قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فى كلمته خلال فعاليات احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، اليوم الاثنين: «يحار المتأمل في صفات النبي فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل للصيب من صفات الجلال ولا ماذا يدع».
وأشار إلى أن الله وصف سعة أخلاق النبي محمد الشريفة بوصف العظم، فقال في كتابه الكريم: «وإنك لعلى خلق عظيم».
وأكمل: «كما وثقت أقرب الناس زوجه عائشة حين سئلت عن أخلاقه كان خلقه القرآن، وفي رواية كان خلقه القرآن يرضى برضاه ويسخط بسخطه».
وواصل: «لعل السيدة عائشة أدركت الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي وصعوبة بيانه للناس عدا وحصرا واستقصاء، فأحالت البيان إلى أخلاق القرآن الكريم وما بينها وبين أخلاقه من تطابق وتماثل، وبما يعني أن خلق القرآن إذا لم تكن له نهاية في حسنه وكماله، كذلك الخلق النبوي لا حدود لسعته واستيعابه للعالمين».
ولفت إلى أن تلك المطابقة سر اختصاص نبي الإسلام برسالة مختلفة عن الرسالات السابقة؛ خاتمة للرسالات الإلهية، وعامة تتسع للعالمين جميعا؛ إنسا وجنا وزمانا ومكانا، بينما جاءت الرسالات السابقة محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.
وشدد على أن المفاضلة بين الرسالات الإلهية أمرها متروك إلى الله – سبحانه وتعالى – ولا يجوز للمؤمنين بتلك الرسالات أن يفاضلوا بينها وأن يحكموا أن رسالة أفضل من رسالة أو نبي أفضل من نبي، اللهم إلا اتباعا بما يرد في الشرع الكريم في هذا الصدد.
ويشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الاثنين، الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، بمركز المنارة المؤتمرات الدولي، وذلك بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وعدد من كبار العلماء والوزراء.
ويكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الحفل الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية السابق، والشيخ سامي الشعراوي، نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوي، والدكتور هشام عبد العزيز، رئيس مجموعة عمل الاتصال السياسي بوزارة الأوقاف، والشيخ منصور الرفاعي عبيد، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق.