ارتكب المؤسس لشركة الوجبات الخفيفة، “كايند سناكس”، دانيال لوبيتزكي، خطأ فادحاً كلفه 220 مليون دولار، خلال السنوات الأولى لشركته، إلا أن هذا الخطأ أثمر عن ثروة بقيمة 5 مليارات دولار.
باتت شركة “Kind”، مؤخراً شركة كبيرة في صناعة الوجبات الخفيفة، وارتفع تقييمها إلى 5 مليارات دولار عندما استحوذت عليها شركة “مارس” العملاقة للأغذية في عام 2020. ولكن بالعودة إلى عام 2008، كانت الشركة أصغر بكثير، واحتاج “لوبيتزكي”، إلى حوالي 16 مليون دولار، من شركة الأسهم الخاصة “VMG Partners” لضمان قدرة شركته على النمو.
وتضمنت الصفقة خياراً يسمح لشركة “VMG”، بشراء كامل حصة “لوبيتزكي” في غضون 5 سنوات، وفي ذلك الوقت، كان يعتقد “لوبيتزكي”، أنها فكرة جيدة. ولكن بعد 4 سنوات فقط من الصفقة، شعر “لوبيتزكي” أن من الأفضل بالنسبة له الاحتفاظ بشركته وأن يصلح هذا الخطأ الذي وقع فيه.
لذلك، قام بمغامرة لإنقاذ نفسه من فقدان السيطرة على الشركة، والتي مكنته في النهاية من الاحتفاظ بعمل قيمته مليارات الدولارات، حيث أعاد شراء أسهمه في الشركة من “VMG”، وفقاً لما ذكره لشبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
ومع ذلك، كانت الصفقة باهظة الثمن ومحفوفة بالمخاطر واستغرقت عامان لإتمامها. إذ كان على “لوبيتزكي” جمع 220 مليون دولار للصفقة، وهي مزيج من أموال الشركة وملايين الدولارات في شكل قروض بنكية. وبالتالي، فإن أي انخفاض في إيرادات “Kind” كان يمكن أن يعني التخلف عن سداد هذا الدين، وربما يكلفه شركته إلى الأبد.
وبحلول عام 2014، نجح في إغلاق الصفقة، وهي السنة التي تضاعفت فيها مبيعات “Kind” السنوية تقريباً – وعندما قرر “لوبيتزكي” في النهاية بيع الشركة بعد 6 سنوات، كانت قيمتها تصل إلى 5 مليارات دولار.
وقال لوبيتزكي، لشبكة “CNBC”، إن الأمر بدا كما لو كنت تتسلق الجبال. بمجرد أن تصل إلى قمة، يمكنك أن ترى قمة أعلى، وبعد ذلك عليك أن تتسلق قمة أخرى، ثم ترى قمة أعلى، وهكذا..
وأضاف أنه كان لديه إيمان كبير بنجاح شركته وقدرتها على التحول إلى عمل بمليارات الدولارات.
وتابع، لحسن الحظ توافقت رؤيتي وشركة الأسهم الخاصة “VMG”، إذ كنت أحلم بالاستمرار في امتلاكي شركتي، وكانت رؤيتهم هي الخروج والحصول على عائد على استثماراتهم.
وقال إن إيمانه بالشركة كان مستمداً من زخم النمو الذي تحققه، “تأكدت لي بأن هذه ليست النهاية – ولا بداية النهاية – ولكنها بداية البداية. وأردت الاستمرار”.
ولإتمام الصفقة حصل “لوبيتزكي” على قرض بقيمة 200 مليون دولار.
وأضاف “أتمنى لو علمت في عام 2008 أنه عندما أتفاوض مع شركة الأسهم الخاصة، وبمجرد جذب المستثمرين، فإن الشركة لم تعد شركتي، وعليك أن تتذكر أنها الآن شركة تمتلكها أنت والآخرون”.
“في الوقت نفسه، إنه طفلك، ويجب أن تحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بالخيارات المستقبلية. أنت لا تعرف أبداً أين ستكون في الواقع بعد 5 سنوات”، وفقاً لما ذكره ” لوبيتزكي”.
وقال: “عندما تبيع شركة إلى شركة أكبر، إذا لم تكن شركتك كبيرة بما يكفي لتقف بمفردها ككيان منفصل، فلن تتمكن الشركات الكبيرة من إيقاف نفسها عن تحويلها إلى نشاط تابع، ويمكن أن يلحق الضرر بالشركة التي يستحوذون عليها”.
ولا يزال لوبيتزكي، يمتلك حصة مهيمنة في “Kind” اليوم، واتفاقه مع “مارس” يتضمن استمرار “كايند” منصة منفصلة قائمة بذاتها.