قالت شركة روساتوم الروسية وهي الشركة المنوط لها انشاء المحطة النووية في الضبعة أن الفعالية التي تقام خلال الفترة من 27 حتى 28 يوليو في مدينة سانت بطرسبرج على أرض معرض “إكسبو فوروم” ومركز المؤتمرات، تعتبر استمراراً للحوار الذي تم إطلاقه خلال المنتدى الاقتصادي “روسيا-أفريقيا” في عام 2019 بهدف تعزيز التعاون الشامل بين روسيا وبلدان أفريقيا.
«روساتوم» تعرض تقنياتها في القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني روسيا-أفريقيا
علماً أن الشريك العام للمنتدى هو شركة الطاقة الذرية “روساتوم” الحكومية، ومن ناحيته، علق أليكسي ليخاتشوف مدير شركة روساتوم الحكومية، متحدثًا في سانت بطرسبرج أثناء انعقاد القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني روسيا-أفريقيا قائلاً: “علم الذرة بالنسبة لأفريقيا هي فرصة لتقريب المسافة وتحقيق التقدم العلمي بحيث لا تكون جودة الحياة والسيادة التكنولوجية وإمكانات التنمية في القارة السمراء أسوأ مما هي عليه في قارات أخرى على كوكب الأرض في غضون عقدين من الزمن”.
وخلال حديثه ضمن أعمال ندوة روساتوم بعنوان “التقنيات النووية لتنمية إفريقيا” أكد أليكسي ليخاتشوف قائلاً: “تعتبر الطاقة النووية جزيرة من الاستقرار النسبي بسبب طبيعة عمل التكنولوجيا ذات الصلة على المدى الطويل والمستوى العالي من الثقة بين اللاعبين الدوليين في مجال الطاقة النووية في العالم”.
شركة روساتوم الحكومية تقدم لشركائها طيف واسع من المشاريع لضمان السيادة التكنولوجية
وشدد على أهمية السيادة التكنولوجية وأشار إلى أن شركة روساتوم الحكومية تقدم لشركائها طيف واسع من المشاريع لضمان السيادة التكنولوجية بدءاً من مجموعات الطاقة ذات الاستطاعات الكبيرة وانتهاءً بالمفاعلات الصغيرة، التي تعمل سواء براً أو بحراً.
وفي هذا الصدد نوه أليكسي ليخاتشوف قائلاً: “نحن نعرض على كل دولة نعمل معها إقامة التعاون، وهذا ينطبق على مشاريع السيادة التكنولوجية لهذه الدول”.
وتابع مدير شركة روساتوم الحكومية قائلاً:”تتمتع القارة الأفريقية بتنوع بلدانها ومع ذلك يمكننا تقديم مجموعة واسعة من الحلول التكنولوجية والحلول المتعلقة بريادة الأعمال، والحديث يمكن أن يدور حول إبرام عقود عادية، بالاضافة إلى عرض آليات متنوعة للملكية المشتركة للمنشآت وصولاً لإمكانية الإنتاج البسيط وبيع الكهرباء، وهذا ينطبق أيضًا على التقنيات والمجالات القريبة من الطاقة النووية مثل الطب النووي ومراكز التشعيع ومفاعلات الأبحاث العلمية وطاقة الرياح”.
الطب النووي والمواد الجديدة
وفي هذا الاطار ذكّر أليكسي ليخاتشوف بحقيقة أنه هناك تناغم بين منتجات شركة روساتوم، حيث أن عائدات الشركة السنوية البالغة حوالي 2 تريليون روبل مقسمة إلى ثلاثة أجزاء بحصص متساوية تقريبًا: أولاً وقبل كل شيء الحديث يدور عن التوليد النووي، والجزء الثاني هو كل ما يتعلق بالمشاريع النووية من البناء والخدمات والوقود النووي، أما الجزء الثالث فإن الحديث يدور عن ما يسمى بالمنتجات الجديدة وهي الطب النووي والمواد الجديدة، بالإضافة إلى عدد من المجالات المرتبطة بالتقنيات الجديدة.
وشدد متحدثون من الدول الأفريقية على أهمية الطاقة النووية وأهمية تقنيات شركة روساتوم لتنمية الاقتصاد والمجال الاجتماعي للبلدان الأفريقية. على وجه الخصوص تحدث الدكتور أمجد الوكيل رئيس مجلس إدارة محطة الضبعة النووية المصرية عن أن الطاقة النووية تعني الكثير للتنمية والنمو الاقتصادي في مصر، ولها أيضًا تأثير إيجابي على جميع مجالات الحياة.
في حين أكد وزير الثروات الباطنية في تنزانيا دوتو ماشاكا بيتكو بأن بلاده، التي لها تاريخ طويل في استخراج اليورانيوم، تعتزم استخدام الطاقة النووية من أجل حل المشاكل الاجتماعية.
تطوير مجال الطب النووي برواندا
وبدوره قال المدير العام لمجلس الطاقة الذرية في رواندا السيد فيدل نداهايو إن بلاده تعتزم استخدام الطاقة النووية لأنها تحفز النمو الاقتصادي وتعتزم رواندا أيضاً تطوير مجال الطب النووي.
أما إبراهيم عويزي وزير الطاقة وصناعة التعدين في بوروندي، أشار متحدثاً في ندوة بعنوان “التقنيات النووية لتنمية إفريقيا”، إلى إنه بالإضافة إلى الطاقة الكهرومائية، تعتزم بلاده تطوير الطاقة النووية بمساعدة شركة روساتوم الحكومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية.
وبدورها تحدثت برينسيس متومبيني، التي أسست مؤسسة Africa4Nuclear، عن فوائد وإنجازات الطاقة النووية، ونوهت أيضًا إلى أهمية إشراك الشباب الأفريقي في حل القضايا والمشاكل الملحة التي تواجهها القارة السمراء.
اتفاقية بشأن التعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية
وبالفعل فقد تم إبرام عدد من الاتفاقيات في إطار هذه القمة، حيث جرى التوقيع بين روسيا الاتحادية وبوروندي على اتفاقية بشأن التعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، وعلى وجه الخصوص، تنص الاتفاقية على إنشاء وتحسين البنية التحتية النووية وكذلك إنتاج النظائر المشعة واستخدامها في الصناعة والطب والزراعة، بالاضافة إلى تعليم وتدريب المتخصصين في الصناعة النووية.
وقد وقع عن الجانب الروسي المدير العام لشركة “روساتوم” الحكومية أليكسي ليخاتشوف وعن جمهورية بوروندي وزير الخارجية السيد ألبرت شينجيرو.
ويشار إلى إن رئيس مجلس إدارة شركة «Water and Energy Solutuions» السيد محمد أمين الشرقاوي قام، جنباً إلى جنب مع كسينيا سوخوتينا المدير العام لشركة “روساتوم لحلول البنية التحتية” بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تنفيذ مشاريع في مجال تحلية المياه ومعالجة المياه والصرف الصحي.
وأكد النائب الأول للمدير العام – مدير وحدة التطوير والأعمال الدولية التابعة لشركة “روساتوم” الحكومية كيريل كوماروف قائلاً: “إن المذكرة الموقعة توسع رقعة التعاون مع المغرب في مجال تحلية ومعالجة المياه وتنص على إمكانية تنفيذ مشاريع مشتركة باستخدام تقنيات روساتوم، التي تهدف إلى تزويد قطاع الصناعة وسكان المنطقة بالمياه النظيفة”.
توقيع اتفاقية بين روسيا الاتحادية وجمهورية زيمبابوي حول التعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية
كما تم على هامش القمة توقيع اتفاقية بين روسيا الاتحادية وجمهورية زيمبابوي حول التعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، حيث وقع الوثيقة عن الجانب الروسي السيد أليكسي ليخاتشوف المدير العام لشركة روساتوم الحكومية وعن جمهورية زيمبابوي وزير الطاقة السيد صودا زيمو.
يشار إلى إن جناح شركة روساتوم الحكومية يقدم حلولاً ابتكارية تعتمد على التقنيات النووية المقترحة للتنفيذ في البلدان الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك يتم في إطار القمة تنظيم جولات تقنية لوفود من عدد من البلدان الأفريقية إلى محطة لينين غراد النووية وشركة “بالتييسكي زافود”.
كما يُعقد في إطار المنتدى اجتماع مجلس الشباب الدوليImpact Team 2050 بمشاركة ممثلين عن شبكة الشركاء العالميين من البلدان الأفريقية.
علمًا أن القمة الثانية للمنتدى الاقتصادي والإنساني “روسيا-أفريقيا” هي استمرار للحوار الذي تم إطلاقه في المنتدى الاقتصادي “روسيا-أفريقيا” في شهر تشرين الأولأكتوبر 2019، أما فيما يتعلق بالغرض من هذه الفعالية فهو المساعدة في تعزيز التعاون الشامل بين روسيا والدول الأفريقية. ومن المتوقع أن يصبح هذا الحدث الأكبر في تاريخ العلاقات الروسية الأفريقية.
تتمثل إحدى المهام الإستراتيجية التي تواجه بلدان إفريقيا في إدخال التقنيات التي تهدف إلى ضمان أمن الطاقة وتطوير الرعاية الصحية وقطاع الزراعة من أجل تحقيق التنمية المستدامة في مختلف قطاعات الاقتصاد، فضلاً عن زيادة الإمكانات العلمية والبشرية للبلاد.
ومع الاشارة إلى إن بعض البلدان في القارة السمراء ينظر بالفعل إلى التقنيات النووية على إنها حل من حلول التكنولوجيا المتطورة التي تتمتع بتأثير اجتماعي واقتصادي إيجابي على العديد من مجالات حياة المجتمع، والتي سمحت بحيادة استخدام الكربون في الاقتصاد والتأثير على تحقيق الأهداف العالمية لأجندة “مستدامة”.