في إطار فعاليات النسخة التاسعة والعشرين لمعرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT، عقدت ورشة عمل موسعة بعنوان «سيادة البيانات والابتكار: بناء أطر بيانات متوازنة عبر الحدود مع وجهات نظر دولية»، حيث ركزت الجلسة على دراسة آليات تنظيمية وطنية ودولية تضمن حماية الخصوصية مع تمكين تدفق البيانات، ودورها في دعم الاقتصاد الرقمي.
أدارت الجلسة سوزان العقباوي، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمركز حماية البيانات الشخصية PDPC، والتي أكدت أن سيادة البيانات أصبحت ضرورة استراتيجية لبناء مستقبل رقمي آمن ومتوازن. وأوضحت أن النموذج المصري يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية هي التشريع، والرقابة، والابتكار، مشيرة إلى أن القانون رقم 151 لسنة 2020 يشكل قاعدة قوية لتنظيم حماية البيانات الشخصية ونقلها عبر الحدود. كما شددت على أن التحدي الرئيسي يكمن في الوصول إلى معادلة تحقق حماية خصوصية المواطنين وتشجع في الوقت ذاته الاستثمار وتطوير التكنولوجيا.
وأشار محمد النواوي، محامٍ وعالم حاسوب في Partners.Law، إلى أن البيانات تحولت إلى رأس مال جديد في الاقتصاد المعاصر، مشدداً على ضرورة فهم آليات جمع وتحليل البيانات لضمان اتخاذ قرارات دقيقة وحماية حقوق المستخدمين. كما نبه إلى أهمية حماية المواطنين من الاستغلال المفرط للبيانات، حتى لا تتحول إلى أداة تهدد الخصوصية بدلاً من أن تدعم الابتكار.
بدوره، تحدث كيونج مين يون، مستشار البنك الدولي، عن الفجوة الرقمية وعدم التوافق التشريعي بين الدول، موضحاً أن التجارة الرقمية تعتمد على موازنة دقيقة بين حماية الخصوصية وتحقيق الفائدة الاقتصادية. وأكد أن تعطّل تدفق البيانات قد يؤدي إلى فقدان ثقة المستخدمين، داعياً إلى وضع سياسات تشغيلية مشتركة وقواعد واضحة تضمن حماية الخصوصية مع تمكين التشغيل البيني بين الأنظمة الرقمية الوطنية.
من جانبها، أكدت ابتهال بسيوني، المديرة الإقليمية للشؤون الحكومية في مايكروسوفت، أن الشركة تعمل مع الحكومات على صياغة حلول تقنية تراعي متطلبات السيادة الرقمية دون تعطيل انفتاح الأسواق الرقمية. وأشارت إلى أن السيادة الرقمية يمكن أن تكون محركاً للابتكار إذا طُبقت بمرونة ومسؤولية، مع ضمان الامتثال الوطني وحماية تكامل البنية التكنولوجية العالمية.
كما قدم المهندس أسامة حجازي، رئيس مجموعة أمن المعلومات في EFG Holding، منظوراً أمنياً ركّز على أهمية وعي المستخدمين وبناء بنى تحتية سيبرانية قوية. وأوضح أن التفاوت في مستويات الجاهزية التقنية بين الدول يستلزم حلولاً مرنة تراعي خصوصية كل سوق، خاصة للشركات الإقليمية العاملة في أسواق متعددة.
وأكد المتحدثون أن بناء نموذج مصري وإقليمي فعال لسيادة البيانات يتطلب تشريعات واضحة تستجيب للتطورات التقنية، وآليات إنفاذ فعالة وشفافة، ورفع الوعي السيبراني للمؤسسات والأفراد، بالإضافة إلى تنسيق إقليمي ودولي يوازن بين حماية الحقوق وتسهيل التجارة الرقمية. كما أشاروا إلى أن نجاح هذا النموذج سيكون عاملاً حاسماً في تعزيز قدرة المنطقة على المنافسة داخل الاقتصاد الرقمي العالمي.
ويُعقد معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT 2025 في نسخته التاسعة والعشرين خلال الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر الجاري، تحت رعاية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، وبمشاركة أكثر من 500 عارض، إلى جانب وزارات وهيئات حكومية رائدة. ويحمل المعرض شعار AI Everywhere، ويقام بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
ويجمع المعرض خمس فعاليات كبرى تشمل:
- PAFIX للمدفوعات الرقمية والشمول المالي (برعاية البنك المركزي المصري)
- AIDC للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
- Connecta للشباب وتكنولوجيا الترفيه
- Innovation Arena للإبداع
- Cyber Zone للأمن السيبراني، ولأول مرة تُقام الفعاليات داخل موقعين بالمعرض
ويشارك في المعرض جهات كبرى بينها: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، البنك المركزي المصري، الهيئة العامة للرقابة المالية، الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات NTRA، هيئة ITIDA، البريد المصري، الهيئة العربية للتصنيع، وجهاز مستقبل مصر كضيف شرف.
ويقدّم المعرض جلسات تفاعلية وعروضاً تطبيقية تشمل أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، الجيل الخامس، الأمن السيبراني، المدن الذكية، التعليم التكنولوجي، الحوسبة السحابية، التكنولوجيا المالية، التقنيات الخضراء، والهوية الرقمية.
كما يشارك في الرعاية والدعم شركات ومؤسسات عالمية ومحلية بارزة، من بينها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس، WB Engineers+Consultants، البنك التجاري الدولي CIB، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، إيجيبت تراست، ماستركارد، ميدار، فورتينت، سيلزفورس، مجموعة بنية، خزنة، البنك الأهلي المصري، البنك العربي الأفريقي الدولي، بنك الإسكندرية، مجموعة شاكر، ICT Misr، IoT Misr، نتورك إنترناشيونال، وMeinhardt.
