عقارات

توقعات بانتعاش سوق العقارات في تركيا 2026

شهد سوق العقارات في تركيا خلال السنوات الأخيرة تقلبات — بين فترات نشاط مرتفعة وأخرى تراجع — بسبب عوامل اقتصادية مثل سعر الصرف، التضخم، تكاليف البناء، وسياسة الفائدة. ومع ذلك، وبالنظر إلى التغيرات الاقتصادية المتوقعة وتحسن بعض المؤشرات، هناك توقعات قوية بأن عام 2026 قد يكون نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من الانتعاش في السوق العقاري التركي. في هذا المقال نستعرض الأسباب التي تدعم هذه التوقعات، الفرص المحتملة، وكذلك التحديات التي يجب وضعها في الاعتبار.

عوامل داعمة لانتعاش السوق في 2026

1. تراجع أسعار الفائدة وتحسن شروط التمويل العقاري

  • بحسب تحليلات محلية، من المتوقع أن تنخفض معدلات الفائدة إلى حوالي 25% بحلول 2026، وهو ما سيساهم في عودة الطلب من أصحاب الدخل المتوسط والراغبين بالتمويل العقاري. (أوران تركيا العقارية)
  • انخفاض الفائدة يجعل القروض العقارية أكثر جاذبية ويعيد تحريك الطلب الذي تراجع عندما كانت الفائدة مرتفعة.

2. نقص المعروض مقابل الطلب المتزايد على السكن

  • سوق العقارات شهد في السنوات الأخيرة قلة مشروعات جديدة – بسبب ارتفاع تكاليف البناء وتراجع بعض الاستثمارات – بينما الطلب على السكن لا يزال مرتفعًا، ما خلق فجوة تؤدي إلى ضغط على العرض.
  • إضافة إلى ذلك، التوسع العمراني والهجرة من المناطق الريفية إلى المدن يرفع الطلب الداخلي على الإسكان.

3. اهتمام المستثمرين الأجانب والعائد على الإيجار

  • ضعف الليرة التركية مقارنةً بالدولار يجعل العقارات التركية أكثر جاذبية للمستثمرين من الخارج، خصوصًا من أوروبا والشرق الأوسط.
  • العقارات القريبة من السواحل ومناطق سياحية، وكذلك الشقق ذات تجهيزات حديثة، يتوقع أن تحتفظ بمنتجيتها في الإيجار وتحقق عائدات جيدة.

4. مشاريع البُنى التحتية والتطوير العمراني

  • تطوير البُنى التحتية في المدن الكبرى، مشاريع التجديد الحضري، النقل والمواصلات، يرفع من قيمة العقارات في المناطق المستهدفة، ويجعل الاستثمار العقاري أكثر جذبًا.
  • من المتوقع أن تتصدر مناطق حضرية معينة في المدن الكبرى – القريبة من المواصلات أو الخدمات – موجة الانتعاش.

5. نضج السوق وتحول نحو استقرار بعيد المدى

  • بعد فترات من الارتفاع الحاد والتقلبات، تشير التوقعات إلى أن السوق بدأ يتركز أكثر على الاستثمار العقاري المستدام والجيد بدلاً من المضاربة قصيرة المدى.
  • هذا يساعد على جذب مستثمرين واقعيين (عائلات، مغتربون، مشترون حقيقيون) بدلاً من المضاربين، ما يمنح السوق استقراراً نسبياً.

أشكال الفرص المتوقعة في 2026

  • شقق سكنية بمخططات الدفع بالتقسيط: مع تحسن التمويل وتراجع الفائدة، العقارات التي تُعرض بدفعات طويلة قد تكون خيارًا جذابًا للفئة المتوسطة.
  • مشاريع سكنية حديثة ومجمعات ذكية/عصرية: الطلب على وحدات سكنية بمواصفات جيدة (عمرانية حديثة، مرافق، قرب مرافق/مواصلات) سيزداد.
  • العقارات الساحلية والسياحية + الشقق للإيجار أو الاستثمار: خصوصاً في مناطق مثل السواحل أو المناطق الساحلية، حيث الطلب من الأجانب والعائد على الإيجار قد يكون جيدًا.
  • عقارات بغرض الإقامة طويلة الأجل أو طلب الجنسية/الإقامة: بعض المشترين من الخارج ينظرون إلى العقار كوسيلة للحصول على الإقامة العقارية في تركيا أو حتى الحصول على الجنسية التركية عن طريق الاستثمار.

التحديات والمخاطر التي يجب مراعاتها

  • تقلب سعر صرف الليرة وتضخم مستمر: رغم توقعات انخفاض الفائدة، تظل تقلبات العملة والتضخم تهدد القوة الشرائية المحلية وقد تؤثر على قدرة الناس على الشراء.
  • احتمالات تغييرات تشريعية أو ضريبية: قوانين تنظيم سوق العقار، تسجيل القيم التقديرية، قد تتغير — ما قد يؤثر على جدوى الاستثمار.
  • عرض محدود في مناطق معينة: في حال الطلب المرتفع على مناطق محددة (وسط المدن، ضواحي راقية، ساحلية)، قد تظل الخيارات محدودة بأسعار مرتفعة.
  • التفاوت بين المناطق: ليست كل المناطق تستفيد بنفس الدرجة – المناطق ذات البنية التحتية الجيدة والمشاريع الحديثة قد تشهد انتعاشًا، بينما المناطق النائية قد تبقى أقل طلباً.

الخلاصة: هل 2026 وقت مناسب للدخول إلى سوق العقارات في تركيا؟

نعم، يبدو أن 2026 قد يمثل فرصة جيدة لمن يفكر في الاستثمار العقاري في تركيا سواء لغرض السكن، الاستثمار، أو الإيجار. العوامل الداعمة ، مثل تراجع الفائدة، الطلب المرتفع، نقص المعروض، وجاذبية الاستثمار للأجانب – تشير إلى احتمال انتعاش واضح في السوق.

لكن من المهم أن تختار الموقع ونوع العقار بعناية، وأن تكون مستعدًا لبعض المخاطر (التقلبات الاقتصادية، تشريعات محتملة). الاستثمار العقاري في تركيا اليوم يبدو أقل “مضاربة” وأكثر ميلاً إلى الاستثمار طويل الأجل والعقلاني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى