عادت أسعار الذهب إلى الارتفاع عالميًا خلال تداولات اليوم الجمعة بعد أن تراجع بشكل كبير أمس، حيث تزايد الحذر في الأسواق قبل حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق اليوم، وبالرغم من تسجيل الذهب مستوى تاريخي هذا الأسبوع إلا أنه يقبل على تسجيل انخفاض أسبوعي.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم الجمعة بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى عند 2499 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2485 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2499 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
ويأتي هذا بعد أن انخفاض الذهب أمس بنسبة 1.1% ليسجل أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 2470 دولار للأونصة، بينما كان قد سجل مستوى تاريخي يوم الثلاثاء الماضي عند 2531 دولار للأونصة.
بقاء أسعار الذهب تحت المستوى 2500 دولار للأونصة قد يكون مؤقت خاصة أن السعر قد احتاج لتصحيح سلبي بعد تسجيله مستوى تاريخي جديد، أيضاً الأوضاع الحالية في السوق تدعم المزيد من ارتفاع الذهب على المدى القصير إلى المتوسط.
تعافى الدولار الأمريكي خلال جلسة الأمس إلى جانب ارتفاع في العائد على السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل، وهو الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على المعدن النفيس، إلا ان الحذر قبل حديث باول أعاد الذهب إلى التعافي اليوم ليقلص جزء من خسائر الأمس.
التركيز اليوم ينصب على حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في ندوة البنوك المركزية في جاكسون هول، في محاولة لمعرفة رؤية البنك الفيدرالي فيما يتعلق بمستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة.
الأسواق تضع احتمال بنسبة 76% أن البنك الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر القادم، إلى جانب احتمال آخر بنسبة 24% أن يقوم البنك بخفض الفائدة 50 نقطة أساس دفعة واحدة خلال اجتماعه القادم في سبتمبر.
أيد أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي في محضر اجتماع البنك الأخير الذي عقد في يوليو الماضي خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل في ظل تراجع التضخم وتباطؤ سوق العمل، على الرغم من تحذير أحدهم من التسرع في تخفيف السياسة.
تحركات أسعار الذهب اليوم مع اغلاق الأسبوع ستحدد توجه المعدن النفيس خلال الفترة القادمة، وهل سيكتفي بهذا التصحيح السلبي ثم يعود إلى الارتفاع من جديد وتسجيل مستويات تاريخية، أم أن الذهب في حاجة إلى المزيد من التراجع خلال الأيام القادم.
بالنسبة للطلب المادي على الذهب نجد أن ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية أدى إلى ضعف جاذبية الذهب في الدول الآسيوية الكبرى هذا الأسبوع، حيث عرض التجار خصومات أعمق لجذب المشترين في كلا من الهند والصين.
في المقابل نجد أن حيازات أكبر صندوق استثمار مدعوم بالذهب في العالم SPDR Gold Trust قد ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في سبعة أشهر عند 859 طنًا ذهب يوم الاثنين، قبل أن تبدأ في التراجع التدريجي بعدها.
التغيرات في سوق الذهب العالمي أصبحت ملحوظة خلال الفترة الأخيرة وهو الأمر الذي يعكس عدم وضوح الرؤية بالنسبة للمعدن النفيس، وإن كان الغالب عليه هو تحقيق المزيد من الصعود بسبب العديد من العوامل وعلى رأسها التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
أسعار الذهب في مصر
يحاول سعر الذهب في مصر التعافي خلال تداولات اليوم الجمعة ليعوض الخسائر التي سجلها خلال جلسة الأمس، حيث تسبب انخفاض سعر الذهب العالمي بالإضافة إلى بقاء سعر الصرف متراجع في البنوك الرسمية إلى زيادة الضغط السلبي على تسعير الذهب.
افتتح الذهب تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3465 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3470 جنيه للجرام، وكان قد انخفض يوم أمس بمقدار 15 جنيه حيث أغلق عند المستوى 3455 جنيه للجرام وكان قد افتتح جلسة الأمس عند 3470 جنيه للجرام.
استقر سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية يوم أمس وأغلق عند متوسط 48.84 جنيه لكل دولار، وقد ساعد هذا على تراجع تسعير الذهب بشكل كبير كونه يعتمد على سعر صرف الدولار الرسمي.
من جهة أخرى زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب أيضاً التراجع الذي سجله سعر أونصة الذهب العالمي خلال جلسة الأمس، خاصة أن الذهب المحلي يفتقد الزخم الكافي حالياً للعودة إلى المستهدف عند المستوى 3500 جنيه للجرام، ليظل في حالة تذبذب بهدف تجميع الزخم الكافي للصعود والحصول على حافز مناسب للارتفاع من جديد.
التوقعات تبقى إيجابية بالنسبة لأسعار الذهب المحلي وذلك بسبب توقعات المزيد من الارتفاعات والمستويات القياسية في سعر الذهب العالمي، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وعدم اليقين المصاحب لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
عاد سعر الذهب العالمي إلى الارتفاع اليوم الجمعة وذلك بعد انخفاض يوم أمس سجل خلاله أدنى مستوى هذا الأسبوع بسبب تعافي مستويات الدولار وارتفاع العائد على السندات الأمريكية، بينما تنتظر أسواق الذهب اليوم حديث رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول، وما قد ينتج عنه تصريحاته من تحركات في الأسواق المالية.
شهد سعر الذهب المحلي تراجع يوم أمس بسبب انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي بالإضافة إلى بقاء سعر صرف الدولار متراجعاً أيضاً في البنوك الرسمية مقارنة مع الارتفاع الذي سجله الأسبوع الماضي، مما يزيد من الضغط السلبي على تسعير الذهب.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي من جديد خلال جلسة اليوم ليتداول عند المستوى 2500 دولار للأونصة، بعد أن تراجع يوم أمس وسجل أدنى مستوى هذا الأسبوع عند 2470 دولار للأونصة، حيث يستعد الذهب لتقبل تصريحات رئيس البنك الفيدرالي.
الاغلاق الأسبوع للذهب فوق المستوى 2500 دولار للأونصة سيعمل على زيادة فرص الارتفاع خلال الفترة القادمة، بينما الاغلاق تحت هذا المستوى قد يدفع الذهب لتحقيق المزيد من التصحيح السلبي.
أما عن السعر المحلي:
شهد سعر الذهب المحلي عيار 21 انخفاض خلال جلسة الأمس ليعود إلى المستوى 3440 جنيه للجرام، واليوم يحاول العودة للتداول حول المستوى 3465 جنيها للجرام، بينما يظهر الذهب المحلي حتى الآن عدم القدرة على تجميع الزخم الكافي للوصول إلى المستهدف عند 3500 جنيه للجرام.