قال مازن السديري، رئيس الأبحاث في الراجحي كابيتال، إن الإنفاق في الميزانية السعودية هذا العام في حدود 1.114 تريليون ريال، والدخل المتوقع 1.13 تريليون ريال، وكان قبل ذلك متوقعا أن يكون أقل بنحو 7 مليارات ريال، وأعتقد أن الزيادة أغلبها من الدخل غير البترولي في المملكة، ومتوقع أن يحقق نموا.
وأضاف في مقابلة مع “العربية”أن الدخل البترولي للمملكة متوقع أن ينخفض، وكان العام الماضي 824 مليار ريال، ومتوقع هذه السنة أن يكون 710 مليارات ريال، نتيجة وجود اتفاقين لأوبك بلس بخفض الإنتاج، أحدهما كان بمليوني برميل، والثاني بـ1.5 مليون برميل، ومجموع حصة المملكة في الاتفاقين يصل لمليون برميل.
وأشار إلى أن العامل الثاني المؤثر في الدخل البترولي للمملكة هو أسعار النفط، ومتوسط السعر في الربع الأول من هذا العام كان 81 دولارا، بينما كان المتوسط في العام الماضي أكبر من هذا، وكان في حدود 100 دولار.
وقال إنه من المبكر معرفة أثر الخفض الثاني للإنتاج الذي أقرته أوبك بلس في مارس الماضي، وهذا ستظهر أرقامه في الفترة المقبلة عبر إعلان حجم المخزونات في الأشهر المقبلة.
وأضاف “أعتقد أن مشكلة أسعار النفط ظهرت من عدم التزام روسيا بخفض الإنتاج، وظهرت تقارير عالمية تشير إلى استمرار صادرات روسيا عند معدلاتها المعتادة لم تخفض إنتاجها والتصدير الروسي لم ينخفض، بينما ظهر التخفيض لدى الدول الأخرى، فيوجد تخوف من الالتزام بالخفض الطوعي، وهذا سيظهر في الأشهر المقبلة.
وأشار إلى أن أسعار النفط إذا انخفضت فلا شك أنها تؤثر في الميزانية، لكن وزارة المالية السعودية تضع تقديراتها على فترة زمنية أطول، لذلك يهمها الحفاظ على احتياطيات ونسبة دين للناتج المحلي، وأيضا نمو اقتصادي، فتوجد عدة مدخلات ومعايير، منها أسعار البترول، ومن المبكر الآن الحكم على الأسعار بأن تعيش حالة انهيار، واليوم سعر خام برنت 75 دولارا، والسعر مقبول وغير مقلق.
وأوضح أن قرار خفض الإنتاج لم يتخذ إلا بعد ضعف الطلب العالمي، ويوجد ضعف للطلب على المدى القريب، وضعف للاستثمار في صناعة النفط على المدى البعيد، والعام الماضي ارتفعت الاحتياطيات النفطية العالمية بأكثر من 100 ألف برميل يوميا، وكان أكبر ارتفاع في أكتوبر 2022، وهو ما دفع أوبك لاتخاذ قرار خفض الإنتاج.
وذكر أن الحكومة السعودية تحافظ على مستوى منخفض للديون نسبة إلى الناتج المحلي، وبلغ العام الماضي 24%، والاحتياطي النقدي بالموازنة في حدود 400 مليار ريال، ومن هذا يتضح أن لدى الحكومة مساحة للتعامل مع العجز.
وبلغ العجز في الميزانية السعودية عند 2.9 مليار ريال في الربع الأول من 2023.
وأشار إلى ارتفاع جاذبية سهم أرامكو بعد الإعلان عن توزيعات نقدية لأنه يعظم مكاسب المستثمر.
وأضاف أن التدفقات النقدية الكبيرة تجذب المستثمرين نظرا للتوزيعات وضخ استثمارات جديدة وتحسين كفاءة الإنتاجية، فيرتبط المساهمون أكثر بالشركة.
وقال أعتقد أن قرار أرامكو بتوزيع أرباح نقدية سيحدد على أساس سنوي وليس على أساس فصلي لأنه سيرتبط باستراتيجية الشركة.