منوعات

د. أحمد سمير يكتب : نوبل الكيمياء

جائزة نوبل في الكيمياء السنة ذهبت لكل من «كارولين بيرتوزي، مورتن ميلدال، كارل باري شاربلس» لتطوير الكيمياء النقرية والكيمياء المتعامدة الحيوية.

إيه بقى الكلام ده.. الحقيقة قاعد أقرأ تقرير نوبل ومش مصدق نفسي من الحلاوة والجمال.

شاربلس في نفس السنة اللي أخذ فيها أول جائزة نوبل في الكيمياء (بالضبط كده دي الجائزة الثانية له) نشر ورقة بحثية بيقول فيها هو أنتم ليه يا جماعة بتحاولوا تقلدوا الطبيعة وتبنوا مركبات زيها بالضبط.. طيب الطبيعة قادرة وأنتم غلابة وضرب مثل بالميرونام (وده مضاد حيوي مشهور جدا وقوي جدا جدا) شركات الأدوية أخذت ٦ سنين علشان تعرف تنتجه بكميات كبيرة.

لما بتقلدوا الطبيعة في بناء منتجاتها بتحصل بتبقى العملية محتاجة خطوات كثيرة جدا ومش بس كده بيبقى الهدر عالي جدا لأن في الوسط بتتكون حاجات مش عاوزنها ولازم كمان نبذل مجهود في التخلص منها واحنا عمرنا قصير مش عمر الطبيعة الممتد..

المهم الراجل ابتكر حاجة اسمها كيمياء النقر ودي بقى حاجة عاملة زي ما لا يدرك كله لا يترك كله.. احنا بدل ما نبني مركب ضخم بناه صعب جدا.. احنا نجيب مركبات صغيرة كثيرة لما تتجمع مع بعضها تدينا حاجة شبه المركب الكبير.. مش لازم هو بالضبط بس شبهه وما دام شبهه هيقوم بوظيفته.. احنا تهمنا الوظيفة مش الكل ومن هنا جت فكرة الكيمياء الوظيفية.. مركبات كثيرة صغيرة وتربط بينها مش لازم بروابط كربونية لكن بذرات اكسجين ونيتروجين وأهو أحمد هو الحاج أحمد هو عم احمد .

المهم بعد كده بفترة اكتشف شاربلس وميلدال كل واحد لواحده (وده يرجعنا لتاريخ العلم اللي مليان ناس مختلفة اكتشفت نفس الحاجة كل واحد لواحده واحيانا كان الاكتشاف بيكتشفوه مرتين وراء بعض بعد كام سنة عادي جدا) المهم اكتشفوا إن فيه وسيلة سريعة ولطيفة لربط مركبات زي دي عن طريق تحفيز ربط مجموعة alkyne مع azide في وجود النحاس عامل محفز.. وده أحد أشهر تفاعل كيمياء النقر دلوقتي.

الحاجات دي لها حاليا استخدامات ضخمة في الصناعة وفي الأدوية وفي تركيب الكثير من المركبات المعقدة في وقت قليل جدا.

نيجي بعد كده لكارولين بيرتوزي الست العظيمة جدا.. هي كانت بتدرس نوع من المواد الكربوهيدراتية الموجود في الخلايا glycan وده بيخش في تركيب الأغشية الخلوية ومهم جدا.. فكرت هل ممكن نعرف أماكنه وشكله جوه الخلايا وهنا ابتكرت الكيمياء المتعامدة الحيوية.

هي كانت عاوز مركب ينفع نربطه به والمركب ده نفسه بعد كده ندور عليه لو معلمينه بعلامة نقدر نشوفها بس لازم المركب ده ما يبقاش بيتفاعل مع أي حاجة ثانية غير glycan وفعلا نفذت ده باستخدام تفاعل alkyne مع azide بس في مرحلة لاحقة هي كانت عاوزة تعمل ده مش بس في المعمل لكن كمان جوه الخلية الحية، الأزمة إن التفاعل ده محتاج نحاس والنحاس سام للخلايا.. طيب وبعدين.

الحقيقة قدرت تكتشف إن فيه شكل معين ل alkyne ممكن يعمل التفاعل من غير ما يحتاج النحاس عامل حفاز.. وبالتالي بقت قادرة ترسم شكل glycan ده جوه الخلايا.

والموضوع ما وقفتش هنا.. فيه أنواع من السرطانات بتقاوم المناعة عن طريق glycan معين على سطح الخلايا، لو قدرنا نخليه يمسك في جسم مناعي معين مربوط بإنزيم يكسره يبقى كسبنا المعركة..

الحقيقة ده فتح كشف كبير جدا قدام مجموعة من الأدوية اللي أغلبها تحت البحث حاليا وبتحاول تشتغل بطريقة مشابهة لكده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى