علقت شركة “أوشن غيت” أنشطة الغوص إلى موقع سفينة “تيتانيك” الغارقة أخيراً، حيث نشرت رسالة على صفحتها على الإنترنت باللون الأحمر تفيد بتعليق جميع عملياتها الاستكشافية والتجارية، دون الكشف عن تفاصيل، وفقاً لما اطلعت عليه “العربية.نت”.
يأتي ذلك، بعدما استمرت الشركة في أعمالها الاعتيادية طيلة أسبوعين منذ كارثة غرق غواصة “تيتان” التابعة لها، وموت جميع الركاب على متنها، بما فيهم الرئيس التنفيذي للشركة، نفسه.
الغريب في الأمر، أن الشركة استمرت في الترويج لرحلاتها بعد الكارثة التي أودت بحياة 5 أشخاص يوم 18 يونيو الماضي، لرحلات الذهاب بلا عودة وحددت موعدين لرحلاتها المستقبلية في يونيو من العام المقبل.
وكتبت الشركة في الإعلان والذي تم رفعه لاحقاً: “أن سعر الرحلة يشمل غطساً واحداً، وأماكن إقامة خاصة، تعلم التدريبات المطلوبة خلال الرحلة، بالإضافة إلى معدات الرحلة الاستكشافية، ووجبات الطعام على متن الغواصة، قائلة خلال الإعلان: “سوف تتعرف على الحياة على متن سفينة في رحلة على بعد 400 ميل بحري من موقع حطام سفينة تيتانيك.. استمتع بساعات من استكشاف الحطام وحقل الحطام قبل الصعود إلى السطح لمدة ساعتين”.
وتتكلف رحلة “تيتان” 250 ألف دولار للشخص الواحد، ورغم غرق الغواصة والمآساة التي عايشها ركابها، إلا أن أحد لم يلغ رحلته من الحاجزين، كما أن الاستفسارات على الرحلة ارتفعت بشكل مفاجئ.
قد تتخيل أن احتمالية مغامرة ذات فرصة موت أعلى من المعتاد ستكون بمثابة نقطة الرجوع عن القيام بهذه المغامرة. لكن بالنسبة للعديد من المسافرين الأثرياء، فإن الخطر هو بالضبط الهدف المنشود.
من جانبه، قال مؤسس شركة تسلق الجبال “Furtenbach Adventures”، لوكاس فورتنباخ: “جزء من جاذبية إيفرست – وأعتقد أنه نفس الشيء بالنسبة لسفينة تيتانيك، أو الذهاب إلى الفضاء، أو أي شيء آخر – أنه يمثل خطراً”.
وأضاف فورتنباخ، الذي تقدم شركته خياراً بقيمة 220 ألف دولار لتسلق جبل إيفرست بأكسجين غير محدود وإرشادات فردية: “أعتقد أنه طالما يموت الناس في هذه الأماكن، فهذا جزء من سبب رغبة الناس في الذهاب إلى هناك”.
وقال فورتنباخ إنه بعد موسم مميت بشكل خاص، يميل الطلب في الموسم التالي إلى الارتفاع.
وفي السنوات التي تلت عام 1996، زادت تصاريح تسلق إيفرست بشكل كبير، وهو الموسم الذي أنهى حياة 12 متسلقاً وأصبح موضوع اهتمام وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك الكتاب الأكثر مبيعاً “Into Thin Air” لجون كراكور.
وقال فورتنباخ: “في كل موسم كارثي – يمكنني القول بمعدل كل 3 إلى 5 سنوات – يمكننا أن نرى زيادة كبيرة في التصاريح الصادرة”.
“إذا كان تسلق جبل إيفرست آمناً بنسبة 100%، أعتقد أن هذه ستكون نهاية المغامرة”.
وبالمثل، يبدو من غير المرجح أن تؤدي مأساة الأسبوع الماضي في شمال الأطلسي إلى كبح الطلب على زيارات تيتانيك في أعماق البحار. على العكس من ذلك، فإن بروزها العالمي قد يغذي الاهتمام.
بدوره، قال مؤسس شركة السفر الفاخرة “Brown and Hudson”، فيليب براون، إن شركته لا تزال لديها قائمة انتظار طويلة لجولات تيتانيك، والتي تديرها بالشراكة مع “OceanGate”، المشغل الفرعي وراء “تيتان”.
وقال براون: “لا نشعر بأي قلق معين، ولم يقم أحد بإلغاء أي شيء حتى الآن، وتزايدت الاستفسارات حول خدماتنا”. “لقد شهدنا زيادة كبيرة في طلبات العضوية”، والتي تكلف ما بين 12000 و120.000 دولار سنوياً.
جذب البحث عن “تيتان” انتباه وسائل الإعلام الدولية، وبهذا، حصل المستكشفون المحتملون على تذكير بإمكانية رؤية تيتانيك مباشرة. قال براون إن المسافرين قد يصبحون أكثر اهتماماً الآن لأنهم يتوقعون أن يؤدي الحادث إلى مزيد من التنظيم وتحسين التكنولوجيا.
وأضاف براون: “للأسف، تكون المآسي في بعض الأحيان هي العوامل المحفزة للتقدم”.