صندوق النقد الدولي: اقتصاد إفريقيا جنوب الصحراء معرض لخسارة 10 مليارات دولار بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية
أكد صندوق النقد الدولي، في تقرير حديث له اليوم، الثلاثاء، أن تصاعد التوترات الجيوسياسية قد يهوي باقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء.
ومن المتوقع أن يتعرض اقتصاد إفريقيا جنوب الصحراء للخسارة كبيرة قد تصل إلى 10 مليارات دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر وتدفقات المساعدات الإنمائية والذي يمثل حوالي نصف في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا، حسمبا ذكر تقرير صندوق النقد الدولي.
وفي ظل الصراع الأمريكي الصيني، ستتعرض إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لخسارة أكثر إذا تم تقسيم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحور حول الصين أو الولايات المتحدة.
كما أنه من المتوقع حدوث انخفاض في اقتصادات إفريقيا جنوب الصحراء بنسبة تصل إلى 4% من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بعد 10 سنوات وفقًا للتقديرات، وهي خسائر أكبر مما عانت منه العديد من البلدان خلال الأزمة المالية العالمية.
ووفقًا لتقرير، المنطقة استفادت من التحالفات الاقتصادية والتجارية مع شركاء اقتصاديين جدد، معظمهم من الصين، لكنها جعلت الدول التي تعتمد على واردات الغذاء والطاقة أكثر عرضة للصدمات العالمية، بما في ذلك الاضطرابات الناجمة عن زيادة القيود التجارية في أعقاب الحرب في أوكرانيا، وتتضرر البلدان من ارتفاع أسعار الواردات أو حتى فقدان الوصول إلى أسواق التصدير الرئيسية.
وقد تتفاقم الخسائر إذا تم قطع تدفقات رأس المال بين الكتل التجارية بسبب التوترات الجيوسياسية، كما أن تخفيض الاستثمار الأجنبي المباشر في الأجل الطويل يمكن أن يعيق نقل التكنولوجيا في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء المتعطشة للنمو.
ويؤدي الصراع بين القوى العالمية إلى صعوبة إعادة هيكلة ديون الدول جنوب الصحراء وتفاقم مشاكل التنسيق بين الدائنين، وفقًا لتقرير.
وتحتاج البلدان إلى بناء المرونة، من أجل إدارة الصدمات بشكل أفضل، ويمكن القيام بذلك من خلال تعزيز التكامل التجاري الإقليمي الجاري في إطار منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، والذي يتطلب تقليل الحواجز التجارية التعريفية وغير الجمركية، وتعزيز الكفاءة في الجمارك، والاستفادة من الرقمنة، وسد فجوات البنية التحتية، كما أن تعميق الأسواق المالية المحلية يمكن أن يوسع مصادر التمويل ويقلل من التقلبات المرتبطة بالاعتماد المفرط على التدفقات الأجنبية.
كما اقترح التقرير، أن تعتمد بلدان إفريقيا جنوب الصحراء على وكالات ترويج التجارة للمساعدة في تحديد الفرص المحتملة، وبناء المهارات والقدرات اللازمة للصادرات، وفي نهاية المطاف إعادة توجيه الإنتاج للاستفادة من التدفقات التجارية الجديدة، حيث يمكن أن يساعد أيضًا تحسين بيئة الأعمال، مثل خفض حواجز الدخول والتنظيم والضرائب.