مسؤولون وخبراء: استقرار سعر الصرف وتراجع الفائدة يفتحان آفاقًا جديدة لتوطين الصناعات الطبية في مصر
شهدت القمة السنوية الثانية للاستثمار في الرعاية الصحية مناقشات موسعة حول مستقبل الصناعات الطبية في مصر، والإمكانات الاقتصادية الكبيرة للقطاع في ظل تحسن بيئة الاستثمار، واستقرار سعر الصرف، وتراجع أسعار الفائدة.
دعم مصرفي وتمويلات متخصصة للقطاع الصحي
أكدت نيفين كشميري، نائب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية بالمصرف المتحد، أن القطاع الصحي يمثل أولوية في خطط التمويل المصرفي خلال المرحلة الحالية، موضحة أن البنك ضخ حزم تمويلية ضخمة لدعم المستشفيات، وشركات توزيع وتصنيع الدواء، والمراكز الطبية.
وقالت إن البرامج التمويلية المتخصصة مثل “الدكتور لون” و**“تمويل الأطباء”** المدعوم من البنك المركزي بفائدة 5% وفترات سداد تصل إلى 7 سنوات، ساهمت في تمويل تجهيز آلاف العيادات والمراكز الطبية.
وكشفت كشميري أن حجم التمويل الموجه لهذه البرامج بلغ:
- 161 مليون جنيه لتمويل الأطباء
- 257 مليون جنيه للصيادلة
- أكثر من مليار جنيه لدعم مصانع وشركات تصنيع وتوزيع الدواء
وأضافت أن الصناعة الدوائية المحلية تغطي 90% من احتياجات السوق المصري، وهو ما يجعل توطينها قرارًا استراتيجيًا لتقليل فاتورة الاستيراد وتعزيز الأمن الدوائي.
السوق الدوائي يستعيد توازنه ويمضي نحو التوسع
وأكد عمر عبد الجواد، الرئيس التنفيذي لشركة “ابن سينا فارم” أن استقرار سعر الصرف وتراجع تكاليف التمويل خلال الفترة المقبلة يدعم خطط التوسع وزيادة خطوط الإنتاج، موضحًا أن السوق الدوائي المصري سجل نموًا تجاوز 35% خلال العام الأخير.
وأشار إلى أن حجم سوق الدواء المصري بلغ بنهاية سبتمبر نحو 300 مليار جنيه، مؤكدًا أن وضوح السياسات الاقتصادية خلال 2026 و2027 سيحفز الاستثمار طويل الأمد.
التأجير التمويلي رافد رئيسي لتطوير البنية الصحية
من جانبه، أوضح محمد عفيفي، رئيس مجلس إدارة شركة تروفاينانس للتأجير التمويلي، أن التأجير التمويلي أصبح أداة فعالة لدعم توسعات المستشفيات وتمويل الأجهزة الطبية عالية التكلفة، مؤكداً أن الاستقرار الاقتصادي ينعكس مباشرة على قدرة الشركات الصحية على التوسع وتغيير البنية التكنولوجية للمستشفيات.
شركات الدواء العالمية: مصر مؤهلة لتصبح مركزًا إقليميًا
وقال الدكتور أحمد قشطة، مدير العلاقات المؤسسية بشركة “أسترازينكا مصر”، إن نظام تسعير الدواء أصبح أكثر مرونة وملاءمة لحركة السوق مقارنة بالسنوات الماضية، مما مكن الشركات من الحفاظ على استدامة الإنتاج.
وأوضح أن الشركة ضخت أكثر من 50 مليون دولار استثمارات في تطوير مصنعها بمدينة السادس من أكتوبر، إلى جانب خطط لتوسيع التصدير لأسواق إفريقيا.
انتعاش في نشاط الاستحواذات بالقطاع الصحي
وأشارت د. نرمين طاحون، المؤسس والشريك الإداري لمكتب طاحون للمحاماة، إلى أن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا واضحًا في صفقات الاستحواذ بقطاعات المستشفيات، التحاليل الطبية، والشركات الدوائية بقيم تتراوح بين 50 و200 مليون جنيه للصفقة.
وقالت إن استقرار سعر الصرف ووضوح قواعد الاستثمار عززا ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في القطاع.
واتفق اتفق المتحدثون خلال القمة على أن القطاع الطبي في مصر يدخل مرحلة تحول استراتيجي»، مدفوعًا بـ:
- استقرار سعر الصرف
- انخفاض الفائدة المتوقعة
- سياسات تنظيمية واضحة
- زيادة الطلب المحلي والإقليمي على الخدمات الصحية والدواء
وأكد الخبراء أن مصر أصبحت مؤهلة للتحول إلى مركز إقليمي لصناعة الدواء والخدمات الصحية خلال السنوات المقبلة، مع توقعات متزايدة بارتفاع وتيرة الاستثمارات بحلول عامي 2026 – 2027.
