالمي.
تستمر أونصة الذهب العالمي في التداول تحت مستوى المقاومة 2340 دولار للأونصة الذي يمثل خط الاتجاه الصاعد الذي تم كسره الأسبوع الماضي، ويتوقف عودة الذهب إلى الاتجاه الصاعد على إعادة اختراق هذا المستوى، بينما يظل المستوى 2300 دولار للأونصة هو الدعم الحالي للسعر.
أما عن السعر المحلي:
يبقى سعر الذهب المحلي عيار 21 في حركته العرضية تحت المستوى 3170 جنيه للجرام، مما يعكس ضعف زخم الصعود حالياً لتبقى التوقعات بمزيد من التحركات العرضية للذهب حتى يحدث تغير واضح في سعر الذهب العالمي.