«آي صاغة»: الذهب يواصل الارتفاع محليًا وعالميًا وسط ضعف الدولار وتزايد الطلب على الملاذ الآمن

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، مدعومة بتراجع أداء الدولار الأمريكي وزيادة الإقبال على المعدن النفيس كـ ملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية العالمية، بحسب تقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المصرية ارتفعت بنحو 25 جنيهًا اليوم، ليسجل عيار 21 نحو 5310 جنيهات للجرام، بينما صعدت الأوقية عالميًا بنحو 40 دولارًا لتصل إلى 3975 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن عيار 24 سجل 6069 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4551 جنيهًا، وعيار 14 عند 3540 جنيهًا، بينما سجل الجنيه الذهب 42480 جنيهًا.
وأشار إلى أن الأسعار كانت قد تراجعت أمس بنحو 40 جنيهًا محليًا، فيما فقدت الأوقية 25 دولارًا عالميًا.
دوافع الارتفاع: تراجع الدولار ومخاوف الإغلاق الحكومي الأمريكي
أوضح تقرير «آي صاغة» أن الذهب عزز مكاسبه بدعم من مخاوف الأسواق من تداعيات الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دخل أسبوعه الرابع، ما ضغط على الدولار وأعاد تنشيط الطلب على الملاذات الآمنة.
وأشار إلى أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول رفض توقعات الأسواق بخفض إضافي للفائدة في ديسمبر، مما حدّ من خسائر الدولار دون أن يوقف مكاسب الذهب.
كما ساهم التفاؤل بشأن المفاوضات الأمريكية–الصينية بعد لقاء الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ في تهدئة وتيرة الصعود، إذ أعلن ترامب عن تسوية اتفاقات المعادن النادرة وبدء مشتريات فول الصويا فورًا، وهو ما أعاد بعض الثقة للأسواق.
سياسة الفيدرالي: تيسير نقدي حذر
قرر البنك المركزي الأمريكي خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية هذا العام، وسط انقسام بين أعضاء المجلس حول مدى الحاجة إلى مزيد من الخفض.
وأكد البنك أنه سيتوقف عن تقليص ميزانيته العمومية بنهاية العام، بما يعني إنهاء مرحلة التشديد النقدي، إلا أن تصريحات باول اللاحقة شددت على الحذر في اتخاذ أي خطوات إضافية، ما أبقى الأسواق في حالة ترقب.
الذهب في مصر: تراجع نسبي في الطلب الاستهلاكي
كشف مجلس الذهب العالمي في تقريره الفصلي الصادر اليوم أن الطلب الاستهلاكي على الذهب في مصر بلغ 32.5 طنًا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، بانخفاض 14.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وفي الربع الثالث وحده، بلغ الطلب 9.93 طنًا بتراجع 13.8% عن الربع الثاني و4.6% عن الربع الثالث من 2024، ما يعكس هدوءًا نسبيًا في المشتريات بعد نشاط قوي في النصف الأول من العام.
وأوضح التقرير أن الطلب على المشغولات الذهبية سجل 4.35 طنًا بانخفاض ربع سنوي 23%، بينما تراجع الطلب على السبائك والجنيهات الذهبية بنسبة 5% إلى 5.57 طنًا، مع ارتفاع سنوي طفيف بنسبة 5%، ما يعكس استمرار الذهب كـ أداة ادخار واستثمار آمن.
الشرق الأوسط والعالم: تباطؤ إقليمي وشراء قوي من البنوك المركزية
أشار التقرير إلى أن الطلب الاستهلاكي في الشرق الأوسط بلغ نحو 62.17 طنًا في الربع الثالث من 2025، منخفضًا 12% ربع سنويًا لكنه مستقر على أساس سنوي (+1.9%).
في المقابل، زادت مشتريات البنوك المركزية عالميًا إلى 220 طنًا بين يوليو وسبتمبر، بارتفاع 28% على أساس فصلي، وتصدرت كازاخستان والبرازيل قائمة المشترين بإضافة 18 و15 طنًا على التوالي إلى احتياطياتهما.
وعلى المستوى العالمي، بلغ إجمالي الطلب على الذهب 1313 طنًا، وهو أعلى مستوى فصلي منذ بدء تسجيل البيانات، مدفوعًا بارتفاع الأسعار إلى متوسط 3456.5 دولار للأوقية بزيادة 40% سنويًا.
وأكد التقرير أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صعوديًا مدعومًا بتراجع الدولار ومشتريات البنوك المركزية واستمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.
ويرى محللون أن أي تصعيد جديد في أزمة الإغلاق الأمريكي أو تباطؤ اقتصادي قد يمنح الذهب دفعة إضافية نحو مستويات قياسية جديدة قبل نهاية العام.





