يتزامن موسم الصيف على شاطئ العريش بشمال سيناء، كل عام مع توقيت فقس بيض السلاحف البحرية على رمال الشاطئ، وخروج سلاحف صغيرة تأخذ مسارها الطبيعى بالعودة للبحر، إلا أن اعداد كبيرة منها تضل طريقها وسرعان ما يلتقطها الأهالى المتواجدين على الشاطئ قبل نفوقها ويعيدونها للبحر لتكمل دورة حياتها.
وفقس بيض السلاحف على الرمال يسبقه خروج الأمهات من البحر، ووضع بيضها على بعد أمتار فى الرمال ليكون بيئة حاضنة له حتى الفقس.
وروى الدكتور هانى الأشقر، أحد أبناء مدينة العريش الذى عاد اليها ليقضى إجازته الصيفية على شاطئ الأيوبى، إنه قبل أيام كان برفقة أسرته على موعد مع إنقاذ لمجموعة سلاحف خضراء جديدة.
وأشار إلى أن أطفاله أثناء تحركهم على الشاطئ وجدوا إحداها يسير على الرمال، ولأنه سبق وعثر عليها قبل سنوات ويعرف أن هذا الكائن هو شقيق لمجموعات أخرى حديثة الفقس، انطلق مع أطفاله فى رحلة بحث عن بقيتها لأنه يعلم أنها قد تضل طريقها وتسير عكس اتجاه مسارها الطبيعى وهو البحر بسبب جاذبية الأضواء، وبالفعل استطاع جمع نحو 50 سلحفاه صغيرة، بعد رحلة بحث طويلة على بمحيط المكان حول مبانى الشاليهات وأطلقها مجددا فى مياه البحر والاطمئنان على استمرارها في السباحة وعدم عودتها من المياه .
وأضاف أنه سعيد للمرة الثانية يشارك فى عملية انقاذ للسلاحف لتعود للمياه ولتبدأ حياتهاالجديدة، وربما تعيش حتى تعود لنفس المكان بعد زمن ليس بقليل لتبيض مجددا على الساحل ويقوم أولادي وأحفادي بعمل المثل.
وتابع قائلا “العريش مدينة رائعة لديها طبيعة خلابة يجب المحافظة عليها وتنميتها، موجها لكل من يقدر الطبيعة وما بها من خيرات الله “.
يذكر لأنه مابين الحين والأخر اعتاد رواد شاطئ العريش بشمال سيناء والصيادين وكل من يصل للشاطئ العثور على سلاحف بحرية تقذف ببعضها أمواج الشاطئ أو تكون فى طريقها لوضع البيض على الرمال وتظل طريق العودة ويكون الموت مصيرها .
ومن أصحاب تجارب سابقة فى انقاذ السلاحف على شاطئ العريش بمنطقة ” الأيوبى” مجموعة من الشباب المحبين للبيئة القائمين بتشغيل مشروعات خدمية على الشاطئ ، وبحكم تواجدهم طوال ال24 ساعة يرصدون كل مايخرج من البحر او يدخله ، وكان من بينها السلاحف البحرية، والذين عثروا على الرمال على سلحفاة كبيرة الحجم ” ترسة بحرية ” بدأت فى حالة إعياء وإرهاق شديد، تجمع حولها المصطافين كلا يريد أخذها ولكنهم انقذوها من بين أيديهم وعندما سكبوا عليها الماء وجدوها تنتعش وتتنفس وعلى الفور حملوها لمياه البحر التى ما ان وصلت لها حتى انطلقت فى عرض البحر لتختفى عن الأنظار.
وقال الشاب عطا ابو أحمد ابو كرفاش قائد فريق المتطوعين لإنقاذ السلاحف، إنهم لم يسمحوا لأحد أن يقترب منها ، وتبين أنها لو بقيت تحت الشمس لفارقت الحياة ، ويومها وبحكم الخبرة عرفنا أن خروجها للشاطئ كان بحثا عن مكان تضع فيه بيضها وليس لمجرد خروج عادى أو لفظ أمواج البحر لها لأنها كانت على قيد الحياة.
وأضاف أن ما توقعناه كان فى محله وبعد شهر بالتمام فوجئنا بخروج كميات من السلاحف الصغيرة من تحت الرمال ، وبدأت فى حركة عشوائية غير منظمة وتعانى ارهاق وعرفنا أن تلك السلحفاة كانت وضعت فى المكان بيضها الذي فقس للتو وقررنا أن نستكمل دور إنقاذ هذه السلسلة من السلاحف البحرية وجمعناها فى وعاء وسبحنا بها فى عمق البحر وأطلقناها وكان أجمل مافى الأمر إنها انطلقت تسبح بسرعة كما فعلت أمها من قبل قدرت أعدادها بنحو 50 سلحفاة بحرية.
وأشار أن الشباب المنقذين لها هم زملاء له فى موقع العمل وجميعهم اعتادوا على هذه الظواهر، ويعتبرون أن دورهم ورسالتهم هو الحفاظ على البيئة الطبيعية وفقا لتوجيهات أجهزة الدولة، وأن يكونوا عونا فى هذا الجانب .
وسبق وسجلت إدارة البيئة بشمال سيناء ظهور سلاحف بحرية على الشاطئ يتم العثور عليها ميتة ويتم اكتشاف خروجها بعد أيام .
اثناء اطلاقها
جمع السلاحف الصغيرة
جمعها واعادة اطلاقها
سلاحف صغيره
من مراحل الانقاذ