أصدر البنك المركزي المصري نشرته الدورية المختصرة للتوعية بأهم تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 17 نوفمبر الي 24 نوفمبر 2023.
الأسواق العالمية
اتسمت الأسواق بالهدوء النسبي هذا الأسبوع في ظل غياب حدوث أي متغيرات رئيسية، إلى جانب أن أسبوع التداول كان قصيراً بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. ومع ذلك، وردت العديد من الإشارات عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن الأعضاء أقروا بأن هناك حاجة إلى “المضي قدمًا بحذر” بسبب تشديد الأوضاع المالية، مضيفين أن رفع أسعار الفائدة لا يزال أمرًا مطروحًا للتشاور.
وفيما يتعلق بالبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، أشار الأعضاء إلى أنه من المبكر الحديث عن خفض أسعار الفائدة، مضيفين أنه قد يوجد ما يبرر رفع أسعار الفائدة مرة أخرى. وعلى صعيد فئات الأصول، ارتفعت عوائد سندات الخزانة بشكل طفيف بينما تراجع مؤشر الدولار. وصعدت أسهم الأسواق المتقدمة على خلفية احتمال ارتفاع مبيعات التجزئة بشكل كبير نتيجة لعروض الجمعة السوداء.
أما في الصين، فقد أقرت الحكومة العديد من خطط التحفيز المالي لدعم قطاع العقارات، وهو ما ساعد أسهم الأسواق الناشئة على الصعود. وعلى الصعيد السياسي، حقق اثنان من زعماء اليمين المتطرف انتصارات هذا الأسبوع، حيث فاز جيرت فيلدرز، وهو من المناهضين للاتحاد الأوروبي، في السباق البرلماني بهولندا، في حين فاز خافيير مايلي، الذي يريد إغلاق البنك المركزي الأرجنتيني، بالانتخابات الرئاسية في الأرجنتين.
سوق السندات:
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعات طفيفة، حيث عدّل المتداولون مراكزهم قبل صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الثلاثاء، وعلى خلفية تزايد توقعات التضخم. وجاء هذا الصعود بقيادة سندات الخزانة قصيرة الأجل، وذلك بعد ارتفاع توقعات التضخم بمؤشر جامعة ميشيغان بشكل مفاجئ. وأعاد بنك الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على أن توقعات المستهلكين للتضخم تتم مراقبتها جيداً مضيفين أن عدم ثبات التوقعات من شأنه أن يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ خطوة لحل هذا الأمر.
وفي نفس الوقت، ارتفعت العوائد قبل صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، حيث كانت الأسواق تنتظر أن تميل تصريحات أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية. ومع ذلك، لم يقدم محضر الاجتماع أي شيء جديد، مما أدى إلى انخفاض العوائد بعد صدور المحضر.
ومن الجدير بالذكر أن عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل ارتفعت في مطلع هذا الأسبوع نتيجة الطلب القوي على طرح سندات الخزانة لأجل 20 عامًا.
عملات الأسواق المتقدمة:
تراجع مؤشر الدولار خلال تداولات هذا الأسبوع بنسبة 0.49%، حيث لم تكن المكاسب التي حققتها العملة خلال تعاملات منتصف الأسبوع كافية لتعويض الخسائر التي تكبدها المؤشر يومي الإثنين والجمعة، لتصل العملة إلى أدنى مستوياتها منذ أواخر شهر أغسطس. وعلى النقيض، ارتفع اليورو بنسبة 0.22%، ليحقق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي نتيجة تراجع الدولار.
علاوة على ذلك، حذر مسئولون من البنك المركزي الأوروبي، بما فيهم سيمكوس (عضو مجلس البنك المركزي الأوروربي) وكريستين لاغارد (رئيسة البنك المركزي الأوروبي) من خفض أسعار الفائدة. وبالمثل، ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.13%, ليحقق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، متجاوزًا بذلك مستوى ال 1.25 دولار، ليصل إلى أعلى مستوى له في شهرين، مدعومًا بتسعير الأسواق لخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة خلال العام القادم.
علاوة على ذلك، أدت التصريحات التي أدلى بها محافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، بأنه من السابق لأوانه النظر في خفض أسعار الفائدة، إلى تعزيز قوة الجنيه الإسترليني. وحقق الين الياباني مكاسب بنسبة 0.13% مع ترقب الأسواق لتضييق الفجوة بين السياسات النقدية لبنك اليابان وبنك الاحتياطي الفيدرالي.
عملات الأسواق الناشئة
ارتفعت معظم عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج مقابل تراجع الدولار، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.39%.
