منوعات

رأفت السويركى يكتب : حالة مصرية “أعيت من يداويها”؛ إذا لم…!!

“الرداءة” تحكمت في رقبة مصر الموصوفة بـ “أم الدنيا”، والجهود المذهلة المبذولة من “أجهزة النظام الراهن” غير مسبوقة في مجال “التنمية الاقتصادوية” غير أنها ذاهبة وفق ما يبدو إلى هباء؛ لأن “الطينة” الموجودة من البشر: غنياً وفقيراً، مُتَديِّنَاً ومُتَفَلِّتَاً، نُخبوياً وشَعْبوياً… ضربها التعفن والتلوث، والنفاق والانحطاط الأخلاقوي في أجلى صوره؛ بدءاً من “مرحلة حسني مبارك“، التي مثَّلت ذروة الركض في”طريق الهاوية”؛ فتعمقت ما نراها راهناً من ظواهر القتل والانتقام والاغتصاب؛ والاختلاس وتهريب الآثار والنصب على الموطنين وفق “اصطلاح المستريح“؛ والفساد المتنوع الأشكال.

لقد صار “شعب مُنْتَخَب الساجدين” تعبيراً عن حالة عامة بـ “زبيبة الصلاة الشهيرة على الجباه”؛ و”شعب المُبَسْمِلِيْن” في مفتتح الحديث؛ وشعب من يمضغون عبارة “صَلِّ ع النبي يا حاج” بين الكلمة والأخرى… لا علاقة له بكل ما يقول وأيضاً ما يدَّعيه… إذ صار ذلك الشعب بأغلبيته ـ مهما كان أفراده ـ لا يحترم القانون أو القواعد أو القيم؛ فيدَّعي الفضيلة ويمارس نقيضها في الوقت ذاته.

والمؤسف والمخزي والمحزن… أن هذا الشعب حتى ما عاد يصلح معه الوعظ “المُتَوَهْبِن” بماضوية تفكير دهاقنته الرديئة فوق المنابر؛ والمحكومة بـ “فقه الفساء والضراط” و”إرضاع الكبير” و”اقتصادات بيع العبيد والسبايا”؛ وما شابه من مخازي ومكذوبيات المرويات ومراوغات المرجعيات؛ لذلك فلن تفلح معه التوعية أو “الطبطبة”؛ بل والأسوأ فلا جدوى من “إعادة التربية الناعمة” كما قد يظن “عقل النظام الراهن” من دون أن يكون هناك ردعٌ ردعٌ ردعٌ!!

قال الشاعر الأشهر أبو الطيب المتنبي: “لكلِّ داء دواءٌ يُسْتَطَبُّ به/ إلا الحماقة أعيت من يُدَاويها”؛ وهنا فإن الأمر يتجاوز “الحماقة” المقصود بها “غياب العقل” إلى “الرداءة” العميقة والشاملة؛ فهل نحتاج إلى استدعاء “هتلر” حقيقي؟ يبدو أن الأمر كذلك لإنقاذ مصر مما أصابها من علل وأمراض!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى