منوعات

أنور الهوارى يكتب : آيات عاشق!

دائما أقول لنفسي ولغيري الأستاذ الكبير محمد موافي إعلامي من الوزن الثقيل ، وهو كذلك ، في زمن خفيف لا يحتمل المواهب من المستوى الرفيع.

ثم قرأت روايته الرابعة ” آيات عاشق ” واجهتني رهبة وحيرة وارتباك في مطلعها ، كمن يتهيأ لسفر مباغت مع مسافرين مجهولين على متن مركب مخيف في بر موحش أو بحر غامض.

ارتبكت في الصفحات الأولى ، فكل ما ألقاه فيها غريب غير مألوف فهو جديد ومبتكر ، أعدت قراءة الصفحات الأولى عدة مرات بتركيز شديد ، استوعبت ما أنا مقبل عليه في باقي الرواية ، سفر مدهش عبر ما لا نهاية له من بوابات الدهشة.

ألغاز وغموض وثورة وفلسفة وخيالات من ألف ليلة وليلة وأساطير وتصوف وجدل في الدين ووقوف متكرر على ما في طبع الحياة من عبث حد الجنون وما فيها من شطط حد المجون ، شوية شوية بدأت استعدل على الطريق، ثم لقيتني بدأت استعدل ع الكنبة ، مديت رجلي بطولها وأزحت كل ما على الكنبة من متعلقات.

أسندت ظهري على أحد طرفيها ، تمكنت من القعدة ، وأمسكت بالرواية بحب وارتياح ، وشققت طريقي عبر دروبها في لذة الاكتشاف ومتعة الترحال وإثارة كل ما فيها من زحام ، أحياناَ أتوه بالفعل ، بحيث لم أعد أعرف في أي محطات الرحلة أقف.

لكنه توهان لذيذ ، فإما أكون أمام لغز مثير ، أو أسمع عزف موسيقى بديعة ، أو أمام لوحات مرسومة بعبقرية ، أو أجدني في مولد ليس له صاحب ، أو حلقة ذكر ليس لها موعد ، أو سرادق عزاء يرثي الحياة وضحاياها ، أو أسمع لغة نثرها شعر وشعرها نثر تتكيء على مجاز القرآن وتنفتح على أساطير ألف ليلة وليلة ، توهان أحب الاستمرار فيه ولا أخاف منه ولا يقلقني أني فقدت موقعي بين فصول الرواية ، فكل سطر فيها كنز وحده قائم بنفسه آسر بذاته جاذب بطبيعته .

لا أعرف ماذا أقول عنها ففيها ما يعجزني عن القول وفيها ما يسبق قدرتي حتى على الدهشة واللذة والمتعة ، جئت بورقة وقلم لأكتب بعض الاقتباسات وجدتها كلها من الغلاف إلى الغلاف جواهر تستحق الاقتباس ، أقرأ ولا أتوقف عن القراءة إلا لضرورة من موعد نوم أو طعام أو ما شابه ذلك ، ثم أعود اليها فوق الكنبة وهي لا تزال قبساً من نور ونار لا تخبو ولا تنطفيء .

( عالمك الروائي مدهش وممتع ومثير ولذيذ ، عالم مختلف غير مكرر ولا رتيب ولا مطروق من قبل ، تقبل محبتي واحترامي وتقديري الأستاذ الكبير محمد موافي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى