أصدر البنك المركزي المصري نشرته الدورية المختصرة للتوعية بأهم تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 8 سبتمبر الي 15 سبتمبر 2023.
الأسواق العالمية
شهدت الأسواق تحركات محدودة خلال هذا الأسبوع، حيث ترقبت الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين، والتي جاءت أعلى من المتوقع. وعلى صعيد الأصول، سجلت سندات الخزانة الأمريكية خسائر على خلفية ارتفاع بيانات التضخم بشكل أكبر من المتوقع والتي صدرت في منتصف الأسبوع. وفي نفس الوقت، ارتفعت كل من السندات الحكومية الأوروبية والبريطانية وسط مؤشري اليورو والجنيه الإسترليني، خاصة بعد إبطاء البنك المركزي الأوروبي وتيرة تشديده للسياسة النقدية. وبالنسبة لأسواق الأسهم، تناقضت موجات بيع الأسهم الأمريكية بشكل كبير مع المكاسب المحققة لدى بورصات الأسهم الأوروبية والآسيوية. وفيما يتعلق بالسلع الأساسية، ارتفعت أسعار النفط لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ شهر نوفمبر 2022 بعد أن أصدرت منظمة أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقارير تضمن توقعاتها باحتمال استمرار ارتفاع معدل الطلب وزيادة الأسعار خلال الفترة المتبقية من العام الحالي.
سوق السندات:
أنهت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تعاملات هذا الأسبوع على ارتفاع، بقيادة السندات طويلة الأجل، وذلك في ظل ترقب المستثمرين صدور بيانات التضخم الرئيسية، والتي جاءت أعلى مما كان متوقعًا. علاوة على ذلك، جاء ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية مدفوعًا بقرار البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة يوم الخميس، فضلًا عن المؤتمر الصحفي التي عقدته رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد.
عملات الأسواق المتقدمة:
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.22% مسجلا مكاسب للأسبوع التاسع على التوالي، ليكمل بذلك أطول سلسلة مكاسب له منذ 2014، حيث ادت البيانات الاقتصادية، التي جاءت أقوى مما كان متوقعًا، إلى زيادة تفاؤل المستثمرين حيال تطبيق سيناريو الهبوط السلس. ودفع نمو مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي الذي جاء أسرع مما كان متوقعًا الدولار نحو الصعود. علاوة على ذلك، أظهرت بيانات التضخم الصادرة حدوث ارتفاعا غير متوقع في معدلات الأسعار، وهو ما أدى إلى زيادة توقعات الأسواق بشأن إتجاه الاحتياطي الفيدرالي بابقاء معدل الفائدة عند مستوى مرتفع خلال العام القادم. ومن الجدير بالذكر أن الدولار وصل يوم الخميس إلى اعلى مستوى له منذ مارس 2023. ومن ناحية أخرى، انخفض اليورو بنسبة 0.40% مسجلا خسائر للأسبوع التاسع على التوالي ليكمل بذلك أطول سلسلة خسائر له منذ 1997. وجاءت معظم الخسائر يوم الخميس بعدما رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، إذ يرى المستثمرون أن هناك فرصًا كبيرة بأن تكون هذه الزيادة هي الأخيرة في دورة تشديد السياسة النقدية. وعلى صعيد أخر، أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة أيضًا على اليورو، حيث انكمش الإنتاج الصناعي بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، ليسجل ثاني أسوأ قراءة له منذ بداية العام وحتى الآن. ووصل اليورو مقابل الدولار إلى مستوى 1.064 يوم الخميس، مسجلًا أضعف مستوى له منذ مارس 2023. وبالمثل، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.68%، ليصل إلى أدنى مستويانه منذ مايو 2023، حيث انخفض يوم الخميس مقابل الدولار عقب ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بالولايات المتحدة بشكل مفاجئ. ولا يزال المستثمرون يؤيدون قيام بنك إنجلترا برفع سعر الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، ولكن باحتماليه أقل مقارنًة بالأسبوع الماضي، حيث بلغت نسبة توقع المستثمرين بأن يتخذ بنك إنجلترا مثل هذه الخطوة 70.9% مقارنة بـ 77.7% في الأسبوع السابق. وشهد الين الياباني تغيرًا طفيفًا (-0.01%)، حيث كان لقوة الدولار الأثر الأكبر على العملة مقارنًة بتأثير الآمال بحدوث تحول في السياسات النقدية لبنك اليابان.
