أسواق وأعمال

 وزير الاتصالات يفتتح قمة التحالف العالمى لأشباه الموصلات GSA للشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بمشاركة أكثر من 100 شركة عالمية ومحلية

افتتح اليوم الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قمة التحالف العالمى لأشباه الموصلات (GSA) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التى عقدت فى المتحف المصرى الكبير، بحضور المهندس/ مثنى غرايبة وزير الاستثمار الأردنى، والسيدة/ جودى شيلتون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات (GSA)، وقيادات أكثر من 100 شركة عالمية ومحلية متخصصة فى مجالات أشباه الموصلات وتصميم وتصنيع الإلكترونيات.

تتناول جلسات القمة أبرز المستجدات فى صناعة أشباه الموصلات، مع التركيز على الاتجاهات المستقبلية للصناعة، بما فى ذلك تصميم الرقائق، والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى، والحوسبة الكمومية، والأنظمة المدمجة فى السيارات.

كما تتناول النقاشات التحديات التى تواجه القطاع، مثل إدارة سلاسل التوريد، واستثمارات رأس المال المخاطر بالشركات الناشئة، وفرص الشراكة بين الشركات العالمية والإقليمية والمحلية، مع تسليط الضوء على إمكانات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كقوى صاعدة فى تصميم وتطوير أشباه الموصلات.

وفى كلمته؛ أشار الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى الدور المحورى الذى يقوم به التحالف العالمى لأشباه الموصلات (GSA) فى تشكيل هذا القطاع؛ معربا عن سعادته لاستضافة هذه القمة للمرة الثانية بعد استضافة القمة الأولى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات فى عام 2023.

وأوضح الدكتور/ عمرو طلعت جهود مصر لبناء مجتمع رقمى متكامل على مدار السنوات السبع الماضية، من خلال استراتيجيات تستهدف تهيئة بيئة داعمة للابتكار، وجذب الاستثمار، وتحقيق الاستفادة المثلى من التحول إلى الاقتصاد الرقمى؛ وذلك ارتكازا على 3 محاور رئيسية وهى الابتكار، والقدرة على التوسع وجذب المزيد من الاستثمارات لهذه الصناعة فى مصر ، والنظام البيئى التكنولوجى؛ مضيفا أن توافر قاعدة من الشباب المؤهل يمثل أحد المزايا التنافسية لمصر التى تعزز من قدرتها فى مجال تصميم أشباه الموصلات، وخدمة الأسواق العالمية، وتعزيز مكانتها كمركز إقليمى للتعهيد وتصدير الخدمات الرقمية؛ موضحا أنه يوجد أكثر من 80 شركة فى مجال البحث والتطوير الهندسى تصدر خدمات تكنولوجية عالية القيمة من مصر من خلال عشرات الآلاف من المهندسين المتخصصين؛ مشيرا إلى تميز مصر فى مجال اشباه الموصلات خاصة البرمجيات المدمجة للسيارات؛ مؤكدا أن مصر شهدت زيادة بنسبة 45٪ فى عدد مراكز التصميم الإلكترونى منذ عام 2023 رغم التحديات العالمية.

وأضاف الدكتور/ عمرو طلعت أن مصر على مدار الخمس سنوات الماضية شهدت طفرة فى تصنيع الهواتف المحمولة، حيث اختارت 6 شركات عالمية مصر كمركز للإنتاج والتجميع، بقيمة مضافة محلية أكثر من 40٪ مع العمل على زيادة هذه النسبة، موضحا أنه يوجد أكثر من 180 شركة متعددة الجنسيات تقيم مراكز تعهيد وتصدر خدماتها من مصر لعملائها حول العالم؛ مشيرا إلى أن الوزارة تستهدف خلال العام المالى الحالى تدريب 500 ألف متدرب والتى يتم تصميمها بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل.

وأكد الدكتور/ عمرو طلعت حرص الدولة على توفير البيئة الداعمة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية فى صناعة الالكترونيات؛ مضيفا أنه تم تأسيس مركز للبحث والتطوير فى مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة والذى يستضيف شركات التصميم الالكترونى، كذلك تم إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية كأول جامعة متخصصة فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى إفريقيا؛ مشيرا إلى أنه تم استثمار 3.5 مليار دولار فى تطوير البنية التحتية الرقمية مما جعل مصر الأسرع فى الإنترنت الثابت فى القارة الإفريقية والثانية فى تنافسية التكلفة.

