
حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إنجازًا طبيًا رائدًا، بعد نجاح فريقه الطبي في تطبيق أول علاج وقائي من نوعه يحد من تطوّر مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال والبالغين ممن تبلغ أعمارهم ثماني سنوات فأكثر، والذين تم تشخيصهم في المرحلة الثانية من المرض، في خطوة تُنفّذ للمرة الأولى على مستوى المملكة العربية السعودية.
وشهد قسم طب الأطفال بالمستشفى التطبيق الأول للعقار من خلال علاج حالتين استوفتا معايير الاستخدام المعتمدة، بما يمثل انتقالًا نوعيًا نحو التدخل الوقائي المبكر لأحد أكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعًا بين الأطفال واليافعين، ويسهم في إبطاء تطوّر المرض وتأخير ظهور أعراضه السريرية.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة للأسر التي لديها طفل مصاب بالسكري من النوع الأول، في ظل ارتفاع احتمالات إصابة الأشقاء نتيجة العوامل الوراثية والمناعية المشتركة، الأمر الذي يعزّز الحاجة إلى حلول وقائية تقلل من مخاطر تطوّر المرض مستقبلًا.
ويستهدف العلاج مرحلة ما قبل السكري من النوع الأول، باعتباره مرضًا مناعيًا مزمنًا تتعرض فيه خلايا البنكرياس المنتِجة للإنسولين للتلف التدريجي، ما يجعل التدخل المبكر عاملًا حاسمًا في إبطاء هذا التدهور، ومنح المرضى المؤهلين فترة أطول قبل تطوّر الحالة بشكل كامل.
وجرى تطبيق العلاج بعد استعدادات طبية دقيقة شملت تحضير الدواء داخل الصيدلية وفق بروتوكول معتمد، إلى جانب تدريب فرق التمريض على آليات الإعطاء والمراقبة والتعامل مع الأعراض المحتملة، وتأهيل الكوادر الطبية على معايير اختيار المرضى ومتابعتهم وفق أحدث الإرشادات العلمية.
ومن المتوقع أن يسهم هذا البرنامج في دعم الجهود البحثية الوطنية، وفتح المجال أمام دراسات متقدمة لفهم المراحل المبكرة للمرض، وتعزيز تبنّي الممارسات الوقائية التي من شأنها تحسين جودة حياة الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث حصد تصنيفات عالمية مرموقة، إذ صُنّف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ15 عالميًا ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية لعام 2025، كما جاء ضمن الأعلى قيمة على مستوى العلامات التجارية الصحية في المملكة والشرق الأوسط وفق تصنيف «براند فاينانس» لعام 2025، إضافة إلى إدراجه ضمن قوائم مجلة «نيوزويك» لأفضل المستشفيات في العالم لعام 2025، وأفضل المستشفيات الذكية والمتخصصة لعامي 2026






