“بنت الشاطئ.. قصص لن تُروى” إصدار جديد للدكتور محمد زيادة يجسد رؤية معاصرة لحياة وفكر عائشة عبدالرحمن

صدر حديثًا عن الدكتور محمد زيادة كتاب جديد بعنوان “بنت الشاطئ.. قصص لن تُروى”، في عمل أدبي وفكري فريد يقدم طرحًا غير تقليدي حول شخصية الكاتبة والمفكرة الراحلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن، المعروفة بلقبها الشهير “بنت الشاطئ”. يتناول الكتاب الشخصية الفكرية والإنسانية لبنت الشاطئ بأسلوب مبتكر يجمع بين الواقع والخيال، من خلال سلسلة حوارات افتراضية فلسفية وثقافية عميقة، تضع القارئ في قلب النقاشات الكبرى لقضايا العقل والمجتمع.
يمضي الكتاب في سرد فصوله على هيئة لقاءات فكرية افتراضية وسينمائية الطابع، تُحاور فيها بنت الشاطئ شخصيات بارزة من الماضي والحاضر، من بينها الإمام محمد عبده، وطه حسين، وهدى شعراوي، ونجيب محفوظ، لتتناول قضايا جوهرية مثل الإصلاح الديني والتعليم وحرية الفكر وحقوق المرأة والأدب والمجتمع. وتستمر هذه الحوارات الممتدة عبر الزمن لتشمل شخصيات معاصرة وعالمية مثل الدكتور أحمد زويل في نقاش حول دور العلم، والدكتور مجدي يعقوب في حديث عن القيم الإنسانية، وريتشارد دوكينز وإيلون ماسك في مناقشات حيوية حول الإيمان، والعقل، والعلم، ومستقبل الذكاء الاصطناعي.
بين التراث والحداثة: فكر بنت الشاطئ في قلب الحاضر
لا يتوقف الكتاب عند الحوارات فقط، بل يقدم تحليلًا فكريًا منهجيًا لأسلوب بنت الشاطئ ومنهجها في التفكير والكتابة والنقد. ويسعى المؤلف من خلال هذا التناول إلى إعادة طرح إرثها بعيون الحاضر، وفتح باب النقاش حول كيفية الاستفادة منه في بناء مستقبل فكري مستنير ومتزن. يتأرجح النص بين عبق الماضي ووهج الحداثة، مستحضرًا قوة الفكر المتجذر في التاريخ والهادف إلى صناعة المستقبل.
ويمتاز العمل بأسلوب لغوي أدبي راقٍ، يُوازن بين جمال البيان وعمق الفكرة، ويضع القارئ أمام مرآة الفكر العربي الحديث بكل تحدياته وأسئلته الكبرى. إنه كتاب لا يُقرأ على عجل، بل يدعو للتأمل والتفكر في أعماق الذات والمجتمع والعالم.
تقديم رفيع بقلم أستاذ أصول الفقه وشقيق الراحلة: شهادة على عمق الطرح
وقد شرفت صفحات الكتاب بمقدمة رفيعة المستوى كتبها الدكتور إسماعيل عبد الرحمن الحسيني، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، وشقيق الراحلة بنت الشاطئ، الذي أعرب عن إعجابه بأسلوب الدكتور محمد زيادة في معالجة فكر شقيقته، واصفًا إياه بأنه طرح يجمع بين الأصالة والإبداع، ويلامس جوهر فكر بنت الشاطئ، ويعيد تقديمه في ثوب جديد يتماشى مع العصر وتحدياته.
كما أثنى الدكتور الحسيني على الأسلوب اللغوي البليغ للمؤلف، معبرًا عن امتنانه لهذا الجهد الذي وصفه بأنه وفاء حقيقي لإرث رموزنا الثقافية والفكرية، وخدمة نبيلة تقدمها الأجيال الجديدة للأجيال القادمة.
دعوة للتأمل وإعادة اكتشاف الذات
“بنت الشاطئ.. قصص لن تُروى” ليس مجرد سيرة أو توثيق، بل عمل إبداعي فكري يفتح آفاقًا جديدة للحوار والتفكير. هو دعوة عميقة لإعادة اكتشاف الذات العربية، وتسليط الضوء على القيم الفكرية الرفيعة التي مثلتها بنت الشاطئ، من خلال رؤية مستقبلية قائمة على العلم والإنسانية والتكامل بين الفكر والدين والمجتمع.
ويُعد هذا الإصدار إضافة نوعية للمكتبة العربية، ليس فقط لما يحتويه من محتوى غني وطرح مبتكر، بل أيضًا لأنه يكرّم واحدة من أعظم النساء في تاريخ الفكر العربي والإسلامي، ويعيد تقديمها للأجيال الجديدة في صورة مُلهِمة، نابضة بالحياة، ومتصلة بعصرها.