مع إسدال الستار على انهيار بنك “فيرست ريبابليك” باستحواذ “جي. بي. مورغان” على معظم أصوله، فهل انتهى الأسوأ في أزمة القطاع المصرفي الأميركي؟
ونستعرض أبرز آراء المشاركين في ملتقى “معهد ميلكن” Milken المنعقد وسط هذه التطورات المتسارعة.
خيم انهيار بنك “فيرست ريبابليك” على مؤتمر معهد ميلكن المنعقد في BEVERLY HILLS وسط القلق من أن ثالث عملية إنقاذ لمصرف أميركي، قد تؤدي إلى امتثال البنوك لقواعد أكثر صرامة قد تعوق قدرتها على الإقراض، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد الأميركي يشعر بتداعيات ارتفاع أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي ما قد يفاقم التباطؤ الاقتصادي.
وبحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشال تايمز، قال David Hunt الرئيس التنفيذي لشركة “PGIM” التي تدير أصولا تتجاوز التريليون دولار :”إن هناك ميلا لتنفس الصعداء في صباح يوم كهذا، ولكن الاقتصاد الأميركي بدأ للتو يشعر بتداعيات ما يحدث في القطاع المصرفي وهو ما سيؤدي إلى تعديلات حقيقية في النظام ستكون مقيدة”.
هذا ما أشار إليه أيضا Rishi Kapoor الرئيس التنفيذي لشركة “Investcorp” الذي قال إن مما لا شك فيه هو أن التأثير طويل الأمد للأحداث الأخيرة على القطاع المصرفي سيتسبب في تقييد الظروف المالية.
من جانبها حذرت Karen Karniol-Tambour كبيرة مسؤولي الاستثمار في صندوق التحوط العملاق “Bridgewater Associates”، أن من يتوقع قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة يحضر نفسه لخيبة الأمل في ظل التضخم المرتفع.
وألقت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، باللوم في تعثر البنوك الأميركية على “التراخي” في تطبيق الأنظمة ما سيتطلب قواعد تنظيمية جديدة في ظل قدرة المودعين على سحب أموالهم بسرعة فائقة إلكترونيا.
ونوهت Jane Fraser الرئيسة التنفيذية لمجموعة Citigroup إلى أن الاضطرابات أظهرت المرونة الشاملة للبنوك الأميركية، قائلة: “عندما تتراجع خطوة إلى الوراء وتنظر إلى هيكل النظام المالي الأميركي يكون الأمر سليمًا بشكل لا يصدق” في إشارة إلى قدرة البنوك الكبرى في التدخل لدعم البنوك المتعثرة… وسيكون اجتماع الفيدرالي الذي يبدأ اليوم وينتهي غدا محط أنظار المراقبين، لا سيما مع التوقعات برفع الفائدة ربع نقطة مئوية.
ولكن الأهم هو ترقب المؤتمر الصحافي لرئيسه جيروم باول الذي من المتوقع أن يتطرق إلى انهيار بنك “فيرست ريبابليك” فماذا سيكون رأيُه؟ لا سيما أنه قال في آخر تعليق على انهيار بنك “سيليكون فالي” بأن القطاع المصرفي الأميركي متين.