منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير 2022، يواجه العالم أزمة كبيرة في توفير الأسمدة والمخصبات الزراعية؛ حيث تعد روسيا الاتحادية وروسيا البيضاء وأوكرانيا في صدارة أهم منتجي الأسمدة في العالم.
وقد أزاد هذا الوضع تعقيدا بعد فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا من بينها صادرات الأسمدة؛ الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية؛ نتيجة قلة المعروض منها، وأدى إلى خلق مشاكل للمنتجين الزراعيين، حذر خبراء برنامج الغذاء العالمي من عواقبها لا سيما على البلدان الأفريقية.
وتشير التقديرات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة، إلى أن سكان منطقة الغرب الأفريقي والساحل؛ سيتضاعف احتياجهم للأسمدة والمخصبات الزراعية بنسبة 300 في المائة بحلول عام 2035، وذلك لزيادة الإنتاجية الزراعية فيها وتحقيق قدر مقبول من الأمن الغذائي؛ وهو ما يستوجب استثمارات دولية أكبر في مجال إنتاج الأسمدة في تلك الدول، ومنع تدهور أوضاع الغذاء فيها إلى حالة افتقاد كامل للأمن؛ وهو ما دفع قادة تلك الدول إلى إصدار إعلان عن خارطة طريق لمحاولة الخروج من الأزمة؛ وهو إعلان لومي للمخصبات وصحة التربة الزراعية”، الذي تم التوقيع عليه منتصف الشهر الجاري.
ويقول خبراء البنك الدولي، إن الخيار الأمثل أمام دول غرب أفريقيا والساحل؛ للتغلب على أزمة الأسمدة والمخصبات والكيماويات الزراعية، هو بناء شراكات بين الحكومات والقطاع الخاص في هذا الجزء من الإقليم بدعم من البنك الدولي لإقامة مصانع محلية لإنتاج مستلزمات الزراعة من الكيماويات والمخصبات.
وبحسب البيانات الصادرة عن البنك الدولي، فقد خصص 4 مليارات دولار أمريكي من موازنته للعام 2024 لدعم قطاعات الزراعة، وأعلن البنك رفع هذا المخصص التمويلي بواقع 5ر1 مليار دولار لتلبية احتياجات البلدان الأفريقية في جنوب الصحراء؛ بما يحقق لها قدرا من الأمن الغذائي.
وقال رئيس توجو فاورى جانسينبجبي، إن الاتفاق الذي توصلت إليه دول غرب إفريقيا والساحل بشأن تداول الأسمدة والمخصبات الزراعية وإنشاء مورد مشترك، بحسب ما ورد في إعلان لومي السابق الإشارة إليه، يهدف إلى تعزيز حالة الأمن الغذائي لشعوب دول الإقليم.
وأشار الرئيس الكونغولي – في مقابلة صحفية – إلى أهمية استمرار الدعم والتعاون بين دول الساحل والغرب الأفريقي ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وكذلك برنامج الغذاء العالمي لتحقيق مخطط الأمن الغذائي.
ولفت إلى أن دولا أفريقية في مقدمتها بوركينا فاسو ومالي والنيجر والصومال وجنوب السودان؛ تواجه بعض أقاليمها حالة من افتقاد الأمن الغذائي.
وأشار الرئيس التوجولي – كذلك – إلى أن سكان إقليم غرب إفريقيا والساحل يتجاوز عددهم 500 مليون نسمة، ويشكلون عامل ضغط على استهلاك الغذاء.
وقال إن قادة دول إعلان لومي عازمون على إعادة إحياء التربية الزراعية التي مررتها الصراعات القبلية، والتوسع العشوائي للمساكن؛ لكنه أشار إلى أن احتياج الإقليم إلى الأسمدة “أساسي” في تنفيذ خطة التأمين الغذائي لسكان الإقليم.