كان البيزو التشيلي (+1.84%) العملة الأفضل أداءً هذا الأسبوع نتيجة تحسن المعنويات بعد إعلان شركة “كوديلكو” (Codelco)، أكبر مورد للنحاس في تشيلي، عن زيادة الإنفاق بقيمة 720 مليون دولار لرفع حجم الإنتاج.
علاوة على ذلك، أدت البيانات التي أشارت إلى نمو الاقتصاد بشكل أسرع من المتوقع في الربع الثالث إلى دعم العملة. وكان البيزو الكولومبي (+1.31%) ثاني أفضل العملات أداءً، حيث استفاد من التحليل الفني للعملة بعد أن انخفضت إلى ما دون المتوسط المتحرك ل 100 يوم، و هو الامر الذي يعتبره المستثمرون علامة إيجابية لأداء العملة. من ناحية أخرى، كان الراند الجنوب أفريقي (-2.24%) هو العملة الأسوأ أداءً نتيجة ضغط المخاوف من استمرار ارتفاع التضخم وسط ارتفاع بيانات مؤشر أسعار المستهلك بصورة أكبر مما كان متوقعًا.
ومن الجدير بالذكر أن البنك المركزي في جنوب أفريقيا أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير كما كان متوقعًا، مما يشير إلى أن صناع السياسات يروا أن ارتفاع التضخم مؤقت. وكان البات التايلندي (-1.10%) ثاني أسوأ العملات أداءً ليسجل أسوأ أداء أسبوعي له منذ 6 أكتوبر، حيث ضغطت المخاوف بشأن النمو الاقتصادي على العملة، خاصة مع صدور أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث والتي جاءت دون التوقعات.
أسواق الأسهم
ارتفعت معظم مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية، مدعومة بارتفاع الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في وقت مبكر من الأسبوع، كما أنه من المحتمل أن تكون العروض التجارية للجمعة السوداء قد عززت من مبيعات بعض الشركات مما دفع بسوق الأسهم للارتفاع. وكانت الأسهم الأمريكية قد صعدت خلال معظم أيام الأسبوع، وسُجلت غالبية المكاسب يومي الاثنين والأربعاء.
وكان ارتفاع الأسهم يوم الاثنين نتيجة تفاؤل الأسواق بشأن أداء قطاع التكنولوجيا وسط تكهنات بأن الرئيس التنفيذي الأخير لشركة OpenAI، سام ألتمان، بالإضافة إلى 500 من موظفي الشركة سينتقلون إلى مايكروسوفت، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسهم التكنولوجيا، مع تسجيل مؤشر FANG+ للأسهم التكنولوجية الرئيسية أعلى مستوى له منذ إنشاء المؤشر في عام 2014. وارتفعت الأسهم الأمريكية يوم الأربعاء، قبل عطلة عيد الشكر وقبل الجمعة السوداء، حيث أشارت بعض الشركات المرتبطة بالمستهلكين إلى أن المبيعات ارتفعت بقوة مع دخول الأسواق موسم العطلات. وتلقت الأسهم الدعم أيضًا من هبوط مطالبات البطالة على نحو مفاجئ، مما يشير إلى أن الاستهلاك قد يتعزز قبل موسم الأعياد.
وأغلق مؤشر مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 الأسبوع مرتفعا بنسبة 1% واستقر عند أعلى مستوياته منذ بداية شهر أغسطس. وعلى مستوى قطاعات المؤشر، سجلت جميعها ارتفاعاً، وكان قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية ثاني أفضل قطاع، بينما شهدت أسهم شركات التكنولوجيا زيادات حادة، حيث أنهى مؤشر ناسداك المركبNasdaq Composite ومؤشر FANG+ ارتفاعًا بنسبة 0.89% و1.12% على التوالي.
وعلى نحو مماثل، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعيDow Jones ومؤشر راسل 2000 للشركات ذات الرأسمال السوقي الصغير بنسبة 1.27% و0.54% على التوالي. وأخيرًا، انخفض مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق، بمقدار 1.34 نقطة ليستقر عند 12.46 نقطة، وهو أدنى مستوى تم الوصول إليه منذ وباء كورونا في مارس 2020.
على الرغم من أن العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي قد أدلوا بتصريحات تميل الى تشديد السياسة النقدية، إلا أن الأسهم الأوروبية أنهت الأسبوع على ارتفاع، حيث وجدت الدعم من البيانات الاقتصادية الإيجابية.
