منوعات

رصدنا 2 مليون فتوى على قاعدة محرك البحث.. الإفتاء: هذا هو حصاد المؤشر العالمي للفتوى خلال 2022

في إطار الجهود العلمية للمؤشر العالمي للفتوى (GFI) التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أعلن عن حصاده للعام 2022، أهمها إصدار أكثر من (75) إصدارًا متنوعًا بين الإصدارات الرصدية أو التحليلية، التي ضمَّت التقارير المختصرة أو البيانات أو الدراسات الموسعة، وكان أهمها التقرير السنوي الرئيسي للمؤشر العالمي للفتوى، وهو تقرير سنوي يصدر لتحليل للخطاب الإفتائي في العالم.

وقد تمثلت جهود المؤشر خلال العام 2022م في رصد وتحليل الخطاب الإفتائي محليًّا وعالميًّا للتصدي لكافة الظواهر السلبية المتعلقة بالخطاب الإفتائي وتفنيدها، حيث تم الاعتماد على محرك البحث الإلكتروني للمؤشر في رصد الفتاوى والقضايا المتعلقة بها، وتقديم المعالجة لتلك القضايا. وتمخضت هذه المعالجة عن مجموعة من التقارير التحليلية، والدراسات النوعية، وتقديرات الموقف والبيانات والتقارير الإعلامية، والأبحاث المحكمة.

حصاد المؤشر العالمي للفتوى خلال 2022

وقد أصدر المؤشر تقريرًا في 15 ديسمبر 2022 شاملًا لحصاد المؤشر السنوي، تحت عنوان “اجتهاد إفتائي في المستجدات … وتصدٍّ حثيث للتطرف”، وهو التقرير المعتمد على رصد وتحليل ما قارب (400،000) فتوى بالاعتماد على محرك البحث الإلكتروني للمؤشر، ويقوم على التحليل الإحصائي الموضوعي للفتاوى خلال العام.

كما تم إصدار (15) دراسة تحليلية مُعمقة خلال عام 2022، أهمها دراسة “صورة التدين وعلماء الدين الإسلامي في الدراما المصرية.. التطرف والإرهاب نموذجًا”، وهدفت إلى تحليل المعالجة الدرامية للأعمال الفنية التي تناولت الشأن الديني عامة وقضايا التطرف والإرهاب خاصة في الفترة من عام 2013 وحتى عام 2022، وقد شملت عينة الدراسة (23) عملًا دراميًّا وفنيًّا متنوعًا؛ (5) أفلام، و(18) مسلسلًا، و(7) أعمال ارتبطت بالشأن الديني عمومًا، و(16) عملًا ارتبطت بقضايا التطرف والإرهاب. لتخرج الدراسة بعدها بعدد من النتائج وتقدم مجموعة من التوصيات لتسهم في تطوير التناول الدرامي لقضايا الشأن الديني والتطرف.

كما أصدر المؤشر دراسة بعنوان (مصر على طريق “صناعة الذبح الحلال”.. دور واعد ونشاط متطلب من دار الإفتاء المصرية) وهدف المؤشر من خلالها إلى تقديم عدد من المقترحات التي يمكن من خلالها أن تساهم دار الإفتاء في صناعة (الذبح الحلال)، وذلك من خلال عرض الإشكاليات التي تواجه الذبح الحلال في الدول غير الإسلامية، وعرض تجارب دول العالم بالنسبة لهذه الصناعة والدول الراسخة فيها بصورة خاصة للاستفادة منها والسعي لتطبيقها في مصر. وأجاب المؤشر في نهاية الأمر على تساؤل مضمونه: كيف تساهم دار الإفتاء المصرية في صناعة الذبح الحلال؟

