منوعات

أشرف عبدالشافى يكتب : عندما هتف الجمهور «كاريوكا»!

رأيت تحية كاريوكا اليوم !،بضحكتها المدهشة ،ظهرت على الحوائط والجدران واللافتات والشاشات ،لا أعرف كيف حدث ذلك ، لكنها ظلت تراود خيالى فى دار الاوبرا وأنا أشاهد كرنفال الفرحة بمهرجان القاهرة السينمائى.

صحيح أننى شاهدت فيلما إسبانيا متواضعا للغاية،إلا أن خيال تحية كان هو البطل رأيتها وهى تدخل روزا اليوسف ذات صباح غاضبة وتكيل من الشتائم ما يكفى وزيادة لأن محرراً كتب عن زواجها المتعدد ووصفها بزير الرجال ـ على غرار زير النساء ـ فى سياق الكتابة عن أحد أفلامها.

يحكى يوسف الشريف عن الواقعة اللطيفة :” …فى اليوم التالى فوجئنا بتحية كاريوكا تدخل علينا صالة التحرير وهى تلوح بفردة حذائها وتسب وتلعن وهى تبحث عن المحرر للانتقام منه بـالفاظ وعبارات ما أنزل الله بها من سلطان ، وانبرى لها زميلنا عبد الله إمام يطيب خاطرها ويطلب لها فنجان قهوة ويشعل لها سيجارة ، وقال لها سنفتح محضر أمام الأستاذ إحسان عبد القدوس وتقولى ما يحلو لك ، وراحت تدافع عن حياتها الشخصية وأنها تفضل الزواج فى الحلال ، وأن هذا ليس عيبا ، واستمرت تحكى عن ذكرياتها بينما نشط رسامو الكاريكاتير فى تجسيد حركاتها وسكناتها ،حتى هدأت أعصابها وتم استدعاء المحرر وتم الصلح وفازت المجلة بموضوع مكتمل شكلا وموضوعا “.

رأيت تحية كاريوكا من بعيد تماماً كما شاهدها إداور سعيد لأول مرة مع صديق له :” كنّا جالسين فى أبعد الأماكن عن المنصة، لكن البدلة الزرقاء الوامضة المتلألأة التى كانت ترتديها خطفت أبصارنا، فيا لذلك اللمعان في الترتر، ويا لوقفتها الهادئة المضبوطة .. لا تنتمى إلى ثقافة الفتيات الرخيصات أو النساء الساقطات التى يسهل تعريفها، بل إلى عالم النساء التقدميات اللواتى يتفادين الحواجز الاجتماعية أو يزلنها.

رأيتها من كل الجوانب والذكريات ،فقد كانت بعيدة عنى لوجود زينات علوى متربعة ومتفردة ولاتقبل وجود آخرى ـ أى آخرى ـرأيتها وهى تتلوى بالزائدة وتتوسل ـ فى نفس الوقت ـ الجراح المصرى دكتور” على إبراهيم” كى يحافظ على بطنها بلا تشوهات فهى أكل عيشها ، ويضحك الجراح وينجح بالفعل فى ابتكار جراحة سميت باسمها “عملية كاريوكا”.

رأيتها وهى تدخل السينما فى مشهد بديع وصفته سناء البيسى ،فقد كانت قاعة ديانا تعرض فيلم الطريق إلى ريو بطولة ألفريد إستير وجنجر روجر ،وتضمن الفيلم أحدث الرقصات “كاريوكا” بعد شهرة الرومبا والسامبا والسوينج والشارلستون، وساعتها غادرت السينما وعادت فى اليوم التالى وفى يدها مسيو إيزاك مدرب فرقة بديعة للرقص لمشاهدة الفيلم فقام بتدريبها على الكاريوكا.. وهتف الجمهور “كاريوكا “.

اقرأ أيضًا : بنك مصر راعيًا رئيسيًا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ44

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى