«آي صاغة»: الذهب يحافظ على استقراره محليًا رغم تراجع الأوقية عالميًا بعد خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم، رغم التراجع المحدود في أسعار الأوقية بالبورصات العالمية، في ظل تأثير متباين لعوامل اقتصادية وجيوسياسية أبرزها ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل طفيف، وخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب استمرار حالة التوتر المرتبطة بالصراع الروسي الأوكراني، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن الأسعار المحلية سجلت مستويات مستقرة نسبيًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 5630 جنيهًا، بينما سجل عيار 24 نحو 6434 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4826 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 45040 جنيهًا.
على الصعيد العالمي، هبطت الأوقية بنحو 13 دولارًا لتصل إلى 4217 دولارًا، رغم المكاسب التي تجاوزت 61% منذ بداية العام. وأوضح إمبابي أن الدولار الأمريكي استعاد بعض خسائره التي تكبدها بعد اجتماع الفيدرالي الأخير، مقتربًا من أدنى مستوى سجله منذ 24 أكتوبر، ما حدّ من استفادة الذهب من مكاسبه اليومية. ورغم ارتفاع الدولار، يرى محللون أن فرص صعوده محدودة في ظل توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما يشكل دعمًا مباشرًا للذهب خلال الفترة المقبلة، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
وفي خطوة متوقعة، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع توقع خفض واحد فقط خلال عام 2026، رغم أن الأسواق تتوقع خفضين إضافيين. وأشار رئيس الفيدرالي، جيروم باول، إلى مرونة أكبر في السياسة النقدية، مع التحذير من مخاطر تباطؤ سوق العمل الأمريكي، مؤكدًا أن الفيدرالي يسعى لتجنب إعاقة نمو الوظائف. وأسهمت هذه التصريحات في هبوط الدولار لأدنى مستوى في أكثر من شهر، ما دفع الذهب إلى تسجيل أعلى مستوى أسبوعي.
ومع ذلك، لم يوضح باول موعد أي خفض قادم للفائدة، في ظل معارضة بعض أعضاء الفيدرالي لأي تيسير إضافي، ما يعزز حالة عدم اليقين ويقيد قوة الذهب الذي لا يدر عائدًا لحامليه.
مخاطر جيوسياسية وحركة أموال تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن
رغم توجه المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر، فإن بطء التقدم في محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا ساهم في حفاظ الذهب على جاذبيته كملاذ آمن، مما حد من هبوطه الحاد. ويتجه المستثمرون الآن لمتابعة بيانات البطالة والميزان التجاري الأمريكي المنتظر صدورها الخميس.
الفيدرالي يحافظ على توقعاته الاقتصادية ومخطط النقاط
لم يُدخل الفيدرالي أي تعديلات كبيرة على توقعاته الاقتصادية، بينما بقي «مخطط النقاط» دون تغيير، مع توقع خفض الفائدة إلى 3.4% خلال العام المقبل، واحتمال خفض إضافي في 2027، ونمو اقتصادي معتدل يصل إلى 2.3%، وارتفاع طفيف في البطالة إلى 4.4%. كما يُتوقع أن يتراجع التضخم تدريجيًا إلى 2% بحلول 2028، مع انخفاض التضخم الرئيسي إلى 2.4% العام المقبل مقابل 3% في تقديرات أكتوبر.
توقعات الذهب في 2026 وفق ويلز فارجو
توقع بنك ويلز فارجو استمرار صعود الذهب في عام 2026، مدفوعًا بمشتريات قوية من البنوك المركزية، وضعف الدولار الأمريكي، وخفض إضافي محتمل للفائدة، واستمرار التوترات الجيوسياسية. ومن المتوقع أن يرتفع سعر الأوقية بنسبة تتراوح بين 5.8% و10% ليصل إلى مستويات بين 4500 و4700 دولار. وأكد البنك أن الذهب سيظل عنصرًا محوريًا ضمن محافظ الاستثمار، خاصة في ظل الضغوط التضخمية العالمية، وتراجع جاذبية العملات الرقمية، وتحول المستثمرين نحو أدوات أكثر أمانًا للحفاظ على القيمة.