كما لم تغب ظاهرة التطرف عن نشاطات المؤشر، فقد أصدر دراسة تحليلية حول مؤشر التطرف – انعكاسات التطورات الداخلية والخارجية على التنظيمات الإرهابية “إفتائيًّا وحركيًّا”، وهدفت الدراسة إلى تحليل الخطاب الإفتائي للتنظيمات الإرهابية الفاعلة، على الساحة الدولية خلال الفترة من (يونيو 2021 حتى مايو 2022) وركزت حول القضايا التي تحقق مصالحها المرتبطة باستقطاب الأتباع أو الوجود حركيًّا، فضلًا عن دراسة “تأثير الفتوى على التنمية المستدامة (دار الإفتاء المصرية والجماعات المتطرفة نموذجًا)” وقد هدفت إلى دراسة وتحليل أهم القضايا الإفتائية المرتبطة بدعم أهداف التنمية المستدامة التي خرجت عن دار الإفتاء المصرية خلال الفترة من 2013 وحتى عام 2022، لبيان التأثير الإيجابي الذي حققته هذه الفتاوى في دعم جهود القيادة المصرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع.

الظواهر السلبية ومواجهة الإلحاد

وفي دراسة تجاوزت (250) صفحة أجرى المؤشر العالمي للفتوى تحليلًا موسعًا حول ظاهرة الإلحاد التي أصبحت من الظواهر السلبية الخطيرة المتفشية بصورة خاصة بين فئة الشباب، تحت عنوان “دَور الخطاب الإعلامي لدار الإفتاء المصرية في مواجهة الإلحاد.. دراسة تحليلية للمؤشر العالمي للفتوى”، حيث هدفت الدراسة للتعريف بالإلحاد وبيان أسبابه وتداعياتها، ونسب انتشاره، والفئات المتأثرة به. والتحليل الدقيق لأهم الجوانب الفكرية للملحد بتشريح عقليته وبيان القضايا والفتاوى الشرعية المتداولة لدى أوساط الملحدين، التي يعتمدون عليها في تبرير فكرهم الإلحادي واستقطاب غيرهم نحو هذه الأفكار الهدامة. وقد حرص المؤشر على تقديم خطاب إفتائي رصين قادر على التفكيك والرد الوافي لما طرح من أفكار إلحادية، وتقديم عدد من التوصيات لصاحب القرار للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة.

كما أجرى المؤشر العالمي للفتوى دراسة موسعة حول ظاهرة الاحتكار وزيادة الأسعار واستغلال بعض التجار للأوضاع الاقتصادية للتضييق على السوق والإضرار بمصالح العباد؛ حيث تضمنت الدراسة عددًا من الأقسام التي بدأت برصد مختلف الفتاوى المتعلقة بجميع جوانب قضية الاحتكار، وعلى أثرها قدمت تحليلًا لأسباب الظاهرة، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، واستغلال الجماعات المتطرفة لهذه الظاهرة لخدمة أهدافها وهدم الأوطان، وبيان الأحكام الشرعية لهذه الظاهرة والتعامل الشرعي مع المحتكر، حيث يختتم المؤشر الدراسة بتقديم عدد من التوصيات لصاحب القرار للتعامل مع هذه الظاهرة.

كما أصدر المؤشر العالمي للفتوى (11) عددًا من نشرة “فتوى تريندز” التي تسلِّط الضوءَ على أبرز الفتاوى التي أحدثت زخمًا عبر مواقع التواصل بشكل خاص ووصلت لمرحلة التريند في العالم، بالإضافة لأبرز الموضوعات التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتتعلق بالشأن الديني بشكل عام، كما تُلقي النشرة الضوء على أبرز الشخصيات التي أحدثت جدلًا (إيجابًا وسلبًا) عبر السوشيال ميديا، وتحليل حجم التفاعل الإيجابي والسلبي مع هذه الظواهر؛ وذلك خدمةً لصناع القرار والمؤسسات الإفتائية للبحث في أبرز الموضوعات والفتاوى التي تشغل أذهان المواطنين وتثير الجدل بينهم؛ لتقديم الأحكام الشرعية الصحيحة في المسائل المختلفة.

أما عن التقارير التفاعلية وتقديرات الموقف، فقد أصدر المؤشر العالمي للفتوى 10 تقارير تفاعلية وتقديرات موقف تحليلية على مدار العام، تناولت القضايا المتعلقة بالإفتاء والتطرف والإلحاد، منها -على سبيل المثال- واقع الطلاق في العالم العربي والإسلامي.. الإحصاءات والأسباب ومبادرات العلاج، وكذلك تقدير موقف حول: حوار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع مجلة أتلانتيك الأمريكية.

ولم تغب كذلك البيانات التحليلية والتحذيرات الاستباقية عن نشاط المؤشر فقد قدَّم خلال العام (12) تقريرًا تحليليًّا لمجلة (جسور) التابعة للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كما نشر  العديدَ من البيانات الإعلامية غير الدورية التي استدعتها مناسبة اجتماعية أو دينية أو بيئية أو غيرها، كما أطلق المؤشر صيحات التحذير عبر رؤية استباقية حين الاستشعار بأي خطورة على الأفراد أو المجتمعات أو الدول، وكانت أبرز نماذج البيانات المهمة التي قدَّمها المؤشر خلال كشف حسابه لعام 2022: القواعد الفقهية والأصولية المستخدمة في فتاوى ذوي الهمم، وتحليل فتاوى المناسبات، والمستجدات التكنولوجية والألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف.

وأما عن التقارير الإعلامية فقد قدم المؤشر العالمي للفتوى (20) تقريرًا تحليليًّا نشرت في وسائل الإعلام المختلفة للرد على الشبهات الإفتائية وقضايا التطرف والإرهاب والإلحاد، تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة.

كما تم الانتهاء من رصد ما يقرب من 2 مليون فتوى على قاعدة محرك البحث، واستكمال المرحلة الثانية من المشروع الخاص بـ (محرك البحث الإلكتروني) للمؤشر العالمي للفتوى، والذي يُعدُّ بمثابة بوابة رقمية ضخمة تستخدم آليات التكنولوجيا في الرصد والتصنيف والتحليل لتكوين أكبر قاعدة بيانات إفتائية في العالم، فهو أول محرك بحث متخصص في رصد وتتبع الفتاوى وتحليلها عالميًّا، ويُعد نواةً لأكبر قاعدة بيانات للفتوى المصنفة في العالم.

وقد كشف حصاد 2022 أسباب إنشاء محرك البحث هو سرعة انتشار المحتوى الرقمي، والذي يتطلب في المقابل سرعة التحليل والرد على الآراء الشاذة والخطابات المنحرفة، وكذلك اتجاه أغلب المؤسسات والهيئات إلى النشر الرقمي كبديل عن الطرق المعتادة والكلاسيكية، وسهولة الوصول إلى المحتويات الرقمية وتحليلها الدقيق.

واختتم التقرير نشاطات المؤشر خلال العام 2022 بالإعلان عن إطلاق النسخة التجريبية من الموقع الإلكتروني الخاص بالمؤشر العالمي للفتوى خلال النصف الثاني من العام، ليكون بمثابة منصة أو (website) لكافة المهتمين بالحقل الديني بشكل عام والمجال الإفتائي على وجه الخصوص، وقد ضم الموقع عدة أقسام منها قسم (أخبار وإحصاءات)، وقسم (تريندات)، وقسم (إصدارات)، فضلًا عن قسم (بيانات ومقالات)، وقسم (التطرف) الذي يعرض أبرز الفتاوى التي صدرت من قِبل التنظيمات الإرهابية، وكذلك القضايا والموضوعات التي يتناولونها، فضلًا عن عرض أبرز العمليات والحوادث التي يقوم بها أحزاب اليمين المتطرف في الغرب ضد المسلمين، كما يتم عرض أبرز تقارير المؤشر حول ظاهرة (الإسلاموفوبيا)، كما يقدم موقع المؤشر العالمي للفتوى بعض الأقسام التفاعلية الأخرى، مثل قسم (إنفوجراف)، وكذلك يوفر الموقع إمكانية عمل (استطلاع رأي) حول ظاهرة أو قضية دينية أو إفتائية طرأت على الساحة مع تحليل بيانات المشاركين في الاستطلاع وتقديم مقترحات وتوصيات حول الظاهرة أو القضية.

للمزيد: موقع التعمير للتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيس بوك التعمير                                                            

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى