أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضرورة توحيد الرسالة للمجتمع الدولي، لإبراز أن مُعاناة الشعب الفلسطيني في كامل الأرض الفلسطينية المُحتلة على مدار العقود الماضية، لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، والعمل على تنفيذ حل الدولتين، وفقا للمرجعيات الدولية، وأن التسويف في حل تلك القضية، يُعرّض المنطقة، والعالم بأسره لعدم الاستقرار.
وأضاف السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك، مع القادة الأوروبيين أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ألكسندر دي كروو، رئيس وزراء مملكة بلجيكا رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، نيكوس خريستو دوليدس رئيس جمهورية قبرص، كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء الجمهورية اليونانية، كارل نيهامر مستشار النمسا، جورجيا ميلوني رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية، أن زياراتهم للقاهرة تأتي وسط زخم مكثف تشهده العلاقات المصرية الأوروبية سواء مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو دوله الأعضاء.
وأوضح السيسي، أن زيارة القادة تأتي وسط محطة شديدة الأهمية في العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، قائلا: “إذ نجحنا معا في تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا حيث قمتُ منذ قليل بالتوقيع مع “أورسولا فون دير لاين” رئيسة المفوضية الأوروبية على وثيقة إعلان سياسي مُشترك .لإطلاق مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي إلى مستوى “الشراكة الاستراتيجية والشاملة”، بهدف الارتقاء بمستوى التعاون من أجل تحقيق المصلحة المُشتركة.
وأشار السيسي إلى اقتران مسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري وتتكون هذه الحزمة التي تبلغ حوالي 7.4 مليار يورو من ثلاثة مكونات رئيسية، تتمثل في التمويل المُيسر وضمانات الاستثمار والدعم الفني لتنفيذ مشروعات التعاون الثنائي.
وأشار إلى الاتفاق مع رئيسة المفوضية الأوروبية على عقد مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال النصف الثاني من العام الجاري للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية في مصر وبما يسهم في تعزيز انخراط الشركات الأوروبية في السوق المصرية.
وقال السيسي، إن شهدت مباحثاتنا اليوم تركيزا خاصا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة سواء فيما يتعلق بمجال الغاز الطبيعي أو الربط الكهربائي حيث اتفقنا على التعاون في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة، مؤكدا مواصلة التعاون القائم في إطار منتدى غاز شرق المتوسط لما يساهم به في تحقيق أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار السيسي إلى أن تناولت المباحثات أهمية الاستمرار في مواجهة التحديات المُشتركة، وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية، حيث أكدنا التزامنا بمكافحة هذه الظاهرة في إطار التعاون القائم مع تضمين البُعد التنموي في معالجتها، إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية.
وأكد السيسي، الاتفاق على ضرورة دعم جهود مصر التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ عام 2016، فضلا عن استضافة 9 ملايين أجنبي في مصر يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية، أسوة بالمواطنين المصريين.
ولفت إلى أن الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حظيت باهتمام كبير في محادثاتنا اليوم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والحرب في غزة، حيث أكدتُ حتمية الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية ودعوت في هذا الإطار القادة الأوروبيين لبذل المزيد من الجهد لوقف إطلاق النار بشكل فوري وغير مشروط، فضلا عن زيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون.
وتابع: “اتفقنا والقادة الأوروبيون على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية في رفح بما سيضاعف من الكارثة الإنسانية التي يُعاني منها المدنيون بالقطاع فضلا عن آثار تلك العملية، على تصفية القضية الفلسطينية وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلا وتؤكد مصر مجددا رفضها الكامل لأي محاولات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطيني قسريا، من أرضه المحتلة منذ عام 1967، بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية”.
واستعرض السيسي باستفاضة، الجهود المصرية الرامية لحل الأزمة، مع تأكيد أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية، بمنظور شامل ومُتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المُستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
للمزيد : تابعنا موقع التعمير ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك التعمير