حضرت واقعة تشرح كيف أعمى الجشع عيون أستاذ عن واجبه وتحول الرجل لآلة تجمع الأموال بنهم شديد.. كنت اعمل مستشارا لرئيس جامعة المنيا الاستاذ الدكتور عبد المنعم البسيوني رحمه الله .. كان الرجل قد أحال لي ملفا مهما للدراسة بصفة عجلى ..
دخلت في موعدي فوجدت الاتي .. أستاذ في كلية الطب يبارز رئيس الجامعة .. ( زعيقا بزعيق وغضبا بغضب …) ! هممت بترك الملف والخروج ….. أشار الرجل لي اجلس .. فجلست.. ثم واصل رئيس الجامعة غضبه العارم .. موجها سؤاله لذاك الاستاذ .. متى كانت آخر مرة كنت فيها في كليتك وتؤدي محاضراتك ؟
الرجل أجاب بثبات غريب ….. منذ سنة .. استطرد رئيس الجامعة .. وكيف قبلت راتبك وبدلاتك وأنت لا تحضر ..؟
أجاب الاستاذ : أتابع العمليات والمحاضرات بالتليفون واكلف مدرس مساعد بالحضور بدلا مني .. ضرب رئيس الجامعة كفا بكف .. ثم عاد يسأله .. طيب والمستشفى الجامعي … كيف تقاضيت كل هذه الاموال دون حضور؟
قال الاستاذ : بالتليفون .. اتابع المعيدين والمدرسين المساعدين والحالات التي اتقاضى اجري عنها ، اتابعها بالتواصل مع مساعدى ..
عاد رئيس الجامعة يسأل .. وماذا تفعل فى الإسكندرية … كل هذا الوقت .. قال بنفس الثبات ..
عندي عيادتي … وإحدي الجامعات الخاصة بموافقة جامعة المنيا … !!!!
هنا صاح رئيس الجامعة .. أنت تستغل موقعك بجامعة المنيا .. انت تكتب على اللافتة فلان استاذ بطب المنيا وتبيع خدماتك باسم الجامعة التي لم تدخلها منذ عام وتتحصل على كامل رواتبك ومكافآتك ..!!!
واليك الموقف الان .. إما أن تحصل على أجازة بدون مرتب . او تعار اعارة كاملة لهذه الجامعة الخاصة …
او تحضر ثلاثة ايام بانتظام .. او تحال للتحقيق أنت ومن تستر عليك عاما كاملا وامكنك من اموال الدولة دون وجه حق ..
الاستاذ عديم الضمير … يصرخ انا باتابع بالتليفون … أؤدي عملي بالتليفون .. باتابع الحالات والعمليات والمحاضرات …ينهي رئيس الجامعة الموقف بإحالة عديم الضمير للتحقيق .
والسؤال ..كيف سولت للرجل نفسه أن يحصل على رواتب وترقيات وهو لم يدخل الجامعة عاما كاملا ؟
وكيف حال عمليات أجراها مساعدون باسمه وهو يتابعهم تليفونيا ؟ نهم بعض اساتذة الطب مروع ومخيف ..
والنتيجة جيل من الأطباء لم يتكون تكوينا علميا جيدا ولم يدرب لغياب اساتذته وانشغالهم بجمع الاموال بلا ضمير مهني ولا وازع ديني او اخلاقي .