عملات الأسواق الناشئة
ارتفعت عملات الأسواق الناشئة على الرغم من وصول الدولار إلى أعلى مستوى له منذ بداية العام حتى الآن، حيث صعد مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.66%، محققًا أعلى مكسب أسبوعي له في شهرين، وذلك بقيادة عملات أمريكا اللاتينية، حيث أدت البيانات الإيجابية الصادرة حول الاقتصاد الصيني إلى تعزيز أسعار السلع الأساسية (تمثل الصادرات الرئيسية لدول أمريكا اللاتينية). وحقق مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة مكاسب خلال كل جلسة من جلسات التداول هذا الأسبوع، باستثناء جلسة يوم الجمعة، مع تراجع قطاع العقارات الصيني بشكل مفاجئ.
تراجعت 11 عملة فقط من أصل 23 عملة يتتبعها مؤشر بلومبرج خلال تداولات هذا الأسبوع.
كان البيزو المكسيكي (3.02+%) أفضل العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث أعلن الرئيس أندريس أوبرادور عن زيادة كبيرة في معدلات الإنفاق المالي خلال عام 2024، وهو العام الأخير له في منصبه. علاوة على ذلك، أدى صعود بيانات الإنتاج الصناعي بشكل مفاجئ، فضلًا عن الإعلان عن ارتفاع الإنفاق المالي خلال العام المقبل إلى تعزيز التوقعات حيال أن يكون البنك المركزي المكسيكي هو أخر بنك مركزي بأمريكا اللاتينية يقوم بالبدء في تيسير السياسة النقدية، بالإضافة إلى تحسن المعنويات تجاه العملة على مدار الأسبوع. وكان البيزو الكولومبي (+2.53%) ثاني أفضل العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث ارتفعت العملة على خلفية صعود أسعار السلع النفطية – وهي السلع الأكثر تصديرًا في البلاد ، فضلًا عن ارتفاع العوائد الضمنية على العقود الآجلة لمدة شهر، وهو ما زاد بدوره من جاذبية أدوات الدين. من ناحية أخرى، كانت الكرونة التشيكية (1.10-%) هي العملة الأسوأ أداءً هذا الأسبوع، حيث انخفضت بعد أن خفف البنك المركزي شروط الإقراض، وأشار إلى أنه يخطط لمناقشة موعد تيسير السياسة النقدية قريبًا، مما قلل من جاذبية أدوات الدين. أما بالنسبة لعملة الزلوتي البولندي (-0.96%) فكانت ثاني أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث تراجعت العملة نتيجة تأثرها بتوجه البنك المركزي البولندي نحو خفض سعر الفائدة الرئيسي بشكل أكثر مما كان متوقعًا خلال الأسبوع الماضي. علاوة على ذلك، انخفضت العملة بسبب تصريحات رئيس وزراء البلاد، والذي طلب من الاتحاد الأوروبي تمديد الحظر الحالي على المنتجات الزراعية الأوكرانية. ومن الجدير بالذكر أن بولندا والعديد من الدول التي تشترك في الحدود مع أوكرانيا طلبوا من الاتحاد الأوروبي فرض قيود على واردات الحبوب الأوكرانية في محاولة لمنع المنتجات الزراعية الأوكرانية الرخيصة من التنافس مع مزارعيها.
أسواق الأسهم
تراجعت غالبية مؤشرات الأسهم الأمريكية على خلفية تصاعد التكهنات بشأن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة والتي أظهرت استمرار ضغوط الأسعار. وجاءت الخسائر على الرغم من تحقيق المؤشرات لمكاسب في بداية الأسبوع في ظل ارتفاع سهم شركة تسلا بأكثر من 10%، بعدما رفع بنك مورجان ستانلي القيمة السوقية للشركة. وجاء ذلك في الوقت الذي أشاروا فيه إلى أن تطوير جهاز الكمبيوتر العملاق Dojo يمكن أن يتسبب في زيادة القيمة السوقية للشركة بحوالي 600 مليار دولار لأنه سيساعد الشركة على زيادة توسعها في تقديم خدمة الروبو تاكسي إلى جانب خدمة البرمجيات.
انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 نحو 0.16% خلال هذا الأسبوع. وعلى مستوى القطاعات المدرجة بالمؤشر، هبط قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 2.24%. أما بالنسبة لقطاع التكنولوجيا، فقد خسر كل من مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite ومؤشر FANG+ نسبة 0.39% و0.93% على التوالي. كما انخفض مؤشر 2000Russell للشركات ذات رأس المال الصغير بنسبة 0.24% بينما ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones، والذي كان أفضلهم أداءً بشكل عام على مدار الأسبوع، بنسبة 0.12%. أما بالنسبة للتقلبات، فقد تراجعت نسبيًا حيث انخفض مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 0.05 نقطة ليستقر عند 13.79 نقطة، وهو أقل بكثير من متوسطه البالغ 17.40 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.
وعلى عكس مؤشرات الأسهم الأمريكية، سجلت معظم المؤشرات الأوروبية الرئيسية مكاسب خلال الأسبوع. وأنهى مؤشر STOXX 600 تداولات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 1.60%. وجاءت غالبية المكاسب خلال جلستي الخميس (+1.52%) والجمعة (+0.23%)، حيث أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن “أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي الأوروبي قد وصلت إلى مستويات من شأنها أن تساهم بشكل كبير في عودة التضخم إلى نطاقه المستهدف” إلى جانب صدور البيانات الاقتصادية الصينية والتي جاءت أعلى من المتوقع. كما صعدت المؤشرات الإقليمية الأخرى في المنطقة، بما في ذلك مؤشر FTSE MIB الإيطالي (+2.35%) ومؤشر DAX الألماني (+0.94%) ومؤشر CAC 40 الفرنسي (+1.91%) وكذلك مؤشر FTSE 250 البريطاني (1.77%).
أسهم الأسواق الناشئة
وعلى الرغم من تراجع معظم مؤشرات الأسهم العالمية خلال هذا الأسبوع، إلا أن أسهم الأسواق الناشئة تمكنت من تحقيق مكاسب مع إغلاق مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئةMSCI EM على ارتفاع بنسبة 1.14%، حيث أدت الزيادة في أسعار السلع الأساسية مثل النفط والفضة والسكر، وكذلك إشارة العديد من البنوك المركزية إلى انتهاء دورة تشديد السياسة النقدية، إلى تزايد إقبال المستثمرين على أسهم الأسواق الناشئة. وارتفعت معظم أسهم الأسواق الناشئة خلال جلستي الخميس والجمعة، على خلفية مكاسب الأسهم الصينية، والتي ترجع إلى البيانات الاقتصادية الإيجابية التي ساعدت في دفع معظم أسعار السلع إلى الصعود. وباستثناء الأسهم الصينية، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة EM MSCI بنسبة 1.77%، مما يشير إلى إقبال المتداولين على أسهم الأسواق الناشئة بغض النظر عن أداء الأصول الصينية.
أنهت الأسهم الصينية تداولات هذا الأسبوع بإنخفاض طفيف على الرغم من أدائها الإيجابي في أخر جلستي تداول لهذا الأسبوع، حيث لم تكن المكاسب كافية لتعويض الانخفاضات التي سجلتها الأسهم خلال معظم جلسات الأسبوع. وأغلقت غالبية الأسهم الرئيسية في الصين الأسبوع على انخفاض، حيت هبط مؤشر هانج سنج Hang Seng في هونج كونج بنسبة 0.11% بينما ارتفع مؤشر البورصة الرئيسية في الصين شنغهاي المركب Shanghai Composite بنسبة 0.03%. وشهدت غالبية مؤشرات الأسهم، وخاصة تلك المدرجة في بورصة هونج كونج، مكاسب كبيرة خلال جلستي الخميس والجمعة بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي التي جاءت أعلى من المتوقع، في حين خفَض بنك الشعب الصيني نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك وقام بضخ المزيد من السيولة في الأسواق، مما يشير إلى أن الاقتصاد الصيني أصبح أكثر استجابة للتحفيز النقدي.
الذهب
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.25% لتستقر عند 1923.91 دولارًا للأونصة، على الرغم من قوة الدولار حيث قام المتداولون بتعديل حيازاتهم يوم الجمعة قبل صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الخاص بسعر الفائدة خلال الاجتماع المقرر عقده الأسبوع المقبل.
النفط:
ارتفعت أسعار النفط بنسبة 3.62% لتنهي بذلك تعاملات الأسبوع عند 93.93 دولارًا للبرميل، مسجلًة أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2022. وارتفعت الأسعار بنسبة 1.57% يوم الثلاثاء بعدما أصدرت منظمة “أوبك+”، وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية تقارير تتوقع استمرار تزايد الطلب ومكاسب أسعار النفط الأخيرة خلال الفترة المتبقية من العام. ويجدر الإشارة إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة 1.98% يوم الخميس، حيث أشارت البيانات الأمريكية الصادرة إلى أن طلب المستهلك أصبح أقوى مما كان متوقعًا، فضلًا عن تقديم بنك الشعب الصيني حزمة إجراءات تحفيزية جديدة لخفض معدل الاحتياطي الإلزامي للبنوك.