وارتفعت الأسهم الأوروبية، وإن كان بمعدل أقل مقارنة بنظيراتها الأمريكية، حيث أظهرت بيانات معنويات المستهلكين ومؤشر مديري المشتريات تحسنًا وأشارت إلى أن الأفراد والشركات قد يكونا أكثر تفاؤلاً بعض الشيء بشأن الاقتصاد. كما دعمت المبيعات المرتبطة بعروض الجمعة السوداء أداء الأسهم الأوروبية، حيث أشارت أيضًا للأسواق إلى أن الاستهلاك الأوروبي لا يزال قويًا على الرغم من الظروف المالية الصعبة.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك عدة عوامل قلصت من مكاسب الأسهم الأوروبية، ومنها:
أولاً، أرتفاع أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي في بداية الأسبوع بعد أن استولى الحوثيون على سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر، وهو ما يشكل تهديداً لأمن استيراد الغاز الطبيعي ويضعف الرغبة في المخاطرة.
ثانيا، أشار البيان المالي التوسعي في المملكة المتحدة إلى أن التضخم من المحتمل أن يرتفع وأن بنك إنجلترا سيضطر إلى إقرار المزيد من رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي دفع في نهاية المطاف الأسهم البريطانية إلى الانخفاض.
ارتفع مؤشر Stoxx 600 بنسبة 0.91% واستقر عند أعلى مستوى له في شهرين، وقادت أسهم قطاع التجزئة مكاسب المؤشر على خلفية مبيعات الجمعة السوداء.
وكان أداء مؤشرات الأسهم الأخرى الأوروبية متبايناً، حيث صعد مؤشر CAC 40 الفرنسي (0.81%) ومؤشر داكس الألماني (0.69%)، في حين أغلق مؤشر FTSE MIB الإيطالي (-0.22%) ومؤشر FTSE 250 البريطاني (-0.59%) كلاهما على انخفاض.
أسهم الأسواق الناشئة
ارتفعت غالبية أسهم الأسواق الناشئة مع توقعات المستثمرين بقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسرع لأسعار الفائدة العام المقبل.
ساعد التفاؤل بأن التشديد النقدي في الولايات المتحدة قد يتم عكسه بشكل أسرع مما كان متوقعا في السابق على ارتفاع مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM للأسبوع الرابع على التوالي، مرتفعا بنسبة 0.39%. وفي آسيا، ارتفع مؤشر Hang Sengفي هونج كونج بنسبة 0.60% ومؤشر Hang Seng Tech بنسبة 1.12%.
وفي الصين، أوقف مؤشر شنغهاي المركب Shanghai Composite سلسلة مكاسب استمرت أربعة أسابيع، منخفضًا بنسبة 0.44% مع اتجاه المستثمرين نحو جني الأرباح، وخسر مؤشر Shanghai Shenzhen CSI 300 نحو 0.84%.
ومن الجدير بالذكر أن القطاع العقاري ارتفع بنسبة +2.57% متفوقا على باقي مكونات مؤشر Shanghai Composite بفضل التوجيهات الحكومية الداعمة للمطورين الأكثر تضرراً. وفي أمريكا اللاتينية، انخفض مؤشر MSCI EM LATAM بنسبة 0.06%.
الذهب
ارتفعت أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 1.01% لتستقر عند مستوى 2,000.82 دولار للأونصة، وهو ما يعتبر مستوى سعري رئيسي من حيث التحليل الفني لأسعار الذهب ، حيث جاءت هذه المكاسب على خلفية تراجع الدولار مع زيادة الطلب على الأصول التي لا تدر عائد. وشهدت الأسعار أكبر زيادة لها خلال تعاملات يوم الثلاثاء (+1.02%)، مدفوعة بالبيانات التي أظهرت زيادة ملحوظة في صادرات الذهب من سويسرا نتيجة عمليات التوريد الكبيرة إلى الهند لتلبية الطلب المحلي خلال موسم الأعياد.
النفط:
استقرت أسعار النفط دون تغيير تقريبا خلال الأسبوع، متراجعة بشكل طفيف بنسبة 0.04%، لتستقر عند 80.58 دولارا للبرميل، مسجلة انخفاضاً للأسبوع الخامس على التوالي. ولم تتخذ أسعار النفط اتجاها محدداً خلال جلسات التداول نتيجة لانخفاض أحجام التداول، حيث عملت منظمة أوبك + على حل الخلاف حول حصص الإنتاج، مما أدى في النهاية إلى تأجيل موعد الاجتماع الحاسم إلى 30 نوفمبر والذي كان من المقرر عقده خلال يومي 25 و 26 نوفمبر. علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه سيتم عقد الاجتماع عبر الإنترنت بدلاً من الحضور الشخصي.