السير مجدي يعقوب… عريض الجبهة.. قوي ملامح الوجه.. بارز عظام الوجنتين.. حاد العينين كأنهما عينا صقر
شعاع العبقرية باهر قاهر يندلع من نظراته.
ومع ذلك ترتسم علي شفتيه ابتسامة عذبة شفيفة تستمد نورها من قلب نابض بالعطاء.. جياش بالحب عامر بالحياة.
بدأ مسيرته وهو يحلم أن يصبح جراحا للقلب وهو الذي في غضاضة الطفولة عندما رأي شبح الموت يختطف قريبة له لتلف في صِمَام القلب كبر هذا الحلم حتي أصبح أسطورة الطب في العالم وأيقونة جراحة القلب والفارس والنبيل والسير مجدي يعقوب.
عندما تقف بحضرة قامة سامقة مثل مجدي يعقوب يعتريك الخشوع وتنتابك المهابة ويسيطر عليك التقديس
فتنثال الكلمات انثيال العبرات وتنهمر انهمار قطرات المطر من غيمة مثقلة بالماء والخصب والنماء فبرحابة المسافة من القاهرة عبر الاطلنطي الي شيكاغو ثم عبر المتوسط الي لندن ثم سريانا مع النيل حتي منابعه في الجنوب في أسوان التليدة حيث رفع القواعد من مركزه للقلب يواسي العليل ويداوي العليل ويضمد جراحات الأفئدة ويكتب صفحة جديدة من كتاب التاريخ الذي نقشه أسلافه الفراعنة علي جداريات الدهر
تتحدي الزمن وتبتغي الأبدية وترمي للخلود.
لم تقتصر عبقرية رحلة عمر ملك القلوب علي انجازاته في طب القلب وجراحاته وأبحاثه التي ترتقي إلي مصاف المعجزات ولكن امتد ثراء الشخصية العبقرية فنيا وفكريا وحبا للجمال افتننانا بالموسيقي واهتماما بتراث العالم الفني واقتناء لدرر الحكمة واجتباء لقطوف الفلسفة فيبدو السير مجدي يعقوب هرما رابعا شامخا يطاول أهرامات الجيزة ويباري معابد وادي الملوك.
لم تخطفه الميديا ولو شاء لامتد بساطها تحت نعليه ولَم يطلب حظوة لدي حاكم ولَم يقف علي عتبات أمير
ولم يتوسل بتلابيب سلطان بل زاهد كأنه قديس يفر من الأضواء كأنها نار تحرق ويسعد بابتسامة طفل تماثل للشفاء ويمسح علي رأس المكلومين يجفف دموع المحرومين وهاهو يضع حجر الأساس لأعظم مدينة لجراحات وطب القلب بجوار الأهرام الثلاثة ليضيف الهرم الرابع ولتبدأ مسيرة الخلود بخطوة علي درب الأبدية.