منوعات

محمد علاء يكتب : هالاند .. وناشئو مصر!

استغلالاً لكثرة الحديث عن “هالاند” ، كانت فرصة مثالية للحديث عن إحدى أهم أسباب تراجع الجودة في مصر .

وهنا حديثي عن الشباب واللاعبين الواعدين وفلسفة تأسيسهم وتصعيدهم داخل الأندية المصرية على حد سواء.

“فيريرا” في إحدى تصريحاته خلال الموسم المنقضي تحدث بشكل مباشر عن خماسي شباب الزمالك اللي كانوا بمثابة دم جديد لقائمة الفريق المنافسة على الدوري ، إنتظر الصحفيين منه الثناء ثم الثناء على مستوياتهم لحد ما فاجئهم بإمتعاضه الشديد عن فلسفة التعامل مع اللاعبين الشباب في مصر:
اللاعب الواعد في مصر بيظهر للنور بعمر 22 و23 ، ودي بتكون أولى مراحل إصطدامه بالمستوى الأول بدل ما يكون الاصطدام ده وهو بعمر 17 18 عام ، النتيجة هي إن هامش تطوره بينخفض للغاية ، الرسم المتوقع لمسار مسيرته يتضائل أكثر ، وبتنهار بالتبعية كل فرص تحوله إلى Superstar في المستقبل وبيتحول مع الوقت إلى شريحة لاعبين تسمى باللاعب المحلي Local Player

إيه سبب حاجة زي كده ؟

– الأندية وخاصة الكبرى عندها نهم الصفقات ، مجالس الإدارات بتحب تعمل صفقات لإستعراض عضلاتها أمام الجمهور والميديا ، والجمهور بيحب الصفقات لأنها بديله إنطباع التجديد وبتعيد ولادة أعلى مستويات الشغف والحماس عنده ، بالتالي اللاعب الشاب بيخسر فرص ظهوره المبكر لمصلحة اللاعب المدفوع في استقدامه الكثير من الجنيهات

“أحمد ياسر” لاعب البنك الأهلي الحالي في حلقة ظهوره الشهيرة مع الاعلامي “سيف زاهر” قام بإنتقاد كلام “سيف زاهر” بإن “مصطفى محمد” (23 عام) يبقى لسه واعد ، لاعب بعمر 23 عام من المفترض أن مسيرته بدأت منذ 4 أو 5 سنوات على الأقل ، ما يعكس بالفعل ان الميديا والوسط الرياضي بيتعامل مع اللاعب صاحب 23 عام على انه لاعب واعد .. نكتة سخيفة.

في فرنسا في اتجاه عام من الأندية بضرورة حصول اللاعبين من هم دون 21 عام على 50% من دقائق مشاركتهم الموسمية على الأقل ، هو مش إلزام من أحد .. لكن الإتجاه لقى رواج كبير جدا لأن الدوري الفرنسي كان غزير بالمواهب بالفعل ، وإتجاه زي ده ساهم في استخراج العديد من المواهب لحد ما ظهر للنور لاعبين مثل “إمبابي” و”تشواميني” و”كامافينجا” و”ساليبا” في أعمار تقل عن 21 عام .. حاليا انظر إلى مكانتهم.

في إنجلترا بيتم التعامل مع اللاعب الواعد على إنه إستثمار مستقبلي ، الأكاديميات في إنجلترا تلزم مواهبها بضرورة التعليم وتحقيق اعلى الدرجات .. التعليم هيساهم في تحسين وتنشأة عقلية اللاعب الواعد بشكل سليم ، وهتأتي بنتائج إيجابية للغاية على موهبته وقدراته الذهنية وإمكانية استيعابه لظروف اللعبة المختلفة داخل الملعب.

في مصر في إهمال صارخ من اللاعبين الشباب أو الكبار لجانب التعليم ، بل بعض الأندية بتسهل الأمور الدراسية للاعبين ، يمكن ده سبب يعرفك ليه الجانب المعرفي والثقافي عند السواد الأعظم من اللاعبين محدود جدا جدا.

في ألمانيا وفرنسا في إهتمام صارخ بتنشئة الأفراد من الناحية البدنية ، بمعنى ان اللاعب ذو 18 عام بيكون قوي للغاية من حيث البنيان الجسدي وعضلاته تم تأسيسها من صغره بشكل صحيح ، بجانب لياقته البدنية ومعدلات ركضه وكل ذرة Workrate تخرج منه بهدف تنشأته وتحضيره المستوى البدني للمستوى الأول
في شريحة كبيرة من اللاعبين الناشئين في مصر غير ملتزم بنظامه الغذائي وبياكل أي شئ يفصله ، ومن الوارد انه يكون مدخن سجاير أو شيشة ، بالتالي في عدد كبير منهم بيظهر للنور بنيانه الجسدي ضعيف ومعدلاته البدنية ضعيفة وعلى المدى البعيد عمره بيكون قصير في الملاعب ومش بيكون استثمار طويل الأمد
اخر حاجة هي مدربي قطاعات الناشئين نفسهم ، عدد كبير بيشتغل بدون رخص أو بدون خبرات أو دورات تدريبية او فترات معايشة ، معتمد فقط على فترته كلاعب كرة قدم ، وده طبعا غير كاف لأن التعامل مع اللاعب الناشئ مختلف على المستوى الشخصي والذهني والعاطفي وكذلك أساليب تطويره وتعليمه وتنشأته كروياً
“هالاند” هو حديث العالم حالياً وهو بعمر 22 عام فقط بيكسر كل شئ في الدوري الاقوى عالمياً ، غيره وغيره من اللاعبين اللي بيقال عليهم حالياً نجوم بيقودوا فرق كبرى في المنافسات ، نفس أعمار دول لسه بيبدأوا يشقوا طريقهم لأول مرة في المستوى الأول للدوري المصري ، يعني اللاعب حتى مش هيلاقي فرص للإحتراف الخارجي.

مصر فيها مواهب كتير جدا فوق ما تتخيل ، ادخل شوف مباريات القسم الثاني والثالث او احضر مباراة في القسم الرابع ، شوف دوريات الشباب والناشئين ، القصة ان مفيش استثمار في النشأ ولا في اهتمام لتطويره ، فطبيعي مصر تمتلك الموهبة ولا تمتلك الجودة ، طبيعي ان النجم المحلي عشان يبقى نجم بيوصل لسن ال(30) ، في وقت اللي عمر النجومية في اوروبا يبقى هو هو عمر اللاعب الواعد في مصر.. عايشين نكتة سخيفة الحقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى