
•الدكتور عمرو طلعت: الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبحت ركيزة للأمن القومي وساحة تنافس دولي
التقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بضباط القوات المسلحة المرشحين للعمل كملحقي دفاع بالسفارات المصرية في الخارج، وذلك في إطار «دورة تأهيل عناصر التمثيل الدبلوماسي العسكري المصري بالخارج» التي يعقدها معهد دراسات العلوم المخابراتية والأمنية، بحضور اللواء محمد صلاح الدين قطط، رئيس جهاز الملحقين الحربيين.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور عمرو طلعت التطورات العالمية المتسارعة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدًا أن هذا القطاع أصبح على المستوى الدولي ساحة تنافس رئيسية بين الدول، في ظل الطفرات المتلاحقة في مجالات الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، إلى جانب تصاعد وتيرة الهجمات السيبرانية التي باتت تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي للدول.
وأوضح وزير الاتصالات أن القطاع لم يعد مجرد قطاع خدمي تقليدي، بل تحول إلى قطاع خدمي إنتاجي وقوة استراتيجية مؤثرة في موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية عالميًا، مشددًا على أن امتلاك بنية رقمية قوية وقدرات تكنولوجية متقدمة أصبح عنصرًا حاسمًا في تعزيز الأمن القومي وتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن استراتيجية «مصر الرقمية» التي أُطلقت عام 2018، تستهدف تعظيم دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي، من خلال خلق فرص عمل في اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا، وزيادة حجم الصادرات الرقمية للأسواق الخارجية، إلى جانب رقمنة الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار الرقمي.
وأشار إلى أن ممكنات تنفيذ الاستراتيجية ترتكز على تطوير البنية التحتية الرقمية، وبناء إطار تشريعي متوازن يضمن حماية بيانات المواطنين، وفي الوقت ذاته يشجع على الابتكار والإبداع، بما يحقق التوازن بين الأمن الرقمي والنمو التكنولوجي.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية الدولية، أوضح وزير الاتصالات أن عدد الكابلات البحرية الدولية التي تمر عبر مصر بلغ 21 كابلًا بحريًا، تنقل نحو 90% من حركة البيانات المتبادلة بين آسيا وأوروبا، وتستفيد منها أكثر من 60 دولة حول العالم، مؤكدًا أن مصر تحرص على تقديم خدمات تنافسية ودعم قدراتها في مجال الكابلات البحرية، باعتبارها في قلب حركة البيانات العالمية.
واستعرض الدكتور عمرو طلعت جهود الوزارة في بناء القدرات الرقمية، مشيرًا إلى تبني رؤية جديدة للتعليم الفني المتخصص من خلال إنشاء مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية، والتي بلغ عددها حاليًا 27 مدرسة بواقع مدرسة في كل محافظة، تقدم تعليمًا تقنيًا متخصصًا لتأهيل الطلاب على أعلى مستوى في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما أشار إلى إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية، كأول جامعة متخصصة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مستوى قارة أفريقيا، موضحًا أن الجامعة ترتبط بشراكات مع جامعات عالمية مرموقة، بما يسهم في تخريج كوادر شابة مؤهلة وفقًا للمعايير الدولية، لافتًا إلى أن أعداد المتقدمين للجامعة تضاعفت 13 مرة، وتم الاحتفال بتخريج أول دفعة هذا العام، مع استلام المرحلة الثانية من الجامعة خلال العام المقبل ضمن خطة التوسع.
وتناول وزير الاتصالات المبادرات والبرامج التدريبية التي تطلقها الوزارة لبناء القدرات الرقمية، موضحًا أنه يتم توفير برامج تدريبية متنوعة تستهدف مختلف التخصصات، بما يلبي طموحات المتدربين ويعزز مهاراتهم ويؤهلهم للاندماج في سوق العمل.
وأضاف أنه تم إطلاق برامج تدريبية موجهة لتخصصات مهنية بعينها، مثل الإعلاميين والقضاة والصحفيين، لتدريبهم على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الوزارة تستهدف تدريب 800 ألف متدرب خلال العام الحالي في مختلف تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، على أن يصل العدد إلى مليون متدرب بحلول عام 2030، فضلًا عن إنشاء 24 مركزًا من مراكز إبداع مصر الرقمية في مختلف المحافظات.
وأكد الدكتور عمرو طلعت تعاظم مكانة مصر على خريطة التعهيد العالمية، بعد سنوات من النمو والتوسع والريادة الإقليمية، حيث تجاوز عدد مراكز التعهيد العاملة في مصر 270 مركزًا تقدم خدمات رقمية للأسواق العالمية.
وأوضح أن مصر تتمتع بقدرة تنافسية كبيرة في هذا المجال بفضل توافر كوادر بشرية مدربة تمتلك مهارات متميزة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ما يشجع الشركات العالمية على إقامة مراكز تعهيد لها في السوق المصري، مشيرًا إلى أنه تم توفير أكثر من 60 ألف فرصة عمل في مجال التعهيد خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأضاف أنه تم مؤخرًا توقيع اتفاقيات مع 55 شركة عالمية للتوسع وإنشاء مراكز تعهيد جديدة، بما يسهم في توفير 75 ألف فرصة عمل إضافية، لافتًا إلى أن الصادرات الرقمية المصرية بلغت 7.4 مليار دولار خلال عام 2025، مع استهداف زيادتها إلى 9 مليارات دولار خلال الفترة المقبلة.
وفي قطاع التصنيع الإلكتروني، أشار وزير الاتصالات إلى نجاح مصر في جذب 15 علامة تجارية عالمية لتصنيع الهواتف المحمولة محليًا، حيث تم إنتاج 10 ملايين جهاز محمول خلال عام 2025 بنسبة مكون محلي بلغت 40%، مع استهداف إنتاج 15 مليون جهاز خلال العام المقبل والبدء في التصدير للأسواق الخارجية.
وفيما يخص الخدمات الرقمية، أوضح الدكتور عمرو طلعت أن الوزارة تعمل على التوسع في تقديم الخدمات الحكومية الرقمية عبر منصة «مصر الرقمية»، التي تضم حاليًا 210 خدمات يستفيد منها أكثر من 10 ملايين مواطن مسجل على المنصة، مشيرًا إلى رقمنة منظومة سداد مخالفات المرور، والتحقق من براءة الذمة المالية، والبدء في المرحلة الأولى من تقديم خدمات المصريين بالخارج عبر المنصة.
وأكد أن الوزارة تستهدف خلال المرحلة المقبلة استكمال نشر كابلات الألياف الضوئية في جميع محافظات الجمهورية، إلى جانب تحسين جودة خدمات الاتصالات والتغطية الداخلية لمكالمات المحمول، خاصة بعد إطلاق خدمات الجيل الخامس.