وقالت السيدة/ جودى شيلتون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات أن التحالف يمثل شركات أشباه الموصلات حول العالم ويعزز التعاون العالمي في هذه الصناعة التى تعد القلب النابض لجميع التقنيات المستقبلية، مشيرة إلى أن انعقاد قمة معنية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ياتي انطلاقا من أهميتها الكبيرة، سواء من حيث المواهب، أو التكنولوجيا والابتكار، أو الاستثمار، فضلًا عن موقعها الاستراتيجي، مضيفة أنه من المتوقع أن تصل إيرادات صناعة أشباه الموصلات إلى تريليون دولار فى السوق العالمى بحلول عام 2030، مما يؤكد دورها المحوري في الابتكار خاصة وانه يتم الاعتماد عليها فى كافة جوانب الحياة من الهواتف والساعات الذكية إلى السيارات والحوسبة المتقدمة. كما أن الذكاء الاصطناعي يقوم بالكامل على تقنيات أشباه الموصلات.
وأشارت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحظى بفرص هائلة، لا سيما بفضل سكانها الشباب، وهو عامل تنافسي هام مقارنة بمناطق أخرى مثل أوروبا أو بعض أجزاء آسيا التي تواجه تحديات ديموغرافية، مشيرة إلى أن هناك مستقبل واعد للمنطقة في هذه الصناعة.

هذا وقد شارك الدكتور/ عمرو طلعت فى جلسة حوارية بمشاركة المهندس/ مثنى غرايبة وزير الاستثمار الأردنى. وأدار الجلسة السيدة/ جودى شيلتون الشريك المؤسس والرئيس التنفيذى للتحالف العالمى لأشباه الموصلات؛ أكد خلالها الدكتور/ عمرو طلعت أن مصر لديها العديد من المقومات التنافسية فى صناعة الإلكترونيات أبرزها توافر البنية التحتية الرقمية القوية والتكلفة التنافسية وتوافر الكوادر؛ موضحا حرص الدولة على تنمية صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع إيلاء اهتمام بصناعة أشباه الموصلات؛ مشيرا إلى الجهود المبذولة لتوفير مبادرات متنوعة لبناء القدرات فى مختلف التخصصات التكنولوجية لمختلف المراحل العمرية مع التركيز على برامج التدريب من أجل التوظيف بالتعاون مع الشركات مع التركيز على إعداد جيل من المؤهلين للعمل فى صناعة تصميم وتصنيع الإلكترونيات.
كما أشار المهندس/ مثنى غرايبة وزير الاستثمار الأردنى إلى أن صناعة الالكترونيات تتسم بالاستدامة كما أنها تننافسية؛ موضحا أن أبرز عناصر التنافسية فى هذه الصناعة تتمثل فى السياسات المعنية بحماية حقوق الملكية الفكرية، وبناء القدرات، والتكلفة التنافسية، والبنية التحتية الرقمية، والحوافز المقدمة للشركات.

ومن جانبه أكد المهندس/ أحمد الظاهر الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” خلال جلسة نقاشية حول “إمكانات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى صناعة أشباه الموصلات” أن مصر تتمتع ببيئة أعمال متطورة فى تصميم الإلكترونيات وأشباه الموصلات والأنظمة المدمجة، وهى الأكثر نضجًا فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، موضحا أن مصر قادرة على جذب المزيد من الشركات العالمية بفضل توفر المهارات التقنية بتكلفة تنافسية، حيث يتخرج أكثر من 700 ألف طالب سنويًا، مما يساعد فى سد فجوة المهارات والكفاءات فى هذه التخصصات الدقيقة على مستوى العالم، مشيرًا إلى دور الهيئة فى توفير برامج تدريبية ومبادرات بالتعاون مع الشركات المحلية والعالمية ضمن مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات”، لترسيخ مكانة مصر كمركز عالمى للصناعة، مضيفا أن المبادرة لا تقتصر على تنمية المهارات فحسب، بل توفر أيضًا مراكز متخصصة فى مختلف المحافظات وتضم معامل متطورة فى مجالات أشباه الموصلات والإلكترونيات الدقيقة وغيرها، ما يتيح بيئة متكاملة لدعم الابتكار والتصميم والتصنيع، وتعزيز تنافسية مصر فى هذا القطاع الحيوى.

وتعقيبا على خذا الحدث أكد المهندس حسام مجاهد، رئيس مجلس إدارة اتصال أن الجمعية فد بدأت منذ عام 2022في التواصل مع منظمي GSA وبالتعاون مع الشركات أعضاء اتصال التي تعمل في هذا المجال، مشيرا إلى أن اتصال تخطط مستقبلا لتنظيم أنشطة متعددة في مجال أشباه الموصلات لدعم أنشطة الشركات الناشئة وتنمية روح الابتكار والإبداع في هذا المجال.
وتابع أن هناك عدد من الشركات المصرية قد توصلت إلى تكنولوجيا ومنتجات جديدة تماما يتم تصديقها للعديد من دول العالم شرقا وغربا.
وأوضح أن اتصال فد دعت أكثر من ٦٠ شركة حول العالم للإطلاع على الجهود المصرية في هذا الصدد لتنمية هذه الصناعة والتي تعتبر القلب النابض لهذه الصناعة سواء من ناحية الكوادر البشرية التي يتم تدريبها والمراكز والمعامل البحثية التي تم إنشائها في مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

شارك فى القمة الدكتور/ محمد بن عويض العتيبى المشرف العام لهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار بالمملكة العربية السعودية، والسيد/ بول دى بوت رئيس شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والدكتور/ هشام هدارة الرئيس التنفيذى لشركة “ساى وير للأنظمة Si-Ware Systems”، والدكتور/ محمد شديد المدير التنفيذى لجمعية اتصال، والدكتور/ نافيد شيروانى المدير التنفيذى للمركز الوطنى لأشباه الموصلات فى السعودية، والدكتورة/ هبة صالح رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، والدكتور/ أحمد خطاب مدير المعهد القومى للاتصالات، وممثلى عدد من الشركات المحلية والعالمية والجهات المعنية بتنمية صناعة أشباه الموصلات وتصميم الإلكترونيات والأنظمة المدمجة، إلى جانب ممثلى مجموعة من صناديق الاستثمار ونخبة من الخبراء والأكاديميين المتخصصين فى هذا المجال.

وتأتى القمة برعاية استراتيجية من هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا” وجمعية “اتصال”، ورعاية مجموعة من الشركات العالمية والمحلية المتخصصة وهى شركة سيمنز Siemens، وشركة ساى فيجن Si-Vision، وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات TSMC، وشركة Mixel Egypt ، وشركة بولسار مايكروالكترونيكس Pulsar Microelectronics، وشركة سينوبسيس Synopsys. حيث يمثل الحدث منصة مثالية لاستكشاف فرص التعاون والنمو فى واحدة من أسرع الصناعات تطورًا على مستوى العالم.

وتؤكد مشاركة كبرى الشركات المحلية والعالمية فى هذه القمة على الدور المتنامى لمصر كمركز إقليمى لصناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات، حيث توفر بيئة جاذبة للاستثمارات العالمية وشراكات الأعمال.

يجدر الإشارة إلى أن التحالف العالمى لأشباه الموصلات (GSA) يعد منظمة صناعية رائدة تجمع القادة والمتخصصين فى مجالات أشباه الموصلات والبرامج والحلول والأنظمة والخدمات بهدف إنشاء نظام بيئى تقنى عالمى فعال ومستدام ومربح. ويضم التحالف أكثر من 300 عضو من الشركات، بما فى ذلك أكثر من 120 شركة عامة، ويمثل أعضاءه حوالى 77% من قطاع أشباه الموصلات الذى تفوق قيمته 535 مليار دولار أمريكى.

وكان التحالف العالمى لأشباه الموصلات قد أنشأ وحدة أعمال إقليمية فى مصر عام 2022 تحت اسم “جى إس إيه مصر “GSA- Egypt”، بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات “إيتيدا”، وجمعية “اتصال”، وذلك فى إطار خطط التحالف التوسعية لضمّ كبار اللاعبين والقادة فى صناعة أشباه الموصلات والبرمجيات والحلول والأنظمة والخدمات من مختلف أنحاء العالم.

وتتيح “جى إس إيه مصر” للشركات المصرية مزايا واستحقاقات العضوية الكاملة بالتحالف العالمى بما يمكنهم من التواصل الدائم مع الخبراء المتخصصين فى صناعة أشباه الموصلات، والتعرف على أحدث التقنيات وممارسات ونماذج الأعمال، وكذلك الفرص المتاحة بمختلف الأسواق من خلال مجموعة من الأنشطة والفعاليات والمؤتمرات المتخصصة.

وعلى هامش فعاليات القمة؛ عقد الدكتور/ عمرو طلعت عدد من الاجتماعات مع قيادات شركات عالمية متخصصة فى مجالات أشباه الموصلات وتصميم وتصنيع الإلكترونيات وهى شركات” إس تى ميكروإلكترونيكس” STMicroelectronics، و”هايسينس برودباند” Hisense Broadband، و”ميدياتيك”MediaTek و”سيينت” Cyient و”كوالكوم” Qualcomm. تناولت الاجتماعات جهود الدولة لتنمية صناعة الالكترونيات، والتباحث حول سبل تنمية هذه الصناعة الواعدة لاسيما أشباه الموصلات والمزايا التنافسية التى تحظى بها مصر فى هذه الصناعة ومنها توافر الكوادر والحوافز المقدمة للشركات. كما تم بحث جذب استثمارات جديدة لمصر فى هذه الصناعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى