فلاح مصرى محنى كأنه نخلة فوق البير تطرح، وطول العمر تبدر خير، وإن كان لوحده يغنى زى الطير ولو يشوف حد يسكت من الغناء خجلان، محنى على أرضه فى إيده ألفأس يقلب ويعدل فيها رجل ورأس يبوس كفوها السمراء تأخذه بالأحضان” لا توجد أفضل من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودى لنعبر بها عن حالة العشق بين ألفلاح المصرى وأرضه، “اليوم السابع” التقى بالعم “زغلول” المعروف بين أهإلى قريته بألفلاح ألفصيح، قارب على التسعين من العمر، ولا زال يباشر أمور ألفلاحة فى أرضه.
ولد العم ” زغلول أبو نجاح” وعاش حياته فى ربوع الأرض مع والديه وأجداده الذين أفنوا حياتهم فى سبيل الأرض ورعايتها، فورث منهم حب الأرض وبالنسبة له ليس شيء مكتسب توارثه عن أجدادهه، بل هو عشق يسرى فى عروقه والنفس الذى لا يستطيع أن يحيا بدونه.
وسرد العم “زغلول” المقيم بقرية صفيطة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، حكايته قائلا : ” يومى يبدأ مع صلاة الفجر، لأن ربنا بينزل الأرزاق والهدى والخير والرحمة فى صلاة ألفجر، وأتجه إلى الأرض، فالأرض مثل ابن من أبنائى شاهدة على رحلة حياتى وعمرى الذى قارب على التسعين، يوميا أحضر إليها وألقى عليها السلام والتحية وبتعامل معها كأنها إنسان.”
وتابع الرجل التسعينى حديثه:” زوجتى الحاجة ” زينب” رفيقة رحلة الكفاح فهى من علمتنى الزراعة والفلاحة وحتى الآن بتعافر معايا فى زراعة الأرض بكافة المحاصيل الزراعية، نصلى الفجر ونتوجه سويا إلى حقلنا حيث الطبيعة الجميلة، فجميع الأرض الزراعية التى امتلكها الآن كانت المعين لى على شرائها بكفاحها معايا، ولا يوجد على ظهر الأرض أجمل من إن الإنسان يزرع أرضه بنفسه.”
واستطرد أن الأرض حياتهما ومصدر رزقهما، ويزرعون مختلف المحاصيل كالأرز والقمح والقطن والبنجروغيرها؛ ليحافظوا على الإنتاج الزراعى فى مصر وجودته، ويوفروا لأبنائهم وأحفادهم حياة كريمة، وأنه اصطحب زوجته لتأدية فريضة الحج والعمرة أكثر من مرة تقديرا لمحبته لها وكفاحها معه.
ويمتلك العم “زغلول” فصاحة فى الحديث جعلت المقربين منه يطلقون عليه الفلاح الفصيح، لإلمامه بكافة أمور الزراعة وجودة زراعته من كافة أنواع المحاصيل المختلفة لخدمته الجيدة للمحاصيل أثناء عملية الزراعة
وبالرغم من رحلة الكفاح التى تزيد عن أكثر من 60 عاما بما فيها من أوجاع لحظات مفرحة، كانت البهجة هى عنوان الفلاح الفصيح على مدار رحلته، فهو لديه قدرة فائقة على الارتجال والغناء وتأليف الأشعار البسيطة الوطنية والمدائح النبوبة، وعندما يجلس معه الفلاحين يتسامرون يكون هو المبهج والشاعر والمغنى فى جلساتهم، حيث يرتجل فى إلقاء العديد من المدائح النبوية وأبيات عامية عن الحياة الوطنية وعن حبه لوالدته.
العم زغلول ابو نجاح
العم زغلول اثناء تناول الشاى
العم زغلول فلاح مثالى
العم زغلول من الزمن الجميل
العم زغلول وجاره بالغيط الحاج شحتة حامد
العم زغلول ونجله
العم زغلول يكتب اغانى وطنية
العم زغلول
الفلاح الفصيح